الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

خاص بالصور مناظرات فلسطين.. فن الاختلاف الراقي وخارطة الحوار الشبابي

حجم الخط
مناظرات فلسطين 2022
غزة - أحلام عبد الله - وكالة سند للأنباء

هناك حيث المنصة التي يعتليها شخصان، أحدهما يؤيد فكرة والآخر يعارض، سيد الموقف احترام الرأي، والمكان للحجة والدليل، فاخفضوا أصواتكم، وارفعوا دلائلكم فإنها المناظرة، حيث الاختلاف برقي، وتعلم أصول الاختلاف بين مؤيدين ومعارضين حول مختلف المواضيع السياسية والثقافية والمجتمعية.

وتزامنًا مع انطلاق الدوري الافتتاحي لجامعات قطاع غزة، اليوم الاثنين، تصحبكم "وكالة سند للأنباء"، بجولة في منصة المناظرات وعالم الاختلاف.

ولأول مرة، منذ عام 2013 تنظم مؤسسة "فلسطينيات" دوري المناظرات بين 18 جامعة فلسطينية، وستتنافس على الدوري النهائي للمناظرات بالضفة الغربية جامعتي النجاح والقدس يوم الأربعاء القادم، فيما انطلق الدوري بغزة صباح اليوم.

318586237_1188465368441429_3059238829534795156_n.jpg
 

الحوار أولاً..

المتدربة آية عاشور طالبة قانون باللغة الإنجليزية من جامعة فلسطين، اقتطعت جزءا من وقتها في ظل تدريباتها المكثفة لخوض الدوري الافتتاحي لجامعات غزة، لتجيب عن أسئلتنا عن هذا الدوري.

تقول "عاشور": "تجربتي بالمناظرات هي من أفضل التجارب التي خضتها كونها تقدم للطالب تدريب متكامل يستند على إعطاء الشباب الفرصة، ليتعرفوا على سبل البحث عن المعلومات، وكتابة الخطابات، واتخاذ المواقف".

ويخضع المرشحون في المناظرات لتدريب مكثف لـ 3 أيام من قبل مؤسسات المجتمع المدني؛ ليكون لدى المناظر قوة تكوين الخطابات وبناء الحجة والدليل، والتعريف بالمناظرة تنتهي بمخيم تدريبي يجمع الجامعات للخروج بدوري الجامعات.

وتتابع ضيفتنا: "فكرة المناظرة لا تنبع من مبدأ جدلي، فنحن نناقش مقولة ضمن عملية متكاملة من المعرفة نتبادلها بين فريقين حتى نخرج بوجهة نظر، لكل شخص يشاهد ويشارك في المناظرة".

318953981_1182200812381330_2455099569323225971_n.jpg
 

وترى "عاشور" أن المناظرات تعزز فكرة الرأي والرأي الآخر، المفقودة بين الشباب الفلسطيني في الجامعات، وتعتبر منطلق لمناقشة قضايا مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية هامة، لتعزيز ثقافة الحوار.

وتواصل "ضيفة سند" حديثها بنبرة الثقة: "هذه المناظرات تصقل شخصية الشباب الفلسطيني في العديد من النواحي المجتمعية، فهي تدفعه للبحث والقراءة ليكون على أهبة الاستعداد للإجابة عن أي سؤال".

وستناظر "عاشور" برفقة فريقها مقولة "المقاومة الفردية شكلت بديلا عن التنظيمات في مقاومة الاحتلال"، الأمر الذي دفعها للبحث عن أكبر كم من المعرفة حتى تصبح قادرة على المناظرة بالحجة والبرهان.

319415066_831660884715467_2864229139934451248_n.jpg
 

فتح الآفاق والفُرص..

أثر المناظرات على المشاركين لا تقتصر على وقت الدوري فحسب، بل هنالك أنموذج وتجربة فريدة لمناظر في الدوري السابق محمد حمد، طالب العلوم السياسية والإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، والحاصل على لقبِ أفضل مناظرٍ في الجامعات الفلسطينية عام 2021.

يقول "حمد" لـ"وكالة سند للأنباء": "لم أخُض تجربة المناظراتِ إلا لإدراك وتحديد المشكلات في الواقع الفلسطيني، وإحداث تغيير على هذا الواقع، حيث أنّ مواضيع المناظرات التي طُرِحت لمست قضايا مهمة في مجتمعنا، مِثل: العنف ضد المرأة، واستغلال الشباب تحت مسمّى التطوع".

ويتابع: "منذُ أولِ يومٍ التحقتُ فيه بتجاربِ فن المناظرات، تعلمتُ كيفية الإقناعِ والتقديمِ بوضوح، تعلمتُ كيف أن أكون سريع البديهة، وأن أكون مُستمعًا ومُنصتًا جيدًا، كيف أتواصلُ مع الجمهور بشكلٍ يُناسبهم جميعهم، أيضًا اكتسبتُ معرفةً واسعة متعددة الأوجه في التفكير الناقد بشكلٍ راقٍ وحضاري".

وساعدت المناظرات "حمد" على رؤية وجهات النظر المُخالِفة لموقفه عن طريق تحليل ودراسة وجهة نظر الفريق الـ "خصم"، واحترامها، ومعرفة كيفية الوصول لطريق وسط.

ويحدثنا عما أضافت له هذه المشاركات: "المناظرات ساعدتني على أن أتحدث بطريقةٍ واعية وعميقة أكثر، ورؤية القضية من مُختلف الجوانب، وليس ما تراهُ عيناكَ فقط"، مشيرًا إلى أنّ "الأثر الأهم للمناظرات هو أنني لم أُكن أُلقي خطابًا باسمِ مُحمد فقط، بل خطابًا باسم الضحايا، خطابًا باسم كُل من ليس له صوت".

319188670_541390224670033_2920340879115317794_n.jpg
 

"أفضل مناظر عربي"..

مُشاركة "حمد" في تجربة المناظرات فتحت له بابًا واسعًا في هذا الفن، وعن ذلك يتحدث: "كانت البداية من مُشاركتي في دوري مؤسسة فلسطينيات، ثم المشاركة في بطولة مع مركز خطوة في الضفة الغربية، ثم المشاركة في مناظراتٍ على مستوىً محلي وعالمي".

ويلفت إلى أنّه شارك مع مركزِ "مبادرةِ مناظرة" بتونس في مناظرة ضمت 400 متناظر من دولٍ عربية وأوروبية، وحصل على أعلى تصويتٍ عربيًا وأوروبيًا، كما حاز على لقبِ أفضلِ مناظرٍ عربي وأوروبي.

ثم توسع "حمد" ليبدأ سلسةً من تدريباتٍ ودورات حول فن المناظرات، لطلبةِ الجامعات؛ لـ "خلقِ جيلٍ جديد واعِ يحترمُ اختلاف الرأي، ويدعمُ صوت الحجة والمنطق والدليل، ويتحدثُ عن قضاياه بِكُلِ قوةٍ"، وفق قوله.

319129041_646594170558128_7668542392046716408_n.jpg

319344529_1505015889965674_1431185725147604083_n.jpg
 

مناظر ثم مدرب..

مدرب المناظرات إسحاق حلس تدرج من مناظر إلى مدرب بمؤسسة فلسطينيات بقطاع غزة منذ عام 2016، يلخص تجربته لـ"وكالة سند للأنباء"، فيقول:"المناظرة هي أداة تستخدم لخلق بيئة آمنة للشباب ليمارسوا حقهم بحرية الرأي والتعبير".

ويضيف: "تسلط المناظرة الضوء على قضية جدلية في المجتمع، ويتم وضع مقولة، تحتمل الرأي وضده، وتستخدم الفرق المتناظرة الأدلة والبراهين لتثبت صحة الموقف من عدمه".

وتقيّم لجنة التحكيم إضافة للجمهور أحيانا أداء الفرق المتناظرة، من حيث استخدامه للأدلة والحجج والبراهين والأسلوب، وفق نظام "كارل بوبر".

ويعتمد نظام "كال بوبر" على وجود فريقين كل فريق يتكون من ثلاثة أعضاء، يتوزعون ما بين متحدث أول وثانٍ وثالث يعرضون أفكارهم ويتم المناقشة والاستجواب بين الفريقين، وصولا لخطاب الدعم والإسناد لإجمال الموقف تحت سقف زمني أعلاه ست دقائق.

ويلفت ضيف "سند" "إلى أن المناظرات تتناول قضايا مجتمعية حساسة، تتجنب مناقشة القضايا الدينية والمسلمات والحقائق الغير قابلة للدحض".

وتكمن فكرة المناظرة تغيير نظرة الشباب أنك تملك المهارة والإمكانية لتناقش بشكل منظم أي قضية مثارة بالمجتمع بغض النظر عن أهميتها.

ويؤكد "حلس" "أن المناظرات تسعى لإيصال فكرة تقبل الآخر، دون إفساد للود قضية، بالإضافة لصقل مهارات الكلامية للشباب لتبلور شخصية قيادية لها بصمة في المجتمع".

"فلسطينيات وضعت اللبنة الأولى"..

مديرة مؤسسة فلسطينيات برام الله وفاء عبد الرحمن، راعية دوري مناظرات 18 جامعة بالضفة والقطاع، تقول: "بدأت فلسطينيات بعقد المناظرات من عام 2013، بعد رؤيتها استخدام الشباب كوقود للتحريض بين أقطاب الانقسام الفلسطيني، وغياب لغة الحوار.

وتُعنى مؤسسة فلسطينيات باقتناء مقولات المناظرات التي تدور حول قضايا الشباب، وقضايا النساء، وقضايا الحريات والاعتداء عليها.

وتشير "عبد الرحمن" خلال حديثها لـ "وكالة سند للأنباء"، "إلى أنّ هذه المناظرات هي انعكاس للحالة العامة لقضايا المجتمع الفلسطيني".

وعن مدى تأثير هذه المناظرات على الشباب الفلسطيني في ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي، تُبيّن أن المناظرات تسعى لتقريب وجهات النظر بين الشباب على اختلاف انتماءاتهم، فيخرجون من المناظرات أصدقاء".

وتستطرد: "تحاول فلسطينيات من خلال برنامج المناظرات الحفاظ على النسيج المجتمعي من الانقسام السياسي"، مؤكدةً أن "التغيير الاجتماعي تغيير تراكمي ويحتاج لمدة كبيرة من الزمن، إضافة لزيادة عدد المؤسسات التي تتبنى فكرة المناظرات".

وتطمح في ختام حديثها أن "يشمل دوري المناظرات كل جامعات الضفة والقطاع ككل فلسطيني واحد، وأن ينجح الشباب المناظر بإيصال رسالته للقيادة السياسية يجبرها على إنهاء الانقسام وصولا لإنهاء الاحتلال".


318953981_1182200812381330_2455099569323225971_n (1).jpg