الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

سخاءٌ أمريكي في دعم إسرائيل لضمان تفوقها العسكري.. من أجل ماذا؟

حجم الخط
العلمان الإسرائيلي والأمريكي
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

أعاد توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، اتفاقًا مشتركًا، أُطلق عليه "إعلان القدس" للشراكة الإستراتيجية، تسليط الضوء على حجم المساعدات التي تتلقاها إسرائيل من حليفتها الولايات المتحدة.

يائير لابيد وجو بايدن.webp

الاتفاق وُقع يوم الخميس الماضي خلال زيارة "بايدن" لإسرائيل، ضمن الزيارة الشرق الأوسطية الأولى له كرئيس، وجاء فيه "أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وتسعى للحفاظ على تفوقها العسكري النوعي بما يمكنها من ردع أعدائها والدفاع عن نفسها ضد أي تهديدات".

ونص الاتفاق على أن "أمريكا تؤكد مجدداً على أن هذه الالتزامات أخلاقية، إستراتيجية، مقدسة، وذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها".

الخلفية التاريخية..

منذ احتلال فلسطين عام 1948 وإعلان قيام "دولة إسرائيل"، ظلت سلطات الاحتلال المتلقي الأكبر للمساعدات العسكرية الأمريكية بصرف النظر عن هوية رئيس البيت الأبيض إن كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا، حيث تشير التقديرات إلى أن حجم هذه المساعدات بلغ 270 مليار دولار.

ووصلت المساعدات الأميركية لإسرائيل ذروتها بعد التوقيع على اتفاقية السلام مع مصر عام 1979، وبعدها بست سنوات أقر الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان منحة عسكرية سنوية لإسرائيل تقدر بثلاثة مليارات دولار.

وفي 2016 وقّعَ الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما على اتفاق يقضي منح إسرائيل حزمة مساعدات لتمويل مشاريع للحماية من الصواريخ والأنفاق تحت الأرض، تبلغ 38 مليار دولار ما بين عامي 2017 و2028.

وبلغة الأرقام، تُشكل منح واشنطن لإسرائيل 59% من حجم مساعداتها لجميع دول العالم، ففي 2021، أفادت مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي"، بأن إدارة دونالد ترامب طلبت تخصيص 3.3 مليار دولار لإسرائيل من برنامج التمويل العسكري الأجنبي، وهو ما يعني أن ما تتلقاه إسرائيل من أمريكا يفوق ما تتلقاه دول العالم مجتمعة.

ومن وجهة النظر الأمريكية، تهدف هذه المساعدات السخية والمتواصلة لتمكين إسرائيل من تحقيق تفوقها في أي مواجهة عسكرية قادمة، سواء إن كانت مع دول معادية أو حركات شبه نظامية، وذلك عبر استخدام أدوات وأسلحة قتالية غاية في التقدم.

وبعيداً عن الدعم السياسي والدبلوماسي في المؤسسات الدولية، تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل كميات كافية من الأسلحة والذخيرة والصواريخ بأشكالها المتنوعة من ضمنها طائرات F35 ، هذا عدا عن  أجهزة السيطرة والتحكم والاتصالات والاستخبارات والتعقب وجمع المعلومات.

طائرات.webp
 

لماذا كل هذا الدعم؟

وعن الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة لتقديم كل هذا الدعم العسكري المباشر وغير المباشر لإسرائيل، يشير الخبير والمحلل العسكري يوسف الشرقاوي إلى أن أمريكا تحاول تعويض بعض نقاط الضعف التي تعاني منها إسرائيل كونها صغيرة من الناحية الجغرافية وليس لديها عمق إستراتيجي كافٍ.

ويُكمل "الشرقاوي" لـ "وكالة سند للأنباء": "كما يمثل العامل الديني عاملاً مهماً في استدامة هذا الدعم، حيث تؤمن بعض الجماعات الإنجيلية بضرورة التعجيل بسيطرة إسرائيل الكاملة على أرض فلسطين المقدسة، كأحد علامات العودة الثانية للمسيح".

ويلفت إلى أن التحالف القائم على المصالح الإستراتيجية بين جماعة الضغط اليهودية والبروتستانتية في أمريكا (المحافظين الجدد) تدفعان بهذا الاتجاه أيضاً، معتقدًا أن الولايات المتحدة تنظر لإسرائيل على أنها حاملة طائرات متقدمة في الشرق الأوسط ومؤهلة لشن حروب نيابة عنها.

معسكر متقدم..

وفي السياق يرى المختص في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور، أن الولايات المتحدة تنظر لإسرائيل على أنها معسكر أمريكي متقدم في المنطقة، يؤدي دوراً وظيفياً لخدمة مصالحها المتعددة.

ويورد "منصور" لـ "وكالة سند للأنباء" أن أمريكا ترى في إسرائيل "دولة مستقرة" تحكمها منظومة ليبرالية متقاطعة مع شكل الأنظمة الغربية، بعكس الأنظمة العربية غير المستقرة التي ترى فيها دولاً حليفة غير أنه لا يمكن الاعتماد عليها على المدى الاستراتيجي.

وتُضيف أن "الولايات المتحدة تعمل على بقاء إسرائيل كدولة متفوقة عسكرياً في المنطقة، لذلك تضخ النسبة الأكبر من تمويلها لحليفها الاستراتيجي وشريكها الحيوي".

ومن الناحية العسكرية يلفت إلى أن "إسرائيل تجاوزت عقبة صغر عمقها الإستراتيجي من خلال إحاطتها بأنظمة عربية حليفة ومتعاونة معها، ومقيدة أمنياً، كما حصل في اتفاقية كامب ديفيد مع مصر ووادي عربة مع الأردن".

لكن "منصور" يُقلل من أهمية العامل الديني عند الحديث عن أسباب الدعم الأمريكي لإسرائيل، مؤكداً أن هذا الدعم كان ذو زخم أكبر يوم كان رئيس البيت الأبيض من الحزب الديمقراطي (ليبرالي)، وليس من الحزب الجمهوري (محافظ).

وبالرغم من كل هذه الهبات الأمريكية، غير أن أصواتاً إسرائيلية أبدت مؤخراً معارضتها لهذا الدعم على اعتبار أنه يؤثر سلباً على الصناعات التسليحية المحلية.

فوفقاً لمراقبين إسرائيليين فإن بعض شروط الاتفاقيات العسكرية تنص على ضرورة إنفاق جميع أموال المساعدات العسكرية داخل الولايات المتحدة، مما يعني أن الشركات الإسرائيلية المحلية قد تفقد ملياري دولار سنوياً وتُفقد 22 ألف عامل إسرائيلي وظائفهم.

من جهته يرى "وزير القضاء" الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين أن "إسرائيل مدينة لأمريكا بمساعداتها، لكنها من جهة أخرى تجعلها تعتمد عليها، ومع مرور الوقت لا يصبح الإسرائيليون أحراراً بشراء المعدات العسكرية من سواها وبأسعار معقولة، مما يؤدي لإضعاف الصناعات العسكرية الإسرائيلية".

وتواصل الولايات المتحدة دعمها العسكري اللامحدود لإسرائيل، رغم معارضة شريحة واسعة من الشعب الأمريكي لذلك.

وبحسب لاستطلاع أجراه مجلس شيكاغو في آب/ أغسطس عام 2021، فإن 50% من الأمريكيين يفضلون فرض قيود على المساعدات العسكري لإسرائيل في العمليات التي تستهدف الفلسطينيين، مقابل معارضة 45%.