كانوا أعلامًا في زمانهم، منحوا مهنتهم جلّ إبداعهم وإنسانيتهم، حتى امتد عطاؤهم لجوانب أخرى إلى جانب مهنة الطب التي برعوا فيها، فكان حقّا على من مضى في طريقهم وورثوا علمهم، أن يعيدوا التذكير بهم، ويرفعوا أسماءهم أعلامًا ترفرف في سماء المسيرة الطبية الفلسطينية.
تجمع الأطباء الفلسطينيين المستقلين، أطلق مشروعًا إعلاميًا لتوثيق سِيَر قدامى الأطباء، تحت عنوان "أعلام طبية فلسطينية".
ويعتمد المشروع على جمع معلومات وبيانات عن أطباء فلسطين منذ مطلع القرن الماضي، ونشرها ضمن فيديوهات مصورة على موقع التجمع الإلكتروني، وصفحاته على منصتي فيسبوك وتويتر.
نائب رئيس تجمع الأطباء خالد عمران، يقول إن المشروع يسعى لتوثيق وجمع سِيَر أطباء فلسطينيين كان لهم الأثر الفاعل والكبير في القطاع الصحي والخدمة المجتمعية بالمجتمع الفلسطيني، وممن كان لجهودهم نقلة نوعية في حياة الفلسطينيين.
ويضيف "عمران" لـ "وكالة سند للأنباء": "أن فكرة المشروع تأتي ضمن جهود تجمع الأطباء الفلسطينيين المستقلين؛ لإحياء ذكرى قامات طبية خدمت المجتمع الفلسطيني، وإبقاءها نموذجا حاضرا ومنارة يحتذى بها".
ويضم المشروع كل من حمل الجنسية الفلسطينية من الأطباء، سواء في داخل فلسطين أو باقي أرجاء الأرض، كونه نموذجًا تقدمه فلسطين للعالم، وفق "عمران".
وحول مراحل المشروع يُحدثنا: "حالياً يتم البحث وجمع المعلومات عنهم من مصادر مختلفة، وبمراحل متتالية، تعتمد بشكل كبير على البحث على الإنترنت، حيث يتم جمع المعلومات الأولية، ثم التحقق من المصادر، ثم جمعها حسب الأحداث الزمنية والمناسبات".
ويلفت الطبيب إلى أن التجمع أعلن عند إطلاق مشروعه، بأن من لديه معلومات أخرى وخاصة من ذوي الأطباء القدامى أو طلبتهم أو معارفهم، لتزويدهم بها.
ويبيّن أن أكبر مشكلة تواجه القائمين على المشروع هي التحقق من هذه المعلومات، مستطردًا: "نحن على يقين بأن هنالك جوانب ومعلومات مهمة في حياة هذه الأعلام لم تنتشر، ونحن حريصون على تغطية كل الجوانب المهمة في حياتهم وتسليط الضوء عليها".
ويؤكد "ضيف سند" أن حياة أولئك الأطباء "تمثل جزءًا مهما في تشكيل هوية المجتمع الفلسطيني".
ولتحقيق أهداف المشروع، خصّص التجمع فريق بحث متخصص، إلى جانب فريق للتصميم والإخراج، لإنتاج المواد الخاصة بأعلام الأطباء.
ومنذ انطلاق المشروع، نشرت حلقات عن كل من الأطباء توفيق كنعان المولود في بيت جالا في عهد الدولة العثمانية، ليتلوه في الحلقة الثانية الطبيب أحمد السروري الذي شغل مناصب قيادية مهمة من بينها منصب رئيس بلدية نابلس إبان الحكم الأردني للضفة الغربية.
أما الحلقة الثالثة، فتناولت حياة الطبيب خليل البديري، الملقب بـ "رائد طب العيون"، وهو من مواليد القدس عام 1906، وفي حلقته الرابعة تناول حكاية الطبيبة زينب المحب من مواليد القدس عام 1928م، وكانت طبيبة الملكة زين، والدة العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال.
ويواصل الفريق عمله في عرض الحلقات تباعًا لحين الوصول لأطباء معاصرين، وفق عمران، مبينًا "أن الهدف من ذلك هو حثّ الطبيب الفلسطيني على أن يكون له أثرا عظيماً في المجتمع حيث أنه على رأس أعظم مهنة إنسانية".
