الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

المحررة علا مرشود تحكي تجربتها..

الأسيرات الفلسطينيات في يوم المرأة.. حياتهن "نار" وأمل الحُرّية لا يغيب

حجم الخط
الأسيرة المحررة علا مرشود..
لبابة ذوقان - وكالة سند للأنباء

"أصعب ما في قضيتنا أنها تُنسى سريعًا، ولا يتذكرنا سوى أهلنا"، جرح غائر في قصة الأسيرات الفلسطينيات القابعات بسجون الاحتلال الإسرائيلي، فإلى جانب تجريدهن من أبسط حقوقهن المكفولة بالقوانين والشرائع الدولية، لا يحظين بحضورٍ شعبي ورسمي لافت، ما يجعلهن بـ "عزلة دائمة" لا يسمع أنينها إلا جدران السجن.

ويأتي يوم المرأة العالمي (الثّامن من آذار/ مارس)، بينما تقبع 32 أسيرة فلسطينية في سجن الدامون، بينهنّ 11 أمًا، والطفلة نفوذ حماد، والتي لم تتجاوز 15 عامًا، ويظّل السؤال لمن لم يُجرب الأسر، كيف تقضي الأسيرات الأيام بالسجون؟

275071017_832847464780374_6797255613492044890_n.jpg

المحررة عُلا مرشود (24 عامًا) من مخيم بلاطة جنوب محافظة نابلس بالضفة الغربية، عاشت تجربة الأسر لسبعة شهورٍ، لتعود بعدها إلى الحياة خارج الزنانة، ومعها ما تبقى من ذكرياتها في السجن، والكثير من المعاناة التي "لا تُنسى بالتقادم" كما تقول.

وتستهل "علا" حديثها مع "وكالة سند للأنباء": "اعتقلني الاحتلال وأنا أخطو أولى خطواتي في حياتي الجامعية، وبدلًا من تزخر ذاكرتي بتفاصيل وادعة وحانية كأي شابّة، كان وجع الأسر وعزلته حاضران بقوة".

وتصف "علا" تجربة السجن بـ "القاسية" مضيفةً: "كل تفاصيل الأسر واللحظات التي نعيشها داخله، يظّل أثرها فينا مهما مضى عليها من سنوات، فلا يُمكن نسيان شعور العزلة والوحدة التي تُسيطر عليك لحظة مرضك، ألمك النفسي، احتياجك لعائلتك وأجوائهم، كأنها ندبة غائرة فينا لا شفاء منها".

وفي سؤالنا "ماذا يوم الأسيرات في المناسبات والأعياد؟" سبقت إجابتها تنهيدة: "تمر كأننا نتنفس من خرم إبرة، فكل واحدةٍ منّا خاصة الأمهات، يأخذها الحنين إلى تفاصيل هذا اليوم الذي تكون فيه مع عائلتها وأبنائها هانئة مطمئنة، ثم تصطدم أنها بين جدران أربعة وسجّان متغطرس".

وتُشير إلى أن عددًا من الأسيرات الأمهات، يقضين في السجن سنواتٍ طويلة، فيكبر الأطفال بعيدًا عن أحضان أمهاتهم، ويُحرمون من تقاسم تفاصيل المناسبات السعيدة في جو عائلي متكامل والسبب إسرائيل وانتهاكاتها التي لا تتوقف.

وتزيد "ضيفة سند": "تستعرض الأمهات صور أطفالهن، والفتيات صورهن في أحضان العائلة، ثم نروح جمعيًا في غمرة بكاء مريرة، إلى أن تنقذ الموقف أسيرات أخريات في سبيل تغيير الأجواء ونشر الفرحة، عبر فعاليات كثيرة وأحلام أكبرها الحرية".

لكن حتى محاولة صناعة الفرح محرمة على الأسيرات، فتتعمد إدارة سجون الاحتلال فرض إجراءات معقدة تمس أبسط التفاصيل للتنغيص عليهن، في هذه المناسبات _تبعًا لعلا_ كمنعهن من ترديد الأناشيد أو تكبيرات العيد خلال الأعياد، "حقًا لقد كانت تمضي هذه المناسبات بصعوبة كبيرة جدا".

قضيّة صعبة لكنها تُنسى..

ولا تخفى الأسيرة السابقة، أن معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال تتضاعف حينما يشعرن بأن قضيتهن "منسيّة" في الشارع الفلسطيني، قائلةً: رغم أن قضية الأسرى والأسيرات من أصعب ما تمر به القضية الفلسطينية، إلا أن عدم حضورها دائمًا يزيد من آلامهم، تخيّلوا أن يصل الشعور بهم "لا يتذكرنا سوى أهلنا"!

وتُسهب "علا" أن قضية الأسيرات تزداد صعوبةً في ظل انعدام كثير من الخصوصية داخل السجون، مشددةً على ضرورة حضور هذه القضية في وعي وحياة الشعب الفلسطيني وألا تقتصر على مناسبات وظروفٍ معينة.

ظروف قاسية..

وتواجه الأسيرات في سجن الدامون ظروفًا حياتية صعبة بسبب وجود كاميرات في ساحة (الفورة)، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال الشتاء، كما وتضطر الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمامات.

وتتعمّد إدارة السجن قطع التيار الكهربائي المتكرر عليهن، عدا عن "البوسطة" التي تُشكّل رحلة عذاب إضافية لهن، خاصة اللواتي يُعانين من أمراض، والأهم سياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهن.

وفي هذا الإطار يقول الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، إنه مع كل الحرمان الذي تعيشه الأسيرات، إلا أن إدارة السجون تمعن بالتضييق عليهن أكثر، وحرمانهن من أبسط حقوقهن، حتى في المناسبات الخاصة بهن.

ويُردف "عبد ربه" لـ "وكالة سند للأنباء" إن إدارة السجون تتعمد التضييق على الأسيرات في الأعياد والمناسبات العامة، كيوم المرأة العالمي، ويوم الأم (21 آذار)، لقهرهن ومضاعفة آلامهن النفسية، فهي تحرمهم من الزيارات وتبادل الهدايا وإقامة الاحتفالات.

ويؤكد أن الأسيرات يُعانين أيضًا من سياسة الإهمال الطبي، حيث يفتقرن لوجود طبيبة نسائية لمتابعتهن، بالتالي تنتظر من تكون بحاجة للعلاج لأيام وأسابيع حتى يتم نقلها للمستشفى.

وفي إجابته على سؤالنا عن "متابعة الأسيرة عقب الإفراج عنها من السجن" يلفت "عبد ربه" إلى أن كل أسيرة محررة تحصل على التأمين الصحي وفرصة للتأهيل المهني أو التعليمي، كما يُخصص تبِعًا لمدة اعتقالها على راتب شهري دائم.