الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

بالصور فاكهة الصبر .. رزقٌ موسمي للغزيين بين الأشواك

حجم الخط
التين الشوكي
إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

على طول شارع أرضه الممتد في بلدة خزاعة جنوب شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، تبدو فاكهة الصبر أو ما يُعرف بـِ "التين الشوكي" على مدِّ البصر بطريقةٍ متراصة جنبًا إلى جنب في لوحةٍ فنيةٍ ممزوجة باللون الأخضر.

ومع نسمات الفجر الباردة، يشقُّ المزارع فريد أبو طعيمة طريقه نحو أرضه، ينتهز فرصة قطرات الندى فجرًا كي تمنع تطاير الأشواك عليه، ثم يقوم بتجميع أدواته الخاصة في قطف ثمار الصبر بعد عامٍ من المتابعة الحثيثة والعناية.

ويستخدم "أبو طعيمة" في قطف فاكهة الصبر، السنَّارة أو "اللقاطة" أو الطوّالة وهي خشبة طويلة مربوط بها حديدة أسطوانية الشكل، مفرغة من الاتجاهين يتم تثبيتها بعصا تزيد طولها على ثلاثة أمتار؛ لتسهيل الوصول لحبات الصبر، والحماية من أشواكه.

294405799_1058212731722672_6820156177249768833_n.jpg
 

ويعدّ الصبر أو "التين الشوكي"، نبتة شوكية تنتشر بكثرة وكثافة في الأراضي الممتدة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

 ويُعتبر الصبر فاكهة الصيف، التي يتحلّى الفلسطينيون بها، ويصنعون منها المربى ويستخرجون عصارتها ويستخدمونها لأغراض علاجية طوال العام.

"فاكهة طبيعية"..

يقول المزارع "أبو طعيمة" لـ "وكالة سند للأنباء"، "منذ عام أقوم بعناية كاملة لفاكهة الصبر؛ لأجني حلاوة الثمرة وصبري عليها"، موضحًا أنَّ عملية القطاف تبدأ سنويًا منذ بداية شهر تموز/يوليو، وحتى منتصف أغسطس/آب.

ويُبيّن أن ثمار "الصبر" يمر بمرحلتين؛ الأولى اختيار الثمار الناضجة، والمرحلة الثانية تبدأ بوضع الثمار على الأرض، ومن ثم تخليص كل ثمرة من الأشواك المحيطة بها باستخدام بعض الأعشاب.

وفي سؤالنا "عن أنواع الصبر؟" يُجيب "أبو طعيمة" من معرفته الجيدة بالصبر، "هناك البلدي وهو الأكثر شيوعًا، ويمتاز بأشواكه وحلاوة مذاقه، بينما "الخضاري"، يخلو من الأشواك ومذاقه أقلّ حلاوة، والصبر البري هو صغير الألواح والثمار وكثير الأشواك، تأكله الجِمال".

وتبعًا لـ "أبو طعيمة"، فإن نسبة الصبر الذي يحتوي على أشواك في الأسواق يبلغ 90% من إجمالي المنتج، بينما الصبر الذي يخلو من الأشواك فيبلغ 10% من انتشاره في السوق.

ويُشير إلى أن "لوح الصبر" بدون شوك، يستخدمونه كبار السن المرضى بالسكري، مضيفًا أن هذا النوع نادر ويتواجد داخل البيوت وليس في الأراضي الزراعية.

ويزيد "ضيف سند"، أن "فاكهة الصبر طبيعية تخلو من المواد الكيماوية، وتحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والسكريات والأملاح، والمواد المضادة للسرطان تحديدًا".

ويوُضح "أبو طعيمة"، أن موسم قطف الصبر، هو رزق وفير يقتلعه من بين الأشواك؛ لتوفير احتياجات عائلته، لافتًا أن 5 صناديق من فاكهة الصبر يُعادل 50 شيكلًا في اليوم؛ فكلما ارتفع عدد الصناديق زاد الربح، بحسب قوله.

294071883_450758513551475_2706155740783644226_n.jpg
 

"فاكهة موسمية"..

ويتفق المزارع عاطف العمور مع "أبو طعيمة" في أن فاكهة الصبر هي الفاكهة الوحيدة التي لم يتدخل بها العنصر البشري، وخالية من جميع المواد السامة والكيماويات، مردفًا:  أن الصبر، فاكهة موسمية في فصل الصيف.

ويُتابع "العمور" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن التربة لها دور في نضج الثمرة، فالتربة الطينية هي أفضل الخيارات لفاكهة الصبر، مُبيّنًا أن درجة الحرارة تُساعد في نمو الثمرة.

ويلفت إلى أن أسعار بيع الصبر، متفاوت، فالمناطق الجنوبية خاصة مدينة رفح، تتميز بها ثمار الصبر بالنضوج بشكلٍ كبير ويميل لونها إلى الإحمرار؛ لارتفاع درجة الحرارة؛ ما يقلل سعرها أمام الصبر ذات اللون الأخضر في منطقة خانيونس؛ لأن "الثمرة الحمراء" لا تحتمل البقاء متراصة بعضها فوق بعض تحت أشعة الشمس، حيث تفسد سريعًا.

293931394_5521941154538877_5868424835049055103_n.jpg
 

من جانبه، يتحدث التاجر الزراعي محروس أبو خاطر، عن ضعف نشاط موسم الصبر هذا العام مقارنة في الأعوام الماضية؛ بسبب تراجع الوضع الاقتصادي.

ويؤكد "أبو خاطر" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن نسبة إقبال الناس على شراء فاكهة الصبر في الصيف 70% بينما تراجع الإقبال هذا العام 50% وأقل.

"دونمات الصبر"..

وتبلغ المساحة المتوفرة لزراعة الصبر في قطاع غزة 500 دونم مثمر، منها 175 زالت في طور الزراعة وغير مثمرة، وفق الناطق باسم وزارعة الزراعة أدهم البسيوني.

ويُشير "البسيوني" في حديثٍ لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن هذه الكمية من الصبر تستخدم كلها في السوق المحلي ولا يتم تصديرها؛ لأنها هي ليست زراعة أساسية إنما تزرع بهدف حماية الأراضي.

ويصف نبتة الصبر بـ "النباتات الصحراوية"؛ لأنها لا تحتاج إلى رعاية كبيرة، وتتحمل كافة الظروف القاسية والصعبة.

ويصف "البسيوني"، الإنتاج هذا العام بـ "الوفير جدًّا"؛ نتيجة لاستقرار الظروف المناخية في فصل الشتاء الماضي، بات الإنتاج كبيرًا في معظم المحاصيل من بينها فاكهة الصبر.

وعن دور الزراعة في الاهتمام بفاكهة الصبر، يُجيب، أن الزراعة تعمل بشكلٍ دائم وحثيث على إدخال أصناف جديدة من التين الشوكي التي تُلائم أذواق المستهلكين في التنوع المطلوب.

293929978_747427969705016_244584477654843417_n (1).jpg

293911127_727554201807250_6645944940574943154_n.jpg