للأسبوع الرابع على التوالي، تتواصل حملة "طولكرم بتوّج" لتنظيف مداخل المدينة وأحيائها بمشاركة واسعة من الشباب الكرمي والأهالي، لإظهار جمال المدينة وهمّة شبابها وإحياء روح التطوَع فيهم بحسب القائمين عليها.
ومنذ الساعة السادسة صباحًا ينطلق المتطوعون بالحملة التي أطلقتها بلدية طولكرم شمال الضفة الغربية، موزعين على شوارع ومداخل المدينة لتنظيفها.
وتحظى الحملة التطوعية بتفاعل واهتمام واسعين من قبل أهالي طولكرم بمختلف فئاتهم، حتى قررت بعض المؤسسات كجمعية رجال الأعمال في محافظة طولكرم، ونقابة العاملين في جامعة خضوري الانضمام للحملة لإعجابهم بها.
رئيس البلدية رياض عوض، يقول إن الحملة مستمرة لتصل إلى جميع الأحياء والضواحي والعزب التابعة للمدينة وليست فقط على المداخل، مشيرًا في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء" إلى أن معدات البلدية كافة تعمل وتساعد لنجاح هذه الحملة.
ويضيف "عوض" أنه "إلى جانب الاعتناء بالمظهر العام للبلدية، فإنها تهدف لتعزيز مبدأ العمل التطوعي، انطلاقًا من اهتمام البلدية بنظافة المدينة وتجميلها".
من جهتها، تقول مديرة جمعية رجال الأعمال في طولكرم فداء خنفر إن الحملة بدأت بمداخل المدينة؛ لأن الانطباع الأول لزوارها مهم جدا، خاصة لأهلنا في الداخل المحتل الذين يأتون للتسوق فيها، أردنا أن يأخذوا أفضل انطباع عند زيارتهم لمدينتنا".
وتتحدث "خنفر" لـ"وكالة سند للأنباء" عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للحملة وجذب المتطوعين، من خلال وسم "طولكرم بتوّج"، الذي تداوله النشطاء والمتطوعون في الحملة، وساهم في رواجها.
وعن الهدف من الحملة، توضح أنها تسعى لـ "نشر ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع، لما يعكسه على الفرد بزيادة شعوره بالمسؤولية وشعوره بالانتماء لمدينته ووطنه، فالشخص الذي يشارك في التطوع وينظف المدينة اليوم، لن يرمي القمامة في اليوم التالي، وستصبح النظافة ثقافة".
وتصف "ضيفة سند" الإقبال على الحملة بأنه "فاق التصوّر"، متابعًا: أن "الحملة لقيت مشاركة واسعة جدًا ترحيبًا حتى من المارين غير المشاركين بالحملة، قاموا هم أيضًا بدعم المتطوعين بالتحايا وتزويدهم بالماء البارد ومساعدتهم أحيانًا".
وردًا على بعض التعليقات التي تساءلت عن دور البلدية في تنظيف الشوارع، تقول: "عمّال البلدية غير قادرين على تنظيف المدينة بأكملها في ظل عدم وجود ثقافة النظافة، الأمر الذي يستدعي وجود عامل نظافة لكل مواطن؛ حتى يستطيع تحمل أعباء التنظيف"، في إشارة لغياب ثقافة النظافة لدى المجتمع.
من ناحيته يعبّر محمد بلعاوي أحد المتطوعين المشاركين بالحملة، عن سعادته بالمشاركة في هذه الأعمال التطوعية مبينًا أن السبب الذي دفعه لـ "الانخراط مع جموع المتطوعين، هو الانتماء لبلدته والتشجيع المتواصل من البلدية للمواطنين".
ويؤكد "بلعاوي" لـ "وكالة سند للأنباء" أنه هذه الحملات تعزز "الوعي وثقافة التطوع، وتخبرنا أن النظافة ليست فقط الهدف الوحيد للحملة، إنما تنطوي على رسالة أسمى مفادها أننا جميعا في طولكرم يد واحدة ونعمل معًا لأجل هذه المدينة".
وتأتي هذه الحملة كجزء من سلسلة من الفعاليات والخدمات التي تقدمها بلدية طولكرم للمواطنين لتحسين المدينة وتطويرها.
وتعد بلدية طولكرم ثالث أكبر هيئة محلية في الضفة بعد الخليل ونابلس، وتصل مساحة المدينة لـ 32,610 دونم، وتقع على ارتفاع "65-125" متراً من سطح البحر، وتشكل أراضيها فاصلاً بين أراضي الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948.