الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

في ظل تردي الأوضاع المعيشية..

بالفيديو والصور "الإسكافي" ينتعش.. رتق الأحذية خيار "جيد" للغزيين بالعيد

حجم الخط
رتق الأحذية في قطاع غزة
مجد محمد - وكالة سند للأنباء

في ركنِه الخاص بقلعة "برقوق" وسط مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، يجلس "الإسكافي" عامر حمدان (44 عامًا) أمام ماكنة خياطة، محيكًا فردة حذاء، ويستعد بأدواته البسيطة لإصلاح أعطاب أحذية وحقائب أخرى ينتظر أصحابها دورهم، تجهيزًا لعيد الفطر السعيد.

زيارة "الإسكافي" عشية الأعياد لرتق الأحذية وإصلاحها، شيء مألوف في قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد عن 16 عامًا، بل إنه عند البعض أمر لا مفر منه، مع تزايد الأعباء عليهم في ظل تردي الأوضاع المعيشية، وعدم قدرتهم على اقتناء ما هو جديد في السوق.

"حمدان" الذي يعمل في هذه المهنة منذ 23 عامًا، يقول إن انتعاش عمله مرتبط بمواسم الأعياد، التي يكثر فيها شراء الملابس والأحذية الجديدة، ففي هذه الأيام يلمس إقبالًا غير مسبوق عليه، ما يضطره أحيانًا إلى التأخر في عمله لساعات إضافية؛ لإنجاز طلبات زبائنه.

ويُضيف "حمدان" لـ "وكالة سند للأنباء" أن الأوضاع الأقتصادية التي تزداد سوءًا سنة بعد أخرى، دفعت فئات كثيرة من فلسطينيي القطاع لقصد مكان "الإسكافي"، فهم يستقبلون الفقراء والموظفين على حدٍ سواء، مشيرًا إلى أن ذلك أعاد لمهنتهم بريقها، وأبقاها قائمة حتى اليوم.

ولا يقتصر عمل "الإسكافي" على ترميم الأحذية، إنما يعمل أيضًا على توسيع الحذاء أو تصغيره وفق رغبة الزبائن، وتطور العمل في السنوات الأخيرة ليشمل الحقائب، والحصائر، والستائر، وغيرها من المواد القماشية والجلدية، نظرًا لسوء الظروف الاقتصادية العامة.

وعن الأدوات التي يستخدمها "حمدان" في بسطته المتواضعة، يُحدثنا: "كما ترون، ماكنة خياطة ومسامير، ومخراز، وزردية، وشاكوش، وسندان، وقطاعة، بالإضافة لخيطان بجودة عالية تُعرف محليًا باسم خيطان مصيص".

ويتلقى "الإسكافي" مقابل عمله في هذه المهنة التي يستيقظ مبكرًا لأجلها، شواقل معدودة تتراوح ما بين 2 لـ 4 شواقل تِبعًا لطبيعية الترميم التي تمت له لتُعيده إلى هيئته الأولى.

ولا تخلو هذه المهنة _على بساطتها_ من الصعوبات، يوضح "حمدان" أنهم يواجهون نقصًا بالمواد الخام عدا عن ارتفاع أسعارها، وأحيانًا يُمنع إدخالها عبر معبر رفح البري من قبل السلطات المصرية دون أسباب تُذكر، مشيرًا إلى أنه استطاع التغلب على أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء من خلال لجوئه إلى ماكينة يدوية.

279242540_5016489565053066_5461839040334886588_n.jpg

279112587_1076461462932494_5722503570815688364_n.jpg
 

لا خيار آخر..

وبمحاذاة بسطات الإسكافيين في قلعة "برقوق"، يصطف المواطنون بغرض إصلاح أحذية أبنائهم المهترئة، "محمد" الذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملًا (منعًا للحرج)، موظف حكومي وأبٌ لثلاثة أطفال، يقول إنه "جاء لإصلاح أحذيتهم في ظل أزمة الرواتب وغلاء الأسعار، وازدياد متطلبات الحياة".

ويُردف لـ "وكالة سند للأنباء": "الأسعار في السوق خيالية، بالكاد استطعت توفير ملبوسات العيد لأطفال، وعند شراء الأحذية لم يكن لدينا خيار آخر غير اللجوء إلى الإسكافي".

إلى جانبه تقف "أم إبراهيم"، حاملة بيدها كيساً فيه عدد من الأحذية والحقائب، التي قدمت لإصلاحها قبل العيد، تلفت إلى أنه العيد الأول الذي لم تتمكن فيه شراء أحذية جديدة لأطفالها، بعد تعطل زوجها عن العمل منذ أشهر قليلة.

وتُكمل: "الأطفال بالتأكيد يحبون كل شيء جديد سواءً في الأعياد أو غيرها من المواسم، لكن حاولنا إقناعهم هذه المرة أن ما لدينا هو أعلى جودةً من البضائع المتوفرة بالسوق، وأن إصلاحها سيُعيدها جديدة كما كانت".

وتشهد رواتب موظفي السلطة الفلسطينية البالغ عددهم 58 ألفًا في قطاع غزة تذبذباً في نسبة الصرف، بالإضافة إلى 45 ألف موظف آخرين يعملون لدى الجهات الحكومية بالقطاع، يتقاضون ما نسبته 60% من رواتبهم.

حالة طبيعية..

إلى ذلك يرى أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بمدينة غزة، في انتعاش مهنة "الإسكافي" واتساع دائرة زبائنه بالقطاع، أن "الحركة التجارية وقدرة المواطنين الشرائية في أسوأ حالاتها".

ويؤكد "رجب" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن "إقبال بعض الموظفين لرتق الأحذية، حالة طبيعية في ظل عدم تلقيهم رواتبهم كاملة، التي بالكاد تُغطي احتياجاتهم اليومية، وبالتالي فإن الاقتصاد في النفقات سلوك عادي".

ويُشير إلى أن الإقبال على رتق الأحذية، يأتي أيضاً في ظل انخفاض ثمن أجرة الخياطة في القطاع، مقارنة بشراء واقتناء الأحذية الجديدة التي تتميز بارتفاع أسعارها غالباً.

279112587_1076461462932494_5722503570815688364_n.jpg

279000507_687521635779261_4220391884337856860_n.jpg