في مدينة "كيدز لاند" الترفيهية التي تقع على شاطئ بحر غزة، مئات الأطفال يلعبون، ويمرحون على الألعاب الكهربائية، في مشهد يرسم براءة الأطفال في المدينة المحاصرة منذ 13 عاماً.
ويعد "كيدز لاند" واحداً من المشاريع السياحية المهمة التي أنشأها رجال الأعمال؛ لاحتواء المواطنين الذين يرغبون في قضاء إجازاتهم، بعدما أصبح السفر خارج غزة صعباً بسبب الحصار.
ولذلك، ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها غزة، إلا أن سكانها يحرصون على طقوس الأعياد، التي تُدخِل البهجة في القلوب.
قضاء أوقات ممتعة
حسام أبو حسنين من مخيم البريج وسط قطاع غزة، اصطحب زوجته وأطفاله 3، إلى المدينة، وحجز تذكرة تسمح لأطفاله بقضاء أوقات ممتعة.
أبو حسنين يقول لـ "وكالة سند للأنباء"، أثناء جلوسه قرب لعبة "الديسكفري" يصور طفله محمد بواسطة هاتفه المحمول، إنَّه "يكون في قمة سعادته عندما يرى أطفاله مبتسمين هكذا".
ويشير أبو حسنين إلى أنه، ورغم محدودية السيولة، وأزمة الرواتب في القطاع، إلا أنَّه يحاول قدر الإمكان، أن يرسم البسمة على وجوه أطفاله الصغار الذين يتوقعون في مثل هذه المناسبات أن يقضوا أوقاتاً سعيدة برفقة العائلة.
تخفيف الضغط النفسي
أما السيدة فاطمة الحسني، فجاءت هيَّ وطفلها أسامة 5 سنوات، الذي صار يلح على أمه، أثناء حديثنا معها، أنه يريد أن يلعب على لعبة "السلاسل"، وهي لعبة يعشقها الأطفال.
تقول الحسني لـ "وكالة سند للأنباء"، إنها تصطحب أسامة بشكل مستمر لمدينة "كيدز لاند"، حتى في غير الأعياد؛ لأن اللعب شيء أساسي في حياة الطفولة، بل ويخفف من هول الضغط النفسي الذي يتعرض له سكان القطاع.
حجم الإقبال
من جانبه، يقول المدير التنفيذي لـ "كيدز لاند"، محمد معبد، إنَّ حجم الإقبال على مدينته هذا العيد يصل إلى 60%، مقارنة بالأعياد السابقة.
ووفقاً لمعبد، الذي حاوره مراسل "وكالة سند للأنباء" وجهاً لوجه في مكتبه داخل المدينة، فإنه ورغم تخفيض أسعار تذاكر الدخول واللعب، إلا أن الإقبال لا يزال محدوداً، متأثراً بالظروف السياسية.
ومع ذلك، لا تزال الآمال منعقدة إلى حد كبير، باتجاه أن تشهد الأيام المقبلة إقبالاً سيما قبل انتهاء الإجازة الصيفية، وبدء توجه الطلبة إلى مدارسهم مع افتتاح العام الدراسي الجديد في غزة.
وحسب أرقام وزارة السياحة فإن هناك ما يزيد على 500 منشأة سياحية على امتداد ساحل البحر، تستقطب الطبقة الموسرة من أهالي غزة، لكن جزءاً من هذه المشاريع تأثر ما أجبر أصحابها على الإغلاق.