الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

أسباب تسلل الملل طفلك داخل المدرسة؟

حجم الخط
ملل الأطفال
عمان-وكالات

يشعر العديد من الأطفال بالملل في المدرسة، فما أسباب ذلك؟ وهل للمدرسة أو الأهل دور في ذلك؟ وما طرق علاج هذا الملل؟

يرى خبراء التربية الوالدية والعلاقات الأسرية، أن بعض مدارسنا طاردة وليست جاذبة، وهناك ظاهرة قديمة حديثة في عدد كبير من المدارس عنوانها "ملل الطلبة من المدرسة".

وتظهر الظاهرة على شكل عدم رغبة الأبناء في الذهاب للمدارس، سواء أكان ذلك بتصريح مباشر وواضح للأهل، أم عن طريق التمارض حتى لا يذهب الطفل للمدرسة، إضافة إلى تفشي ظاهرة التسرب من المدارس التي تدل على وجود الملل من الحياة المدرسية.

ومن أهم أسباب هذه الظاهرة هي أن المدرسة قاصرة وبشكل كبير عن تحقيق المتعة عند الأبناء، فالعديد من الأساليب التعليمية تميل إلى التلقين وصب المعلومات في عقل الطلبة، الأمر الذي يرفضه الطلبة، وبالتالي ينتظرون انتهاء اليوم الدراسي بفارغ الصبر.

ويشعر الأطفال أنهم داخل سجن لا يحترم قدراتهم ولا يلبي حاجتهم للمتعة، فليست هناك أساليب ممتعة تثير التحدي الإيجابي عند الطلبة، وليس هناك تعلم عن طريق المشاريع، ولا حتى أنشطة ممتعة لتقديم المعلومة والوصول إلى المعارف التي ترغب المدرسة في إيصالها للطلبة، وفق الدكتور عبده.

المدرسة طاردة وليست جاذبة للطلبة!

ويقول الخبراء أن التعليم في العديد من دول العالم أصبح يعتبر الطالب محور العملية التعلمية، فيبحث عن أفضل المراجع التي ترتقي بالطالب وتزيد من حبه للتعلم والمعرفة، بينما لا تزال العديد من مدارسنا في الوطن العربي ترى أن الكتاب المدرسي هو محور العملية التعليمية، وعلى الطلبة أن يختموا الكتاب من الجلدة للجلدة، من دون أن تأبه المدرسة بتنوع مصادر المعرفة التي تقدم لهم".

وأضافوا أنه من المشاكل أيضا "البيئة المكانية للمدرسة التي تعد في بعض جوانبها غير مناسبة؛ فمن دورات المياه الخربة، إلى المشارب غير المناسبة، إلى اكتظاظ الصفوف بأعداد كبيرة من الطلبة، إلى التهوية غير المناسبة، إلى البرد القارص في العديد منها في الشتاء، والحر اللاهب في الصيف، وغيرها من الأمور التي تجعل المدرسة طاردة -وليست جاذبة- للطلبة".

المدارس لا تطلق العنان لتطوير الهوايات

ويرى الخبراء أن المدارس لا تطلق العنان لتطوير الهوايات والمهارات الفنية والرياضية بشكل كاف، فحصص الفن أو الرياضة غير مهمة في النظام التعليمي العربي، وإن حضر الطالب هذه الحصص يجدها مملة تقليدية بعيدة كل البعد عن اكتشاف قدراته فيها فضلا عن تطويرها.

أما عن نظام التقييم والامتحانات فحدث ولا حرج، وفق عبده، إذ يعتبره بعض الطلبة نظاما لا يقيس قدراتهم العقلية بقدر ما يقيس قدرتهم على الحفظ واسترجاع المعلومات المحفوظة، وتعد أيام الامتحانات عصيبة عليهم، فيشعرون فيها بالتوتر والخوف بل والرعب، وتصبح مشاعرهم في غاية السوء، وبلا شك فإن هذه المدرسة التي تشعرهم بهذه المشاعر تكون طاردة لهم ومملة للغاية.

علاقة الملل بفرط الحركة والتشتت

وحول أسباب ملل الطالب في المدرسة، يعلق الخبراء أن اضطراب فرط الحركة والتشتت، إذ إن معدل انتشاره عالميا بين 5-10%"، ويوضح أن هناك 3 أنواع من هذا الاضطراب:

فرط حركة وتشتت.

تشتت وعدم تركيز وسرحان داخل الصف.

فرط حركة فقط.

ويرجح الخبراء أن السبب الثاني للملل يأتي من البيت، بعدم الإشراف على نوم الأطفال، وعدم توفر ضوابط داخل البيت، ومنها الاستعمال المفرط للأجهزة الإلكترونية، فنجد الطلب يسهر كثيرا، ويذهب للمدرسة كسولا يرغب في النوم.

البيئة المدرسية

البيئة المدرسية، بما فيها من عدم اهتمام وتسيب، تسهم في شعور الطفل بالملل في المدرسة، إلى جانب التنمر بالمدارس.

أيضا من أسباب شعور الطالب بالملل من المدرسة عدم توفر الأنشطة المدرسية غير المنهجية، لتحفيز الطالب، وعدم توفر نماذج يقتدي بها الطالب حتى يحب مدرسته، إلى جانب البيئة المدرسية غير المحفزة، مثل اكتظاظ الصفوف، وعدم اهتمام الإدارة، فيشعر بالكسل والملل طوال الوقت، وفق الاستشاري جميعان.

ويشير إلى أن الفقر المادي والأوضاع المعيشية الصعبة عند الطالب تظهر لديه رغبة في مغادرة المدرسة والتوجه للعمل، بسبب ظروف عائلية.

كيف يمكن للمربين المساعدة؟

هناك العديد من الطرق التي يمكن بها للآباء والمعلمين مساعدة الأطفال الذين يشعرون بالملل في المدرسة، أولا وقبل كل شيء، من المهم الكشف عن أسباب عدم مبالاة طفلك؛ بهذه الطريقة يمكنك التوصل لحلول تعالج المشكلة حقا، وستكون قادرا بشكل أفضل على التحدث إلى الطلاب والتعاطف مع موقفهم إذا فهمته حقا، وستأخذ الأمر بجدية إذا فهمت ما يحدث وكيف يشعرون تجاه المدرسة".

ودعا الخبراء إلى سؤال الطفل عن تفاصيل ما فعله في المدرسة، ما الذي وجده مملا، أو مثيرا للاهتمام أو التحدي، وما إلى ذلك. وترى أن هذه المحادثات يمكن أن تساعدك بالبدء في التركيز على ما قد يسهم بفهم مشاعر اللامبالاة.

وغالبًا عندما يكون لديك طلاب لديهم احتياجات لم تتم تلبيتها، فإن النتيجة ستكون طلابًا غير متفاعلين. ولكن بمجرد أن تستكشف ماهية الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها، وتبدأ في معالجتها، سيبدأ الطالب غالبًا في الشعور بمزيد من المشاركة وأقل مللًا في المدرسة.

ويُنصح بإشراك كل من المعلم والطفل، ونصحت الخبيرة بالتحدث إلى معلمي طفلك وجعلهم يعرفون ما يجذب طفلك وما لا يجذب انتباهه؛ فتقول "تحدث معهم حول ما ينقله طفلك لك من دون إلقاء اللوم على المعلم. حاول كبح أي سلبية وقدم ملاحظات بناءة حول ما يحتاجه طفلك. ضع في اعتبارك إشراك طفلك بهذه العملية".

إنه من الضروري عدم تجاهل مخاوف الطفل، وتصديقه عندما يقول إنه يشعر بالملل؛ "اجلس مع المعلم لتبادل الأفكار والتوصل إلى حلول لإبقاء طفلك منخرطًا ومتحمسًا بشأن حياته المدرسية اليومية.