الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

وحدة "جدناع" التي نشطت في أحداث النقب الأخيرة.. ماذا تعرف عنها؟

حجم الخط
الاحتلال في النقب
إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

لا تعدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأساليب في قمع وتقييد مقاومة الفلسطينيين حتى لو كانت سلمية وشعبية، فإضافةً لمواجهتهم بالرصاص والقتل، تسعى للتغلغل في عقولهم ومحاولة تشويه صورة الفلسطيني المقاوم، وغرس مبادئ وأفكار تسهّل عمل الجيش الإسرائيلي.

ومؤخرًا، كشِف الستار عن نشاط لوحدة "جدناع" التابعة للجيش الإسرائيلي في منطقة النقب المحتل، والتي تعمل على دس السّم في عقول الشبان والطلبة الفلسطينيين، في محاولة لزيادة عدد المتطوعين في الجيش، والحد من التحركات الفلسطينية التي شهدتها منطقة النقب في مواجهة الاحتلال.

وفي  شهر كانون ثاني/يناير الماضي، بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ خطة تحريش قرى فلسطينية في النقب، ما أسفر عنه مواجهات عنيفة استمرت لأيام وأدت لاعتقال 131 شخصًا، قبل أن يتم وقف تنفيذ الخطة مؤقتًا.

ويُنفذ الخطة "الصندوق القومي" اليهودي، ويقوم على تشجير أراضي القرى في النقب، تمهيدًا لمصادرتها والإعلان عنها محميات طبيعية، ما يعني منع الأهالي من دخول هذه المناطق ورعاية أغنامهم فيها، أو زراعتها.

والصندوق القومي اليهودي، هو منظمة غير ربحية، تنشط في جمع الأموال من اليهود في العالم، بغرض وضع اليد على الأملاك الفلسطينية.

أخطر الوحدات

و"الجدناع" هي اختصار لمصطلح (جدودي نوعار) أي كتائب الشبيبة، التي تأسست عام 1936 في أعقاب اندلاع الثورة العربية الفلسطينية، وهي كتيبة داخل الجيش الإسرائيلي؛ تدرَب المتطوعون فيها على استعمال الأسلحة الخفيفة والتدريبات الميدانية.

وتضم الكتيبة متطوعين من مختلف الفئات، وتقسّم لكتائب برية وجوية وبحرية، حيث يتلقون التدريب العسكري كل حسب تخصصه، ويتضمن منهاجها التدريب الرياضي القاسي لتبني أجساد أعضائها.

وتساهم "الجدناع" في نظام التعبئة العامة والخدمة في المواقع المدنية أثناء الحرب، مثل المستشفيات والمصانع لسد الفجوة التي يتركها جيش الاحتياط.

وتأتي خطورة الوحدة، من تركيزها على تغذية روح الاستعمار والحقد على العرب، لاسيما الذين يسكنون أرض فلسطين، كما تعرفهم على ما يدعيه اليهود بـ "إسرائيل الكبرى".

وتضاف "جدناع" إلى مشاريع إسرائيلية "أكثر نعومة" يُحاول الاحتلال تنفيذها وسط الطلاب الجامعيين والشباب والنساء في النقب والداخل عامة.

وتستهدف نشاطات الوحدة "حشو" العقلية العسكرية الإسرائيلية بعقول الطلاب البدو، والتي ترتكز على كراهية العرب والموت لأجل إسرائيل.

غرس الروح العسكرية

يقول المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، إن وحدة "جدناع" تنشط في مناطق النقب، وتضم الكثير من الشبان الصغار؛ لغرس الروح العسكرية الإسرائيلية، إذ توجه بعض أنشطتها تجاه الطلبة والشبان الفلسطينيين في النقب.

ويُشير "أبو عواد" لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن خطورتها تكمن بتوجيهاتها المباشرة من قيادات دينية أكثر من الشرطة الإسرائيلية، مُردفًا أن الوحدات أكثر عدائية للشعب الفلسطيني.

ويرى أن تشكيل الوحدات تحمل أمرين، أولهما نقص القوى البشرية التي تريدها إسرائيل في الشرطة أو الجيش، وهي دائما بحاجة للمزيد من المتطوعين في جيشها.

ويُكمل "ضيف سند" أن "الوحدة تأتي في سياق مساندة الشرطة الإسرائيلية، وتعتبر الوحدة الأكثر خطرًا على الفلسطينيين".

استهداف النقب

وفي سؤالنا "لماذا النقب تحديدًا؟"، يُجيب المختص بالشأن الإسرائيلي: بدأت الوحدة تظهر في النقب بشكل كبير؛ لعدم سيطرة إسرائيل على أحداث النقب الأخيرة، وهي تُشكل العمق الاستراتيجي المهم لها"، لافتًا إلى أن الاحتلال كثيرًا ما يهدم القرى العربية من أجل السيطرة على الأراضي لأنها مهمة من ناحية الحماية الأمنية.

ويُتابع "أبو عواد"، أن المعارضة الإسرائيلية ترفع شعار "أنه لا يوجد سيطرة على النقب"، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت يُهمل النقب"، لذلك بدأت الوحدات الإسرائيلية تنشط كثيرًا في الآونة الأخيرة؛ لقمع الفلسطينيين ومحاولة سيطرة إسرائيل بشكل كامل على تلك المنطقة.

وتبلغ مساحة منطقة النقب  14 ألف كيلومتر مربع، ويغلب عليها الطابع الصحراوي، وتقطنها تاريخيا، عشائر عربية ترتبط اجتماعيًّا بقبائل سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن.

"إرضاء الإسرائيليين"

بدوره يقول المختص في الشؤون الإسرائيلية مؤمن مقداد، إن وحدة "جدناع" تنتشر في مناطق النقب، وخاصة في الأحداث الداخلية التي حصلت؛ لإرضاء الجمهور الإسرائيلي.

ويؤكد "مقداد" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن سلطات الاحتلال لم تُحقق نجاحًا بارزًا من وحدة "جدناع" على أرض الواقع، مُنبهًا أنها تحاول استخلاص الدروس من الفترة الماضية في التعامل مع المشاكل الداخلية والأمنية.

ويرى أن الاحتلال بهذه الوحدة يُمكن أن يُحقق دورًا واضحًا في مواجهة البدو والفلسطينيين بالداخل المحتل، ولجم محاولات التهريب من وادي الأردن.

ويذكر "مقداد" أن سلطات الاحتلال تُوفر للوحدة معدات وتدريبات متخصصة؛ حتى يكون لها تأثير فعلي على الأرض، وكبح الفلسطينيين.