تمر اليوم الاثنين الذكرى الـ 54 لمعركة الكرامة الفلسطينية التي اندلعت بين الجيش الإسرائيلي من جهة، والجيش الأردني وجيش التحرير التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، من جهة أخرى.

واندلعت في 21 مارس/آذار عام 1968، في قرية الكرامة الواقعة على الضفة الشرقية من نهر الأردن، واستمرت لـ 16 ساعة، ونسب اسم المعركة إليها، حيث حدثت فيها أهم الاشتباكات.

في ساعات مبكرة من صباح يوم 21 آذار، حاول الجيش الإسرائيلي احتلال مناطق في الضفة الشرقية لنهر الأردن، خاصة محيط قرية الكرامة، من عدة محاور.

وبعد ساعات، صدر عن الجيش الأردني بيانا جاء فيه "في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم قام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم واسع في منطقة نهر الأردن من ثلاث أماكن، وقد اشتبكت معها قواتنا بجميع الأسلحة واشتركت الطائرات التابعة للعدو في العملية".

وذكر البيان آنذاك أنه تم "تدمير للعدو حتى الآن أربع دبابات وأعداد من الآليات، وما زالت المعركة قائمة بين قواتنا وقواته حتى هذه اللحظة".

وشارك في التصدّي للاحتلال جيش التحرير الفلسطيني وأهالي القرية، وتُوجّت المعركة بانتصار الفلسطينيين والأردنيين على الجيش الإسرائيلي، بعد إجبار الأخيرة على الانسحاب الكامل من قرية الكرامة.

وتعد معركة الكرامة، أولى المعارك التي تُسجّل انتصارا عربيا على إسرائيل، بعد حرب حزيران/ يونيو عام 1967، واحتلال قطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان.

العتاد والخسائر

وشارك في المعركة نحو 15 ألف جندي إسرائيلي، موزعين على ثلاثة ألوية مدرعة، وثلاثة ألوية مشاة محمولة، وكتيبة مظليين، إلى جانب مشاركة عدة أسراب من سلاح الجو.

وأما من جيش التحرير الفلسطيني فقد شارك نحو ألف مقاتل، فيما استخدموا المدافع الرشاشة، والألغام، والقنابل اليدوية.

وكبّدت معركة الكرامة الجانب الإسرائيلي خسائر مادية ومعنوية، إذ قتل 250 جنديا، وأصيب حوالي 450 جنديا، ودُمّرت 47 دبابة، و53 آلية قتالية مختلفة.

وأما على الصعيد الأردني، فقد الجيش الأردني 86 جنديا خلال المعركة، كما أصيب 108 جندي آخر، ودُمّرت 13 دبابة، و39 آلية أخرى.

فيما ارتقى من الفدائيين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية حوالي 95 شخص، وأصيب 200 آخرين.

وعدّ المراقبون، الانسحاب فشلا إسرائيليا، خاصة وأن إسرائيل طلبت وقف إطلاق النار؛ وذلك لأول مرة في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، لكن الأردن لم تستجب للمطلب، وأصرت على "عدم وقف إطلاق النار" في حال تواصل التواجد الإسرائيلي شرقي نهر الأردن.

ومن أبرز ردود الأفعال على المعركة قول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات: "إن معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي".