الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

ارتدادات مونديال قطر..

بالصور دعاية "إسرائيل" تفشل في اختراق حائط صد وعي الشعوب العربية

حجم الخط
تأهل منتخب المغرب
رام الله-وكالة سند للأنباء

سارع المنتخب المغربي المحتفل لرفع العلم الفلسطيني بجانب علم بلاده، بعد الفوز التاريخي الذي حققه مساء اليوم السبت على نظيره البرتغالي (1- 0) في دور الثمانية لنهائيات كأس العالم 2022، في خطوة رمزية من بلد كان واحداً من بين أربع دول، سارعت حكوماتهم للتطبيع مع إسرائيل قبل عامين.

الخطوة ورغم وبساطتها وما سبقها من حالة نبذ وكراهية للإعلام الإسرائيلي من المشاركين العرب والاحتفاء بفلسطين في مدرجات قطر وخارجها؛ يراها مراقبون أنها مؤشر هام على فشل الدعاية الإسرائيلية في تحقيق غاياتها.

إسرائيل تمارس الدعاية منذ نشأتها

وتولي دولة الاحتلال منذ نشأتها عام 1948 أهمية خاصة للداعية، ولها باع طويل في أساليبها وأدواتها المختلفة، وتخصص لذلك ميزانيات ضخمة تشرف عليها جهات محترفة في تطويع الرأي العام خدمة لأهدافها.

كما تُعتبر ممارسة الدعاية بالنسبة إلى الاحتلال سياسة استراتيجية ثابتة تمتاز بالنفس الطويل وليست عملاً تكتيكياً موسمياً ينتهي بانتهاء الحدث.

وتستند "إسرائيل" في الترويج لسرديتها إلى آلة دعائية ضخمة تقوم أساساً على تزييف الحقائق والوقائع التاريخية وتطويعها لخدمة الرواية الإسرائيلية، بما يحفظ لها صورة الدولة الديمقراطية المحبة للسلام وسط محيط عربي معادٍ ومتخلف.

وتستخدم دولة الاحتلال عدداً من الأدوات الإعلامية الناطقة بالعربية بهدف الترويج لروايتها الدعائية في المنطقة، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي كصفحتي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "افيخاي أدرعي" و"المنسق".

يضاف إلى ذلك عددٌ الشخصيات والمتحدثين العرب والفضائيات العربية المتساوقة مع "إسرائيل" والحاجبة للرواية الفلسطينية، كل ذلك بهدف خلق رأي عام عربي جديد متقبل للاحتلال.

المونديال.. الصفعة الثانية لدعاية إسرائيل

‏ولأهمية حالة الرفض العربي لإسرائيل في مونديال قطر، يقول الباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية حيدر المصدر: "للمرة الثانية خلال عامين، يتمكن الجمهور العربي من إبراز القضية الفلسطينية وينجح في إسنادها في مونديال قطر 2022".

وأشار "المصدر لـ"وكالة سند للأنباء"، "إلى أن المرة الأولى كانت العام الماضي خلال عدوان الاحتلال على غزة في مايو/ أيار 2021، يوم انحازت الجماهير العربية وحتى الأجنبية للرواية الفلسطينية وأدارت ظهرها لأكاذيب "إسرائيل".

ويتابع: "يحظى خطاب جمهور كرة القدم بأهمية بالغة لنا كفلسطينيين، إذ يُنجز وظائف لم تستطع مؤسسات رسمية ووسائل إعلام إنجازها، مثل وظيفتي التأثير والعدوى"، على حد وصفه.

فضاءات جديدة

"هذه الخطابات، الفردية كانت أم جماعية، منظمة أم عفوية، التي تُسجل داخل الملاعب وخارجها، وبعلامات لغوية مثل الهتافات والشعارات، وغير لغوية مثل الصور والأعلام المرفوعة، تعكس عمق علاقة الجماهير العربية بالقضية الفلسطينية"، وفق "المصدر".

ويتابع: "هذه الحالة التعاطفية مع فلسطين تبين حقيقة اتساع الرفض الجماهيري العربي لدولة الاحتلال بخلاف ما تروجه ماكينتها الدعائية.

"كما تكشف استغلال الجماهير فضاءات كرة القدم كمواقع جديدة لدعم القضية الفلسطينية بعد أن تجمدت فترة داخل أماكن كلاسيكية كالشوارع والقاعات المغلقة"، يقول الباحث في مجال الدعاية.

ويشدد أن "الجمهور العربي الذي ينطلق من خلفيات ثقافية تتراوح بين الرفض والكراهية لإسرائيل والدعم والتشجيع لفلسطين؛ لا يترك فرصة متاحة إلا ويستغلها لدعم الحق الفلسطيني، خاصة إذا تحررت هذه الفرص من هيمنة السلطة الحاكمة".

تختلف الأدوات والهدف واحد

من جانبه، يتحدث عضو اتحاد الأكاديميين العرب د. محمود الفطافطة، عن أدوات الدعاية التي تستخدمها "إسرائيل" لاختراق وعي الشعوب العربية، فيقول:" يتربع على هذه القائمة الأدوات الفكرية المرتبطة بالصورة الذهنية".

ويتابع خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، "الدعاية تهدف بالأساس لتغير موقف الرأي العام من فكرة معينة، ضمن ما بات يعرف بكي الوعي".

ويؤكد "الفطافطة" "أن المحصلة النهائية التي ترغب "إسرائيل" بجنيها من وراء الداعية هو تحويلها في العقلية العربية من دولة معادية ومنبوذة إلى صديقة وجارة يمكن التعايش معها، وهي خطوة تسبق التعاطي الإيجابي معها".

ويستطرد "تؤمن إسرائيل أن التأثير الفكري والنفسي والإعلامي مهم جداً لتمرير مرتكزاتها وأهدافها في الوطن العربي وتعتبر ذلك موازياً ولا يقل أهمية عن العامل العسكري والاقتصادي".

ويشدد أستاذ العلوم السياسية أن "إسرائيل" حققت نجاحاً واضحاً بخصوص التطبيع مع الأنظمة، أما المؤسسات المدنية والأهلية والشعوب فالأمر يظل في إطار محدود ومنخفض جداً.

ويلفت إلى أن "معظم الشعوب العربية تنظر لإسرائيل على أنها العدو الأوحد والأخطر في المنطقة ومن الواجب مواجهته ومحاربته".

ويرى "الفطافطة" "أن مونديال قطر مثّل حالة جديدة في رفض الاحتلال من جهة ودعم القضية الفلسطينية ليس لدى العرب وحسب بل عند العالم الحر".

مونديال قطر (5).jpg
 

وفي السياق أهدت شخصيات مغاربية ناشطة في مجال مناهضة التطبيع، فوز بلادهم وتأهله لنصفي المونديال، إلى القضية الفلسطينية، واعتبروه بمنزلة انتصار لها.

محاولات تخريب!

يقول رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، "إنّ اتفاقات التطبيع التي أبرمتها بلاده مع الاحتلال، لم تعبر عن ضمير ووجدان الشعب المغربي، "وكانت غريبة دائمة عنه".

ويؤكد "ويحمان" لـ"وكالة سند للأنباء"، "أنّ الفوز أظهر محبة الشعب المغربي وانتماءه للقضية الفلسطينية، وعبرّ عن ذلك عبر رفع المنتخب العلم الفلسطيني أكثر من مرة".

ويشير إلى أنّ هذه المواقف لم ترق للبعض، وتحديدا دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي حاولت تخريب المونديال.

ويعدّ "ويحمان" فرحة الشعب الفلسطيني لشقيقه المغربي في الفوز، "رسالة واضحة، أن الاحتلال وحده الغريب، وأنه لا يمكن أن يكون شقيقا في يوم من الأيام".

مونديال قطر (3).jpg
 

مونديال قطر (4).jpg