الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

كيف تربين طفلا لطيفا مع نفسه ومن حوله؟

حجم الخط
الأطفال
دبي- وكالات

يقضي الآباء كثيرا من الوقت في توجيه أطفالهم ليكونوا لطفاء مع الآخرين، خاصة مع أشقائهم، ولكن تعليم الرفق لا يكون بالتوبيخ أو التوجيه فقط، ويحتاج الطفل إلى التعلم عن مشاعره ومشاعر الآخرين، ومشاهدة هذا الود في المعاملات اليومية في البيت وخارجه، ومناقشة كيفية تطبيق ذلك مع الأسرة.

والتحلي باللطف والأخلاق الكريمة ليس مستحيلا، لكن الأطفال يحتاجون إلى بالغين يساعدونهم على تعلم الاهتمام بالآخرين، والاحترام، وتحمل جزء من المسؤولية المجتمعية خلال كل مرحلة من مراحل طفولتهم.

وفي ما يلي بعض الإستراتيجيات والعادات اليومية لمساعدة أطفالك ليكونوا لطيفين مع أنفسهم والآخرين:

عرفي اللطف

قبل تعليم الطفل كيف يكون لطيفا، يجب أولا تعريف اللطف ومناقشة معناه.

ويمكن استخدام عبارات سهلة لتعريف ذلك، مثل "اللطف هو التفكير في الآخرين، وليس في نفسك فقط"، أو "اللطف هو تقديم العون لشخص يحتاج إلى المساعدة"، أو "اللطف هو إظهار الاهتمام بالآخرين"، أو "اللطف هو إظهار الود في أقوالنا وأفعالنا خلال معاملاتنا".

اجعلي مساعدة الآخرين أولوية

يميل الآباء إلى إعطاء الأولوية لسعادة أطفالهم وإنجازاتهم على الاهتمام بالآخرين، لكن يحتاج الأطفال إلى تعلم الموازنة بين احتياجاتهم واحتياجات الآخرين، سواء كان ذلك بتمرير الكرة إلى زميل في الفريق أو اتخاذ قرار بالدفاع عن صديق يتعرض للتنمر.

ويمكنك القيام بعصف ذهني مع أطفالك ووضع قائمة بالأشياء اللطيفة التي يمكن القيام بها تجاه الآخرين، مثل:

إمساك الباب مفتوحا لشخص قادم خلفك

ترك المقعد في الحافلة لشخص مسن أو مريض

التوقف لمساعدة شخص تعطلت سيارته

شراء وجبة لشخص فقير أو إعطاء المال له

زيارة الأقارب والأصدقاء عند مرضهم أو للمباركة وقت المناسبات

التقرب من الطفل الذي يجلس بمفرده في المدرسة بلا أصدقاء

عرض المساعدة على الآخرين قبل أن يطلبوا ذلك

التحدث بهدوء عندما يكون أحد أفراد الأسرة نائما لعدم إزعاجه

ادفعي أطفالك للتطوع

يمنح التطوع المنتظم الأطفال إحساسا قويا بالمسؤولية، لأنهم يرون أنفسهم قادرين على تقديم المساعدة والإحسان للمحتاجين، ويعزز ذلك ثقتهم بنفسهم وقدراتهم.

كما يدعم التطوع شعور طفلك بالتعاطف مع الآخرين، وعدم التصرف بسلبية عند رؤية شخص آخر في مأزق والمبادرة لمساعدته.

شجعي طفلك على الإيجابية

يتسبب انتشار الأخبار السلبية وما يواجهه العالم من تغيرات متسارعة في الشعور بالعجز واللامبالاة.

وخلص البحث الذي قام به الدكتور دينيس بادن، بجامعة ساوثهامبتون البريطانية، ونقلته صحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية، إلى أنه كلما تعرض الناس للأخبار السلبية، قلت احتمالية مبادراتهم لتحسين العالم من حولهم.

ولذلك، يجب إفهام أطفالك أنه وإن لم نكن قادرين على تغيير العالم وما به من سلبيات، إلا أننا يمكننا أن نكون إيجابيين ولطفاء في محيطنا وتعاملاتنا اليومية، ويمكن تخصيص وقت يومي لمشاركة الأفعال اللطيفة التي قاموا بها خلال يومهم، وشاركي معهم أيضا تجاربك، لإلهامهم وتشجيعهم.

علميه ممارسة الامتنان

يقول ريتشارد فايسبورد، عالم نفس في جامعة هارفارد، لصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية، إن الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين اعتادوا على التعبير عن الامتنان يصبحون أكثر عونا ولطفا وكرما وتسامحا من غيرهم.

ولذلك، اجعلي الامتنان من الطقوس اليومية خلال وقت العشاء أو وقت النوم أو في السيارة، والتعبير عن الشكر لكل من يقدم لنا المساعدة، والتفكير في الآخرين الذين يقدمون لنا الخدمات والشعور بالامتنان لهم، ولو لم نقدر على شكرهم.

وسّعي دائرة اهتمام طفلك

يهتم الأطفال -بطبيعة الحال- بمن يحتكون بهم أغلب الوقت، وهم دائرة صغيرة من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم.

ولمساعدة الطفل على توسيع هذه الدائرة يجب أن يلفت الآباء نظر أبنائهم لمن هم خارج دائرتهم، مثل الزميل الجديد في الصف، أو حارس المدرسة، أو النادلة، وكيف نكون لطفاء خلال التعامل معهم.

وتحتوي الدائرة الموسعة أيضا على الأشخاص الذين تؤثر عليهم قراراتنا، مثل قرار طفلك للانسحاب من الفريق الرياضي بشكل مفاجئ، إذ يمكن مناقشة تأثير قراره على الآخرين، وإذا ما كان الوقت مناسبا لذلك، وإمكانية تأجيل القرار إذا كان سيلحق الأذى بباقي الفريق.

كوني نموذجا

يتعلم الأطفال القيم الأخلاقية من مراقبة تصرفات البالغين الذين يتطلعون إليهم، وكونك نموذجا أخلاقيا يعني أنك بحاجة إلى الاهتمام بالآخرين بنفسك والتحلي بالصدق والإنصاف، لكن هذا لا يعني أن تكوني مثالية طوال الوقت.

ولتحقيق ذلك، يمكن مشاركة الأطفال في الأعمال التي نشجعهم على أدائها، مثل الاشتراك في صنع وجبة الغداء معا وتوصيلها إلى جارنا المريض.

وكذلك يجب على الآباء الانتباه إلى الطريقة التي يتحدثون بها عن أشخاص خارج الأسرة، والطريقة التي يتحدثون بها مع بعضهم بعضا، خاصة عندما يتجادلون.

لا تنسي مشاعره

لتعليم الطفل أن يكون لطيفا خلال معاملاته اليومية، يجب ألا ننسى أن لديه مشاعر متقلبة، ويصعب التحلي باللطف في أثناء المرور بمشاعر سلبية، لذلك من المهم تعلم كيفية إدارة مشاعر الغضب أو الإحباط أو أي مشاعر سلبية أخرى، وألا يدفعنا ذلك للتصرف بجفاء مع الآخرين.

ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى تعليم الأطفال أن كل المشاعر مقبولة، لكن بعض طرق التعامل معها قد لا تكون فعالة.

ولتعليم طفلك تهدئة نفسه، ينصح فايسبورد بهذه الطريقة البسيطة "اطلبي منه التوقف، والتنفس بعمق وهدوء من الأنف وإخراج الزفير من الفم، وتكرار ذلك 5 مرات على الأقل، حتى يشعر بالهدوء، ويمكنه التعبير عن نفسه".

ويمكن التدرب عندما يكون طفلك هادئا. وفي حال شعوره بالانزعاج لاحقا، ذكريه بالخطوات وافعليها معه، وبعد فترة، سيبدأ في القيام بذلك بمفرده حتى يتمكن من تنظيم مشاعره والتعبير عنها بطريقة فعالة ومناسبة.