الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

رسالة من إسراء جعابيص..

بين حزن وفرح.. المحررة أمل قطاقطة تُعانق الحرية بعد 6 رصاصات و7 أعوام

حجم الخط
أمل333.jpg
بيت لحم - إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

ستُ رصاصاتٍ استقرّت في أنحاءِ جسدها، ثلاثةٌ في صدرها، وللوهلةِ الأولى تضاربت الأنباء حول استشهادها، لكن لطف الله كان رحيمًا بها.

رصاصاتٌ غادرة جعلت "أحلام" المحررة أمل قطاقطة مؤجّلة، محكومٌ عليها بالسجن 7 سنوات، أبادت لها عمر الزهور "العشرينات" عندما اخترقت صدرها ومزّقت قدميها.

اعتقلت في 1 ديسمبر/ كانون الأول 2014، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليها، وعانت من وضعٍ صحي صعب نتيجة إصابتها البليغة التي تعرضت لها أثناء الاعتقال.

أما عن زيارة الأهل لها، باعد "عازل الصوت" المسافات بينها وبين أهلها، حرمها من إيصالِ صوتها لهم، كان العازل أكبر من همسةٍ تمنّت أن تُلقيها في أذن أمّها؛ -فقط- كانت الملامح من خلف زجاج "عازل" تُلخّص كلمةً واحدة "اسمعوني".

المحررة "قطاقطة" (27 عامًا)، ظلّت تُحارب من أجل حريتها وحقها في العلاجِ بعيدًا عن سرداب السجون، وحقد السجّان.

استمعت "وكالة سند للأنباء" إلى الفرحة المنقوصة للمحررة "قطاقطة"، من بيت لحم خلال حديثٍ هاتفي عبّرت فيه عن معاناة الأسيرات وخصصت الأسيرة إسراء جعابيص التي حمّلتها رسالة، فما هي؟

"ميلادٌ جديد"

بابتسامةٍ استهلت حديثها "قطاقطة" قائلةً: سعيدة جدًّا أنني تنفّستُ هواء الحياة، بعد تجربة مريرة في سجون الاحتلال وعذاباته القاسية ضد الأسيرات الفلسطينيات، معتبرةً أنَّ حريتها "ميلاد جديد".

وتوضح بكلماتٍ من القوة: " كل انسان لديه مبدأ وإيمان بقضيته العادلة، لا يُمكن أن يحزن على عمره الذي مضى في السجن؛ مُردفةً أن ذلك يُعزز من انتماء الأسير لوطنه ولأرضه الفلسطينية".

"وماذا عن شعورك وأنتِ أقدم معتقلة في السجون، والآن حُرّة؟"، تُجيبنا بعد تنهيدة صمت: " شعوري لا يقدر بثمن، وكنتُ أتمنى "الحرية"، مُشيرةً أن هذا ليس حلمها فقط وإنما حلم كل أبناء فلسطين".

"سجن الدامون"

من يسمع كلمة "الدامون" يتخيل سريعًا أشكال التعذيب المختلفة في تنكيل الأسيرات الفلسطينيات، عن ذلك تسرد لنا عذابات المعتقل بنبرةٍ موجعة: "الاحتلال الإسرائيلي ينتهك خصوصية الأسيرات من خلال وضع كاميرات مراقبة طوال اليوم، مُشيرةً أن السجن شديد الرطوبة ويفتقر لمقومات الحياة الآدمية".

"وماذا عن أساليب القمع المتبعة بحق الأسيرات؟"، بعد صمت وحيرة من أين تبدأ بسرد ألوان التعذيب تقول: "إن أساليب القمع كثيرة أبرزها، التفتيش المستفز على أيدي مجندات، والشتم بألفاظ بذيئة، فضلًا عن الإهمال الطبي بحق الأسيرات المريضات ومثال على ذلك الأسيرة إسراء جعابيص".

وتابعت: "أنا تركت خلفي 31 أسيرة أتمنى أن يلتفت العالم لهنّ، فهنّ يواجهون أقسى أيامهم مع الاحتلال، مؤكدةً أن رغم الوجع إلا أن الأسيرات الفلسطينيات خير سند ومعين لبعضهن ولديهن صمود وإيمان بقضيتهن العادلة".

وتوضح "قطاقطة"، أن السجن مدرسة وانطلاقة حقيقية لميلادٍ جديد، مشيرة أن سنوات الاعتقال زادتها قوة وثبات وإصابتها عززت إيمانها بالقضية الفلسطينية خاصة وأن دمائها سالت على ثرى الوطن".

"ماذا قال والد أمل؟"

عبّر والد أمل عن فرحته الكبيرة بتحرير ابنته قائلًا: "إن فرحتي لا تُوصف، ولا يُمكن وصفها بكلمات، مشيرًا أن أمل صنعت بتحررها فرحًا جديدًا للعائلة".

"وكيف تلقيتم خبر إصابة أمل أثناء الاعتقال؟"، يُجيبنا: "للأسف وصل لنا أن أمل استشهدت لأنه إصابتها خطيرة؛ وكان شعوري سيء؛ في حينها عجزت عن الحديث، موضحًا عند استدعائه من الاحتلال أخبروه بإصابتها".

ويُشير أن الزيارات لـ "أمل" كانت مليئة بـ "التشديدات الإسرائيلية"، والتضييق من قوات الاحتلال، مُردفًا أن الاتصال بها من خلف عازل صوت كان صعب، وبالكاد يُسمع صوتها".

"رسالة موجِعة"

بنبرةٍ مؤلمة تروي "قطاقطة" رسالة الأسيرة إسراء جعابيص نقلًا عنها، "إن الأسيرات في عالمٍ موحش، يملؤه العذابات بألوانٍ مختلفة، نعاني الويلات، والموت البطيء، أناديكم يا أحرار العالم أن تنظروا لنا، وإلى قضيتي-خاصة- ومطالبي بالعلاج والعمليات التي أحتاجها "فصل الأصابع، تركيب أطراف، عمليات في الأنف".