الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

" ما بطلعوني من بيتي وأنا عايش"..

الهدم والإخلاء.. قرارات تصطدم بصمود المقدسيين في "الشيخ جراح"

حجم الخط
حي الشيخ جراح
فاتن عياد الحميدي - القدس - وكالة سند للأنباء

ليست مجرد جدران لمنازل أو أبواب تُغلق على قاطنيها، بل تعدت ذلك لتكون هي الهوية والعقيدة وخط الدفاع الأول، في ظل سلسلة الانتهاكات المتتالية، والإسكاتات المؤقتة التي يتعرض لها المقدسيون في حي الشيخ جراح.

"لن نرحل" شعارٌ ارتبط بأهلي حي الشيخ جراح، وخطوه قولاً وفعلاً، فكانوا أيقونة الثبات، وفي هذا التقرير تسلط "وكالة سند للأنباء" الضوء على عائلات الحي المهددة منازلهم بالهدم والإخلاء، وكشف أساليب الاحتلال الإسرائيلي وذرائعه التي ينتهجها للسيطرة على محيط البلدة القديمة في القدس.

يقول المختص في شؤون القدس فخري ذياب، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهدد 28 عائلة في الجزء الشرقي من حي الشيخ جراح بالهدم والإخلاء، و7 عائلات في الجزء الغربي، وبالتالي تهدد هذه القرارات أكثر من 780 شخصاً بالطرد والهدم، أو الطرد والاستيلاء على منازلهم.

يأتي ذلك لإقامة مشروع مستوطنة "حزام القدس الشمالي" الذي يفصل البلدة القديمة ومناطق جنوب القدس عن شمالها، ومحاصرة التجمعات السكانية لتقسيم القدس، وفقاً لما ذكر "ذياب"، لـ"وكالة سند للأنباء".

ويؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف بقرارات الهدم أو الإخلاء طرد المقدسيين من المدينة المقدسة، لإيجاد خلل في التوازن الديموغرافي لمصلحة المستوطنين " تغيير التركيبة السكانية".

إضافةً لتصفية الوجود العربي في القدس، والانخراط على القدس وحسم موضوعها، والذي يتم بعدة وسائل ومسارات "يهودية"، بدءاً من بلدية الاحتلال التي لا تعطي التراخيص، وتتذرع بعدم حصول المنازل علىيها وبالتالي تهدمها، أو بالمستوطنين الذين هم واجهة للمؤسسة الإسرائيلية، ذراع للطرد القسري والتهجير مدَّعين أنهم أصحاب الأراضي، كما يحصل في كثير من المناطق في الشيخ جراح وغيرها.

"قانون كامنيتس"

يؤكد "ذياب" أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو صراعٌ سياسي، ويحاول الأخير جر المقدسيين إلى المربع القانوني، وأن المحكمة هي التي تحكم، وتكمن الخطورة في تجميد قرارات الهدم في الجزء الغربي من الشيخ جراح إلى شهر نيسان/أبريل، فتنتقل النزاعات إلى صراع القانوني، مشيراً إلى أن محاكم الاحتلال هي جزء من المنظومة الاحتلالية.

وللحديث عن قوانين سلطات الاحتلال بحق المقدسيين، يقول "ذياب" إن جميع القوانين الصادرة عن الكنيست الإسرائيلي هي لمصلحة المستوطنين.

ويشدد أن قانون "كامنيتس" هو تعديل على قانون "التنظيم والبناء"، الذي ينص على أنه إذا تم البناء بعد عام 2017 أو تمت محاكمة أي مواطن، أو اكتشاف أي منزل بُني قديماً، فلا يستطيع المقدسي الاستئناف والترافع لدى المحاكم ولا الحصول على ترخيص.

ويرى ضيفنا أن هذا القانون هو طريق لقطع الطريق على المقدسيين لهدم منازلهم، وأُوجد لهدمها أو هدم الذي سيُكتشف منها، وهو ما عدَّه التحايل على قانون "التقادم".

ويعتبر "ذياب" أن الصمود المقدسي هو السبب الأول في تأجيل قرارات الهدم والإخلاء، مؤكداً أن ذلك ما يتخوف منه الاحتلال الإسرائيلي، كَون الحراك المقدسي يؤدي إلى الحراك الفلسطيني بشكل عام، كما حصل في مايو/ أيار المنصرم، وانتهى بمعركة سيف القدس.

ويضيف، أن الاحتلال يحاول الالتفاف على ثبات المواطنين بتأجيل عملياته وقراراته؛ نظراً لإقبال شهر رمضان المبارك الذي يحمل البُعد الديني، والرباط وتوافد الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.

ويستطرد ضيفنا، أن هذه القرارات المؤجلة إنما هي مؤقتة، مبيناً أن المقدسيين يطالبون بإلغائها مهما كانت الذرائع والحجج الإسرائيلية؛ ومنع الاحتلال الإسرائيلي انتهاز أي فرصة للفتور المقدسي والانقضاض على تطبيق قراراته.

"ما بفرط بحجر من بيتي"

انتماء للأرض والحجر والشجر، وصمود تسطره العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح، لتكون أيقونة الثبات رغم دهاء وبلاء الاحتلال.

وفي حديث مفعم بالقوة هاتفت "وكالة سند للأنباء" عائلة "سالم"، وكما ذكر المقدسي إبراهيم سالم،" لو قتلوني أنا وزوجتي وأولادي، ما بطلع من بيتي عايش".

يقول "سالم" إنهم يعانون خطر التهديد بالهدم منذ عام ١٩٨٨، عندما بدأت الصراعات مع الاحتلال حول المنازل في القدس.

وتلقت العائلة وفقاً لـ "سالم" 40 إخطاراً ويزيد، كان آخرهم التهديد بالإخلاء، إلا أن محكمة الاحتلال الإسرائيلي جمدت القرار قبل أيام؛ شريطة دفع ٢٣٠ ألف شيكل.

ويتابع: لم تتلقَ العائلة بلاغاً بموعد انتهاء التجميد، مشيراً إلى أنه من المتوقع إعلامهم بذلك بعد 15 أو 20 يوماً من الآن.

الترابط واللُّحمة بين المقدسيين، هي الدافع الأول أمام وقف اعتداءات الاحتلال، ويكشف "سالم" لـ "سند" أن سلطات الاحتلال تعرض على العائلات أموالاً طائلة، مقابل الخضوع والتسليم، إلا أن العقيدة المتأصلة والتاريخ المتجذر والكرامة الفلسطينية هم أسياد الموقف.

وفي بعض التفاصيل يقول "سالم" إنهم في مواجهات باب العامود ورفض البوابات الإلكترونية، في مايو/ أيار المنقضي مكث ووالدته البالغة (74 عاماً) ١٤ يوماً في باحات الرباط عن "الأقصى".

 وهنا يطرح علينا ضيفنا سؤالاً، "كيف أفرط بالشيخ جراح وبيتي وأنا لا يفصلني عن المسجد الأقصى إلا دقيقتين سيراً على الأقدام"؟