أعاد عشرات الحلاقين، اليوم الاثنين، افتتاح صالون حلاقة كان يملكه الشهيد حمدي شرف؛ والذي استشهد برصاص قوات خاصة إسرائيلية فجر الـ 24 من تشرين أول/ أكتوبر الجاري، بعدما نشر زملاؤه صورة للصالون معنونة بـ "مغلق للأبد".

وأفاد مراسل "وكالة سند للأنباء" في نابلس، بأن حلاقين حضروا اليوم (وهو يوم إجازة رسمي للحلاقين) وإعادة افتتاح صالون زميلهم الشهيد "حمدي"، وسط مشاركة العشرات من المواطنين وعائلة الشهيد.

يُشار إلى أن "شرف" كان قد ساهم في "إفشال" مخطط للقوات الخاصة الإسرائيلية بالدخول لحارة الياسمينة في البلدة القديمة بمدينة نابلس لاغتيال مقاومين فلسطينيين ينتمون لـ "عرين الأسود" بعدما كشف القوة التي أطلق عناصرها النار عليه.

من جانبه، أوضح الشاب أمجد ناصر؛ وهو زميل الشهيد "شرف" في مهنة الحلاقة، أن زملاء الشهيد تجمعوا اليوم من جميع أنحاء نابلس ونظموا الفعالية للوقوف إلى جانب عائلة "شرف".

وأكد ناصر في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "هذا أقل ما يمكن أن نقوم به أمام تضحية زميلنا الشهيد حمدي شرف".

وشدد على ضرورة عدم إغلاق صالون الحلاقة الخاص بالشهيد شرف "لكي يبقى مصدر دعم للعائلة". داعيًا زملاءه للعمل في الصالون وإعادة فتحه في يوم عطلة الحلاقين (تصادف يوم الاثنين من كل أسبوع).

وقال أحد أصدقاء الشهيد والقائمين على إعادة الافتتاح رشيد لفداوي، إن الدعوة لإعادة الافتتاح وزعت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ووجدت تجاوبًا كبيرًا ودعمًا من الحلاقين، والمواطنين الذين أبدوا تعاطفهم مع عائلة الشهيد؛ ومنهم مواطنون حضروا من محافظة الخليل.

وأكد "لفداوي" أن العمل جارٍ لاستمرار فتح الصالون، وأن يكون جزءًا من ريعه لصالح عائلة الشهيد بشكل دائم، خاصة بعد شفاء زميله وشقيق زوجته المصاب برصاص الاحتلال والذي يرقد في المستشفى لاستكمال العلاج، ليعود للعمل بدعم من المحيطين، والأصدقاء.

وقال شقيق الشهيد حمدي، فادي شرف، إن هدف الفعالية إعادة الروح للصالون، ومصدر دخل لأسرة الشهيد. مؤكدًا: "لكن الجانب الأهم هو الجانب المعنوي، برؤية محبة الناس، وتعاطفهم، وكمية المودة التي يحملونها لشقيقي".

وأضاف فادي في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "الرسالة الأسمى هي للعالم أجمع بأننا شعب واحد، يساند، ويدعم بعضه البعض في كافة المواقف".

من جانبه، نوه المواطن جلال العامودي؛ وهو جار الشهيد حمدي شرف، إلى أن الشهيد كان دائمًا ما يبادر للخير ومساعدة الآخرين. مؤكدًا: "حمدي كان صاحب مبادرة وموقف".

وزفّت مدينة نابلس الشهيد حمدي شرف، والشهداء علي عنتر وحمدي القيم ومشعل بغدادي، والقائد في عرين الأسود وديع الحوح، بجنازة مهيبة جابت شوارع البلدة القديمة، في حين أصيب خلال الاقتحام أكثر من 20 فلسطينياً بالرصاص الحي.