الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

بالفيديو مونديال قطر تحوّل لاستفتاء شعبي.. الإعلام الإسرائيلي منبوذ وفلسطين ترتفع عاليًا

حجم الخط
مونديال قطر
أحمد البيتاوي - وكالة سند للأنباء

في شوارع دولة قطر وخارج مدرجات كرة القدم، بدا الصحفي الإسرائيلي "ايهود بن حمو"، معزولاً وسط أمواج كبيرة من المشجعين العرب، فمجرد معرفة هويته الإسرائيلية وسماع لكنته العربية العرجاء يحتشد حوله العشرات حاملين الأعلام الفلسطينية.

"بن حمو" مراسل القناة 12 الإسرائيلية فقد في مقابلة مع مشجع سعودي هدوءه وخرج عن حدود مهنته، وصرخ بأن "إسرائيل باقية ليوم القيامة"، في محاولة منه للتغطية على الضيق والغضب الذي هو فيه.

أما مراسل صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية "راز شيشنيك" فاضطر لإخفاء جنسيته الإسرائيلية والإدعاء بأنه من الأكوادور بعض رفض المشجعين التعاطي معه والتحدث إليه.

بينما كشف الصحفي الإسرائيلي "دور هوفمان" وهو أحد أعضاء وفد هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني الحكومية- كان 11، عن طرده من أحد المطاعم وإنزاله من سيارة أجرة عندما علم القطريون أنه إسرائيلي.

في حين لقنت الجماهير اليمنية والسعودية والتونسية الصحفي الإسرائيلي "جاي هوخمان" درساً قاسياً حينما اندس بين جموعهم في محاولة لفرض نفسه بينهم، وهتفوا لفلسطين.

كره كبير لإسرائيل..

صحيفة "يديعوت أحرنوت" قالت إن تغطية الصحفيين الإسرائيليين لكأس العالم في قطر أظهرت حجم كراهية العالم العربي لإسرائيل، مشيرة إلى أن مشجعين فلسطينيين وإيرانيين وقطريين وأردنيين ومغاربة وسوريين ولبنانيين ومصريين يلاحقونهم بـ "نظرات مليئة كراهية"، على حد وصفها.

وأعربت الصحيفة عن استيائها من حجم الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية في مونديال قطر، سواء داخل أو خارج الملاعب.

وبموازاة هذا النبذ للإعلام الإسرائيلي ودولة الاحتلال، ظهر حجم التأييد العربي بل وحتى الغربي للقضية الفلسطينية، حيث بقي العلم الفلسطيني حاضراً في غالبية المباريات بأحجام وأشكال مختلفة، وصدحت مكبرات الصوت بالأغاني الفلسطينية في الميادين العامة.

تحريض إسرائيلي..

الاحتفال الواسع بالعلم الفلسطيني في مونديال كأس العالم، دفع الإعلام الإسرائيلي لإطلاق حملة تحريض ضد دولة قطر المضيفة لمونديال 2022.

حيث أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن رفع العلم الفلسطيني بكثرة في المدرجات ورفع لافتات داعمة للقضية الفلسطينية مثل "فلسطين حرة"، يعتبر جزءاً من الاحتجاج السياسي الذي تمنعه قوانين "الفيفا".

وذكرت الصحيفة أن الأمن القطري لا يمنع المشجعين من إدخال أعلام فلسطين والشعارات المناهضة لـ "إسرائيل"، معتبرةً ذلك بأنه جزء من حملة ضد الإسرائيليين سواء كانوا مشجعين أو صحفيين.

ومساء أمس تحدثت قناة 13 الإسرائيلية أن "إسرائيل" بعثت برسالة إلى قطر والفيفا؛ احتجاجًا على "تصرفات المشجعين العرب ضد طواقم الصحافة والمشجعين الإسرائيليين".

وذكرت القناة الإسرائيلية أن الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي المؤقت في قطر احتج لدى السلطات القطرية والفيفا على ما وصفه بالتعامل "العدائي" للجمهور والصحفيين الإسرائيليين، لافتةً إلى أن الوفد طالب بضمان حرية العمل الصحفي للصحفيين الإسرائيليين، والحركة الآمنة لهم.

وأشارت إلى أن "مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقد مشاورات لاحتمال إصدار تحذير من السفر لقطر".

إحباط من التطبيع..

المختص في الشأن الإسرائيلية عماد أبو عواد يرى أن نبذ المشاركين في المونديال للإعلام الإسرائيلي، يدلل على أن الإسرائيلي مكروه عند العرب والمسلمين وحتى عند بعض الغربيين وأن القضية الفلسطينية لا تزال محورية ومركزية في ذهن الشعوب.

ويُضيف "أبو عواد" لـ "وكالة سند للأنباء" أن "هذه الحقيقة يعرفها الإسرائيلي قبل غيره، وهو يعلم أن حجم الكراهية له في أوساط العرب تتراوح بين 75-99%".

ويُشير إلى أن "الإحباط الإسرائيلي مبني بالأساس على أن مسيرة التطبيع مع الأنظمة العربية لم تحقق سوى بعض الأهداف الثانوية كمجاملة الولايات المتحدة الأمريكية.

ويستدرك: "بالرغم من الحالة العدائية لإسرائيل في المونديال فإن ذلك لن يدفعها لتغيير سياساتها، فهي تعمل بنفس طويل ولديها تفكير استراتيجي بعيد المدى؛ من أجل محاولة التغيير، فهي تدرك أن العلاقة مع 1% من العرب أفضل من القطيعة التامة".

ويُشدد على أن "دولة الاحتلال معنية باستمرار التطبيع مع الدول العربية بصرف النظر عن تقبل الشعوب له"".

ويلفت "أبو عواد" إلى أن "إسرائيل" هي الجهة المستفيدة على المستوى الدعائي والإعلامي والخطاب الدولي، وترى فيه فرصة من أجل تحسين صورتها عالمياً.

ويُكمل: "الدول العربية المطبعة ليست معنية أن تطبع شعوبها وغير مهتمة بذلك أصلاً، فهي ترى في التطبيع وسيلة للتقرب من الولايات المتحدة ولتمرير مرحلة حرجة حفاظاً على مصالحها".

يُذكر أنه في 2020، وقّعت 4 دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب (استئناف)، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، بينما أعلنت السعودية في منتصف العام الجاري عن فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية.

رد طبيعي ومؤشر هام..

بدوره، يشير منسق حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، محمود نواجعة، إلى أن حالة النبذ والمقاطعة للصحفيين الإسرائيليين في المونديال هو رد طبيعي من الشعوب العربية المناهضة للتطبيع ومؤشر هام وضروري.

ويردف "نواجعة" لـ "وكالة سند للأنباء" أن هذه المقاطعة والرفض سبقها انسحاب عشرات اللاعبين العرب خلال العاميين الماضيين من بطولات دولية؛ لعدم ملاقاة لاعبين إسرائيليين في الملعب ذاته.

ويرى أن "إسرائيل" بنت استراتيجيها على تطويع الشعوب العربية واختراقها استباقاً لتوقيع اتفاقيات السلام والتطبيع مع الدول العربية، من خلال تغيير المناهج وإقامة علاقات طبيعية مع أندية وجمعيات عربية، لكن كل ذلك "فشل على أرض الواقع".

وتبعًا لـ "نواجعة" فإن مقاطعة العرب للصحافة الإسرائيلية مرتبط بوعي الشعوب أولاً ثم بالنشاطات والحملات، التي أطلقتها حركة المقاطعة بالتنسيق مع مجموعة "شباب قطر ضد التطبيع".

ويُتابع: "مونديال قطر كان فرصة مهمة ومناسبة عالمية لإعادة إحياء القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب العربية كقضية مركزية خاصة، بعد اتفاقيات التطبيع الأخيرة التي أبرمتها دول عربية مع دولة الاحتلال".

ويوضح أن "توقيت بروز ظاهرة مقاطعة العرب للإعلام الإسرائيلي مهم، فهو يأتي عشية عودة بنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء الذي أعلن في حملته الانتخابية عن نيته استكمال مشوار التطبيع مع دول عربية جديدة".