إلى الغرب من محافظة سلفيت تقع بلدة بروقين بين حدّي سيف، فمن جهة تحاصرها المستوطنات التي تخنق المحافظة كلها، ومن جهة أخرى الإهمال في توفير الخدمات للسكان لمساعدتهم على البقاء.
فالبلدة التي استمدت اسمها من كونها مكان تجمع قوافل القمح والخير لتوسطها الطريق بين نابلس ورام الله، تواجه اليوم تحول أراضيها إلى قاحلة لا مكان فيها للزراعة والخير، بسبب تمدد الاستيطان ومصادرة الأراضي لحساب مستوطنتي بركان وأرئيل ومصانعهما.
وضع خطير
وفي السياق، يقول رئيس مجلس البلدة مروان عبد الرحمن: "نحن في صراع مع الاحتلال ولدينا أراضٍ كانت السلة الغذائية من القمح والشعير يعتمدون عليها في البلدة بالمنطقة الشمالية والغربية وكل الجبال تحولت اليوم إلى قاحلة بسبب مخلفات مصانع الاحتلال والمصادرة".
لا يقتصر الضرر على أراضي البلدة؛ فالمواقع الأثرية والخرب خاوية على عروشها بلا اهتمام بسبب وقوعها ضمن مناطق "ج".
ويناشد عبد الرحمن "لدينا آثار بحاجة للاهتمام والرعاية خاصة أنها تقع في مناطق ج، وهذا نطلبه من المؤسسات الرسمية أن تحيي هذه المناطق وتوفر لها الزيارات الدائمة حتى نحميها من المصادرة".
وأكد "نحن بدورنا نحاول أن نفتح إليها الطريق لكن الاحتلال يصادر المعدات ويمنعنا".
وتعد خِربُ قرقش الإسلامية والشمس والقمر الرومانية والفخاخير وجلال الدين والراس أبرز الخرب في البلدة بالإضافة لعدد من الآثار المهملة.
معضلة الصرف الصحي
وتعد مشكلة الصرف الصحي معضلة أخرى في البلدة، فما عليك إلا أن تسير قليلاً حتى تواجه مياه الصرف في الطرقات، الأمر الذي يعيده المسؤولون في البلدية إلى المستوطنات ومصانعها.
وأوضح الصحفي جمال عبد الحفيظ أن أهم المشاكل التي تواجه البلدة هي مياه الصرف الصحي التي تحاصرنا ويمتد ضررها على الإنسان والحيوان والنبات".
وطالب المؤسسات الحقوقية أن تتحرك لإنقاذ ما تبقى، كذلك فالمصانع في أرئيل وبركان هي سبب مباشر للعديد من الأمراض التي نصاب بها، ولا يوجد من يوقفها فكل يوم بداية لمصنع جديد.
وتعاني شبكة المياه في البلدة من التلف بسبب عدم توفر الدعم للبلدية، كما يشير عبد الرحمن بقوله "نحتاج دعماً كبيراً فقد استلمنا البلدية بدين يقارب الـ 259 ألف شيكل، لدينا شبكة مياه ولكنها مهترئة وتالفة وبلغت خسارتنا فيها العام الماضي 330 ألف شيكل".
ويضيف رئيس مجلس البلدة "نعاني كذلك من امتداد وكبر مساحة البلد التي تبلغ ال25 ألف دونم، وتحتاج أراضيها للاستصلاح، ومازلنا في البلدية نعتمد على الأرشيف الورقي".
وطالب الجامعات الفلسطينية أن ترسل طلاباً يتدربون لديهم ويساعدوهم في تحويله إلى إلكتروني.