الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أملاك الغائبين".. حجة تذرع بها الاحتلال لطرد عائلة البطش من مسكنها بالخليل

حجم الخط
منزل البطش في الخليل
الخليل - يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

بين ليلة وضحاها، وجدت عائلة البطش في مدينة الخليل نفسها دون مأوى، بعد أن اقتحمت قوة إسرائيلية منزلهم وأجبرتهم على إخلائه بأقل من ساعة، وسط اقتحام همجي وحالة من الخوف التي انتابت أفراد وأطفال العائلة.

وبقوة السلاح، أخرج جنود الاحتلال عائلة المواطن بدر البطش من منزلهم، يوم الخميس الماضي، بعد تحطيم محتوياته ورميها في الشارع، دون أن يعطوا العائلة فرصة لإخلائه أو البحث عن منزل آخر يأويهم.

"أمهلنا جنود الاحتلال ساعة واحدة فقط لإخلاء المنزل"، يقول رب العائلة بدر البطش، مشيرًا إلى أن قوة إسرائيلية اقتحمت المنزل بعد أن كسرت الباب الرئيسي وحطمت محتوياتهم قبل طردهم منه.

ويضيف "البطش" في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء":"طلبت من جنود الاحتلال قراراً مكتوباً بالإخلاء لكنهم أبلغوني بالمغادرة فورًا، والحضور لاحقًا لاستلام القرار، وإلا سيهدمون البيت فوق رؤوسنا".

الاحتلال يطرد عائلة البطش.jpg
 

ويتابع:"أخرجونا مع أطفالي الأربعة أصغرهم ستة أعوام، وأكبرهم 11 عامًا من البيت، وسط حالة من الخوف والرعب من الهجمة الشرسة، ما اضطرنا للانتقال ليلاً لمنزل والدي في نفس المنطقة، لحين استعادة منزلنا".

ويتبع المنزل الذي كانت تسكنه عائلة "البطش" لبلدية الخليل، قبل أن تستولي عليه سلطات الاحتلال وتجبره على مغادرته، بحجة أنه يتبع أملاك الغائبين، وفقاً لما أخبره المحامين.

ويلفت البطش إلى أنه قطن في المنزل منذ عدة أسابيع، وحاول تحويله لفندق لاستقطاب المواطنين إلى البلدة القديمة بالخليل، وبعد تجهيره حضر جيش الاحتلال وأزال اليافطات دون أن يبلغه بشيء مشيرًا إلى أنه عاد للسكن مع عائلته بالمنزل قبل إخلائه منه قبل يومين.

من جانبها، وصفت بلدية الخليل قرار إخلاء المنزل بـ"الاعتداء الجائر"، مؤكدةً أن ملكية هذا المبنى تعود للبلدية، وأنها من خلال طاقمها القانوني ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لاستعادته.

وتوضح نائب رئيس بلدية الخليل أسماء الشرباتي في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء" أن البلدية تملك الأوراق الثبوتية والقانونية التي تؤكد ملكيتها للمبنى القديم، وأنها أعادت ترميم المنزل وإصلاحه من خلال لجنة إعمار الخليل، مشيرة إلى أن البطش حاول تحويل المنزل لفندق، ومن ثم سكن فيه قبل أن يتم إخلاؤه منه.

وتردف "الشرباتي":"الاحتلال أغلق المكان قبل شهر، وأعاد إغلاقه وإخلاء المواطن من المبنى مرة أخرى دون تسليمه قراراً بذلك، والبلدية توجهت بدورها بشكوى للمحاكم الإسرائيلية، وتواصل المتابعة القانونية لوقف تطاول الاحتلال على مبنى يتبع للبلدية".

طرد عائلة البطش.jpg
 

وتشير ضيفتنا إلى أن اعتداءات الاحتلال بحق ممتلكات البلدية لم تتوقف، حيث سبق أن سهّل شق طريق ترابي يصل تل الرميدة ببعض البؤر الاستيطانية، وتم الاستيلاء على معدات ومركبة تتبع للبلدية، ومنع العمل في المكان.

وتؤكد أن الاستيلاء على المبنى يأتي في إطار "محاولة الاحتلال منع التواجد الفلسطيني في مدخل السوق والبلدة القديمة صوب المسجد الإبراهيمي والزحف لكل المباني لتجميدها والاستيلاء عليها، عبر سياسة استيطانية واضحة".

من ناحيته، يقول مؤسس تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو، إن الاحتلال يعمل على تهويد قلب مدينة الخليل بشكل كبير من خلال بناء المستوطنات، حيث أن هناك قرابة ثلاثين وحدة استيطانية جديدة سيتم بناؤها بجانب المستوطنة المقامة على مدرسة المنقذ، والقريبة من المبنى الذي كانت تقطنه عائلة البطش.

ويلفت "عمرو" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" لوقوع المنزل في موقع استراتيجي مهم، يدفع بالاحتلال محاولة السيطرة عليه واستخدامه وطرد سكانه؛ من أجل قتل الهوية الفلسطينية في الخليل تحت حجج ومبررات واهية.

منزل عائلة البطش بالخليل.jpg
 

ويتابع "ضيف سند":"لجأ الاحتلال لما يُعرف بقانون أملاك الغائبين، وهو أحد وسائل الاحتلال للسيطرة على الممتلكات الفلسطينية ومنعهم من استخدامها في الضفة والقدس"، مضيفًا:"هناك عنصرية واضحة في تعامل الاحتلال مع هذا الأمر في الخليل، رغم أن هذا المنزل فلسطيني ليس له علاقة بأملاك الغائبين، وهو تابع لبلدية الخليل".

ويشير "عمرو" إلى أن عملية الإخلاء تمت دون أمر عسكري أو قرار محكمة إسرائيلية، وفي ذلك تعدٍّ واضح حتى على قرارات وإجراءات يلجأ لها الاحتلال في تبرير انتهاك".