الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

6 مشكلات تحدث لطفلك عند إجباره

حجم الخط
تربية-الأطفال
وكالات - وكالة سند للأنباء

"عشان أنا قلت هيك" جملة ينهي بها الكثير من الأمهات الحوار مع أطفالهن، تصورًا منهن أن حقوق الطاعة تفرض على الطفل أن يقوم بما تأمره به الأم دون نقاش أو حق في الرفض.

وينتهي الأمر بتنشئة طفل ضعيف الشخصية لا يستطيع اتخاذ قرار في حياته، ويحتاج دائمًا إلى من يوجهه، أو طفل متمرد يميل للعنف في كثير من الأحيان.

ويشير خبراء الطب النفسي للأطفال إلى أن طريقة الإجبار في التربية هي واحدة من أهم المسببات لنوبات الغضب والاكتئاب لدى الأطفال.

 ولهذا سنبرز لكِ عزيزتي في هذا المقال بعض الأخطاء في تربية الأطفال التي تقومين بها دون وعي.

وكيف يؤثر إجبار الطفل والتشدد في تربيته وشخصيته في المستقبل، وأهمية استخدام طريقة الإقناع والابتعاد عن الإجبار في التربية.

آثار طريقة الإجبار في التربية على الطفل

يظن بعض الأمهات أن التشدد مع الطفل ووضع حدود وإجباره على الالتزام بها سيجعله قويًّا ومسؤولًا وقادرًا على مواجهة المشاكل، وعلى العكس تمامًا فإن طريقة الإجبار في التربية لها آثار سلبية كبيرة في شخصية الطفل.

ومن أهم هذه الآثار:

انعدام الثقة بالنفس:

 إجبار الطفل على الاستماع لرأيكِ أو رأي والده دون نقاش أو إبداء معارضة سيشعره بأن رأيه وأفكاره لا أهمية لها ما يؤدي إلى فقدانه الثقة بالنفس، فينشأ ضعيف الشخصية غير قادر على مواجهة التحديات بمفرده ولا يستطيع تحمل المسؤولية.

 التنمر:

الاستبداد في الرأي والتربية القائمة على الإجبار والخوف تصنع طفلًا متنمرًا، فسلوك الطفل هو انعكاس لكل ما يراه من تصرفات، فإذا رآكِ تصرخين سيحاول هو الآخر استخدام الصراخ لفرض رأيه.

وكذلك فإن كبت مشاعر الطفل سيؤدي إلى إفراغها من خلال التنمر على أقرانه، وذلك في محاولة منه للتعبير عن رأيه حتى ولو بالقوة.

الغضب والاكتئاب:

 أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة متشددة، تزداد لديهم فرص الإصابة بنوبات الغضب والاكتئاب.

إذ ينشأ الطفل ضمن حدود صارمة وضعها الآباء، فيشعر دائمًا بأنه مراقب وغير قادر على التصرف بحرية، ويخشى من التعبير عن رأيه حتى لا يُقابل بالرفض دائمًا.

وهذا يجعله وحيدًا ويميل للعزلة والاكتئاب، أو سريع الغضب نتيجة كبت مشاعره وأفكاره.

سوء استغلال السلطة:

إجبار طفلك على تنفيذ أوامرك دون نقاش، والتشدد الدائم في تربيته هو سوء استغلال لسلطتك، ما يجعل طفلك هو الآخر يُسيء استخدام السلطة إذا ما مُنحت له ويفرض رأيه على الآخرين.

 سوء العلاقة بين الآباء والأبناء:

هل تتوقعين أن طفلك يمكنه أن يعبر عن حبه لكِ أو لأبيه أو يحكي لكما تفاصيل يومه أو عن أحلامه بالمستقبل، إذا كان الإجبار هو طريقة التعامل التي تربى عليها؟

التشدد في التربية بالطبع سيؤثر في علاقتك بطفلك، وسيجعل الروابط بينكما هشة وغير قائمة على المودة والتفاهم والحب، ولا تتعجبي في المستقبل عزيزتي إذا ما استخدم طفلك طريقة الإجبار معكِ مثلما كنتِ تعاملينه بها.

قتل الإبداع لدى الطفل:

وكيف يكون الطفل مبدعًا وخلاقًا إذا كان محاطًا بكل هذه الحدود، وطريقة تفكير مرسومة بدقة، وملزمًا بأوامر عليه تنفيذها.

والإجبار يقتل مهارة الإبداع عند الأطفال، وقد يكون الطفل متفوقًا دراسيًّا نتيجة إجباره الدائم على المذاكرة، ولكنه سيفقد حسه الإبداعي وشغفه وفضوله في استكشاف ما حوله، فالتفوق الدراسي لا يعني بالضرورة التميز.

طريقة الإقناع في التربية

 بالطبع عزيزتي لا نريد منكِ أن تسمحي لطفلك بكل شيء وتتركي له "الحبل على الغارب" وألا تضعي حدودًا حتى تكوني أمًّا جيدة.

فالتربية الصحيحة يجب أن تجمع بين الحزم واللين، والسر في تحقيق ذلك يكمن في الإقناع، وخاصةً مع الطفل العنيد الذي لا يستجيب حتى مع الإجبار والتعنيف.

فما وسائل إقناع الطفل؟ وكيف يمكن رفض طلبات الصغير دون قمع أو إجبار؟ هذا ما سنخبركِ به فيما يلي:

 التبرير وشرح الأسباب:

لا تضعي حدودًا صارمة أو ترفضي طلب طفلك دون شرح أسباب ذلك، فشرح سبب الرفض سيجعل الطفل يستجيب لكِ دون أن يشعر بالإجبار أو فرض الرأي.

 فبدلًا من أن تقولي له: "لن تأكل المزيد من الحلوى، وهذا أمر لا نقاش فيه"، الأفضل أن تقولي له: "الحلوى الكثيرة مضرة بالأسنان وتسبب التسوس، تناول واحدة فقط حتى تحافظ على ابتسامتك الجميلة".وستلاحظين استجابة الطفل لأوامرك.

منح الخيارات:

امنحي طفلك العديد من الخيارات ولا تجبريه على ارتداء زي معين أو اختيار دراسة معينة، دعيه يشاركك في اختيار ملابسه والرياضة التي يحبها وألعابه المفضلة، ليشعر بالثقة في قراراته وأن لديه حرية الاختيار. 

وضع حدود ونظام للعقاب:

طريقة الإقناع في التربية لا تعني بالضرورة ألا تضعي حدودًا للطفل عليه الالتزام بها، بل اجعليه يشاركك في وضع هذه الحدود، واشرحي له أنها للحفاظ على نظام المنزل وأنها تُطبق على الجميع.

وعليكِ أيضًا وضع طرق للعقاب، فترك الطفل دون عقاب سيجعلكِ تفقدين السيطرة عليه.

وهناك طرق كثيرة للعقاب بعيدًا عن الضرب والعنف، مثل وضعه في غرفة بمفرده لمدة زمنية محددة، وحرمانه من مشاهدة التليفزيون أو من الحلوى، أو منعه من الذهاب للنادي... وغيرها.

 الحوار مع الطفل:

تواصلي مع طفلك دائمًا وتحدثي معه، لتتعرفي على طريقة تفكيره، ومنها يمكنكِ التوصل للطريقة المثالية لإقناعه. والحوار بصفة عامة سيعزز الروابط بينكما، وسيجعلكِ قادرة على احتواء مشاعره.

وسيجعله أيضًا يحاول الاستماع لكِ دون إجبار.

 تطبيق مفهوم القدوة:

الوالدان هما القدوة ومصدر الإلهام الأول للطفل، فتعلمي كيف تكوني قدوة لأطفالك، وبسهولة شديدة يمكنكِ إقناع طفلك دون إجبار أو فرض رأي بأن تكوني قدوة له ومصدرًا لإلهامه.

 فبدلًا من أن تصرخي فيه لتنظيف غرفته، دعيه يراكِ وأنتِ تنظفين غرفتك واشرحي له كيف أنه من المريح أن تكون الغرفة نظيفة حتى يجد المساحة الكافية للعب فيها.

 وأنه عندما يساعدك في التنظيف سيوفر لكِ بعض الوقت لتشاركيه الأنشطة التي يحبها.