الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

87 عامًا على استشهاد ملهم الثورة الفلسطينية عز الدين القسام

حجم الخط
الشيخ عز الدين القسام
القدس - وكالة سند للأنباء

يوافق اليوم الأحد؛ 20 تشرين ثاني/ نوفمبر 2022، الذكرى الـ 87 لاستشهاد ملهم الثورة الفلسطينية، الشيخ عز الدين القسام، والذي بدأ مسيرته الثورية من سوريا عند اشتعال الثورة ضد فرنسا.

وولد الشيخ القساّم في محافظة اللاذقية في سوريا سنة 1882، وترعرع داخل مساجد وكتاتيب بلدته "جبلة"، وأرسله والده إلى الأزهر في مصر فقضى هناك 8 سنوات، ثم عاد إلى مسقط رأسه بعد أن نال الإجازة العالمية الدّالة على تضلعه في العلوم الإسلامية، وغدا فقيهًا في كل ما جمع من العلوم والمعارف.

وحُكم عليه بالإعدام من قبل الديوان السوري العرفي، بعد رفضه تولي القضاء في زمن الاستعمار الفرنسي.

وقاد عز الدين القسام مظاهرة أيّدت مقاومة الليبيين للاحتلال الإيطالي وجمع التبرّعات من مال وسلاح لنجدة المجاهدين في طرابلس، وحكمت عليه فرنسا بالإعدام ولاحقته إيطاليا؛ بسبب دعمه لثورة عمر المختار.

ثم أصبح مطاردًا في سوريا ففرّ إلى فلسطين سنة 1921 ونشط بين أهل حيفا يعلمهم القراءة والكتابة ويحارب الأميّة، في مسجد الاستقلال في الحي القديم وهو ما أكسبه تقديرًا واحترامًا وتأييدًا.

سنة 1926 ترأس القسّام جمعية الشبان المسلمين وكان يدعو للجهاد ضدّ المستعمر البريطاني واشتهر بين أهل حيفا بالورع الديني وأنّه شيخ محمود السيرة في صدقه ووطنيّته.

وعمل عز الدين القسّام على إنارة عقول الناس كبارًا وصغارًا وحثهم على المقاومة وكسر شوكة العدو وتغذية نفوس الأهالي، بحب الجهاد وتحرير أرضهم من العدو الأساسي وهو الانتداب البريطاني.

بدأ بتأسيس الخلايا السريّة وتدريبها وتجنيدها من أجل الكفاح، وبعد أن نال اليهود "وعد بلفور" رأى بعض الشباب المستعجلين من أبناء تنظيمه القيام بثورة في حين استحسن عز الدين التريّث ولبث سنين يعدّ للثورة الكبرى، حيث قام بتعليم أبناء القرى وتدريبهم على السلاح جيّدًا وتلقى تعزيزًا مباشرًا وقويًا بالمال والسلاح.

وفي 15 نوفمبر/ تشرين ثاني 1935 أطلق الشيخ المجاهد عز الدين القسام الشرارة الأولى للثورة الفلسطينية الكبرى، فبعد أن اكتشفت القوات البريطانية أمره حاصرته في منطقة يعبد جنوب غربي جنين.

وطلبت بريطانيا من "القسام" ورفاقه الاستسلام إلا أنه ردّ قائلًا: "إننا لا نستسلم، إننا في موقف الجهاد في سبيل اللّه " واندلعت معركة غير متكافئة بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة قدّم فيها المجاهدون الفلسطينيون صورًا رائعة من الكفاح والنضال.

وعُرف الحراك بـ "ثورة القسّام" وأسفرت المواجهة عن استشهاد الشيخ عز الدين القسّام في 20-11-1935.

ووجد بحوزة الشيخ الشهيد مصحفًا وأربعة عشر جنيهًا ومسدسًا كبيرًا، ونشرت الصحف مقالات كثيرة بعناوين مختلفة بارزة منها: "معركة هائلة بين عصبة الثائرين والبوليس"، "حادث مريع هزّ فلسطين من أقصاها إلى أقصاها".

وأدى استشهاد عز الدين القسام إلى إشعال فتيل الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1935 وإضراب الستة أشهر والذي لم يتوقف إلا بتدخل الزعماء العرب.

ويجمع الباحثون في التاريخ الفلسطيني الحديث أن استشهاد القسام شكّل أحد عوامل انفجار الثورة الكبرى وشرارتها بنفس الوقت.

وفي كتابه "دراسات عسكرية الثورة الفلسطينية الكبرى"، يقول المؤرخ يوسف رجب الربيعي على لسان المجاهد أحمد الباير الذي شارك بالمعركة: "بعد أن حشد الانجليز الآليات والدبابات حول أحراش يعبد كانت مكبرات الصوت تنطلق: سلم يا قسام سلم فكان يرد بصوته وتردده التلال ورددته بعده المئات من الثوار لن نستسلم لن نستسلم".

ولفت المؤرخ النظر إلى أن القسام نشأ في بيت من بيوت العلم والأدب وكان جده الشيخ مصطفى قد قدم من العراق وهو من أتباع المدرسة النقشبندية الصوفية.