مع بزوغ فجر كل يوم، يتوجه الحاج حسن الأسطل (65 عاما)، إلى شاطئ بحر خانيونس جنوب قطاع غزة، يتفقد شباكه التي نصبها على الشاطئ وعلى بعد أمتار من البحر، ليتفحص غلة اليوم من طيور "السمان"، المهاجرة.
ويبدأ الحاج "الأسطل" بجمع ما علق في الشباك التي نصبها منذ بداية شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام، تمهيدا لبيعها في الأسواق، والاحتفاظ ببعضها لأسرته.
يقول الأسطل لـ"وكالة سند للأنباء"، إنه يمارس سنويا هذه المهنة في قطاع غزة، إلى جانب المئات من المواطنين، فعلى طول شاطئ بحر غزة، ينصب المواطنون والصيادون تلك الشباك سنويا، لاصطياد ما يسمى محليا بـ"الفر".
وبنبرة مبتسمة أشار أنه تعلم منهة صيد "الفر" من جده ووالده اللذين كانا يمارسانها منذ عشر سنوات.
وفي سؤالنا عن كيفية معرفة قدوم "الفر" إلى شواطئ عزة تحدث "الأسطل" أنه عادةً ما يقارب حالة الرياح ليلا، ليتنبأ بوصول الطيور المهاجرة من دول أوروبية إلى قطاع غزة، فالرياح الغربية تعد مؤشرا قويا على وصول تلك الطيور إلى القطاع ومن ثم إلى شباك الصيادين.
وجاء في حديثه أن طيور السمان القادمة من أوروبا، تهاجر سنويا في الأشهر ما بين سبتمبر وأكتوبر/ تشرين أول، متجهة إلى إفريقيا، عبر البحر المتوسط، لتصل في ذلك الوقت إلى شواطئ القطاع مسرعة، فتصطدم بشباك الصيادين المنصوبة على ارتفاع 3 أمتار من سطح الأرض.
وعن نوعية الشباك التي يستخدمها المواطنين لصيد "السمان"، يُشير إلى أنهم يستخدمون شباك ذات خيوط حريرية بثقوب صغيرة، لتراعي عدم خدش أو أذية الطيور فور وقوعها بها.
ونبّه إلى وجود إقبال لا بأس به من سكان غزة على شراء طائر "السمّان" وتناوله خاصة عند كبار السن، نظراً لفوائده وانخفاض ثمنه، حيث يبلغ سعر الزوج منه نحو 25 شيكلًا.
لكنّ يصطدم رواد هذا موسم "الفر" بالعديد من التحديات سنويًا، أبرزها ارتفاع أسعار شِباك الصيد التي يضطرون لتجديدها كل عام، عدا عن أن هذا العام وُصفه "الأسطل" بـ "الشحيح" مقارنة في الأعوام السابقة.
ووفقًا لـ "الأسطل" فإنه ينصب يوميًا ما يُقارب 150 مترًا من الشباك على طول الساحل، لكنه يتفاجأ في صباح اليوم التالي، بقلّة كمية الطيور التي تمكن شِباكه من صيدها، ما يؤثر عليه سلبًا من الناحية الاقتصادية.