الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور نبع "عين الحلوة".. شريان الحياة المقطوع في الأغوار

حجم الخط
الأغوار الفلسطينية
الأغوار الشمالية - زيد أبو عَرّة - وكالة سند للأنباء

أمسى نبع عين الحلوة شرقي وادي المالح في الأغوار الشمالية سليبا بين يدي المستوطنين، وحراما على المواطن الفلسطيني الوصول لها والتمتع بها أو سقيا لمواشيه العطشى.

فبعد سنوات من التنكيل بمنطقة وادي المالح والتجمعات البدوية المنتشرة فيها، والتضييق على المواطنين والرعاة، استكمل المستوطنون سيطرتهم على نبع عين الحلوة، ورمموا المكان وبنوا بركة تجميع للمياه، لتصبح ملهى لهم بعد أن كانت نبع حياة للفلسطينيين بتلك المنطقة.

ويعد نبع عين الحلوة شريان ونبع حياة للمواطن الفلسطيني في منطقة المالح، قبل أن يسيطر المستوطنون عليه؛ في محاولة لقتل الوجود الفلسطيني في المنطقة، وفق رئيس مجلس محلي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة.

ويضيف "دراغمة" لـ "وكالة سند للأنباء": "عبر سنوات مضت، منعت سلطات الاحتلال المتمثلة بالإدارة المدنية وجيش الاحتلال وسلطة الطبيعة من عمل أي إصلاح أو تغيير في النبع ومحيطه، بعدها أدخلت المستوطنين وسجيّت المنطقة واستصلحت النبع، وأجرت أعمال صيانة وبناء فيه وأصبح مرتعا ومنتزها لهم".

ويتواجد المستوطنون بشكل دائم على النبع تحت حماية جيش الاحتلال، ويمنعون أي فلسطيني أو مواشيهم من الاقتراب منه.

ويلفت ضيفنا إلى أن المستوطنين باتوا يسيطرون ليس فقط على النبع، بل على المنطقة المحيطة به من جبال ووديان ومراعي، وأصبح مجلس المستوطنات هو الحاكم الفعلي على الأرض والجيش يتبع تعليماته، وفق قوله.

317718434_2431251997052164_7633731424640581384_n.jpg

319162070_477130814340060_3136757729962656518_n.jpg
 

بديل مكلف..

وحول البديل للمواطن الفلسطيني في منطقة المالح عن مياه النبع المسروقة، يوضح مهيب فتحي زامل أحد سكان عين الحلوة، أنّهم يضطرون لجلب المياه من عين البيضا وبردلة عبر صهاريج للمياه، وبتكلفة مرتفعة جدا، والتي لا تسلم أيضا من خطر المصادرة المتكررة من جيش الاحتلال.

ويردف "زامل" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "التهديدات لم تعد مقتصرة على جيش الاحتلال أو حراس المستوطنين، بل تعدّت لأن يقوم المستوطنون الرعاة المسلحون في المنطقة بمنع الفلسطيني من الاقتراب من المياه والرعي في المنطقة، وتهديدهم بالقتل وقتل المواشي".

وحال عائلة "زامل" كحال عشرات العائلات التي تسكن منطقة المالح ومحرومة من حقها الطبيعي في المياه والمراعي والحياة الآمنة المستقرة، ويعقّب: "موجود في هذه الأرض أبّا عن جد، جدي عاش طيلة حياته في منطقة المالح، وبالتحديد في عين الحلوة (..) نحن هنا منذ أكثر من 100 عام، أي قبل قيام دولة الاحتلال".

ويلفت إلى أن الاحتلال ينتهج سياسة الحصار والتضييق بحق الوجود الفلسطيني في الأغوار، وبدأ ببسط سيطرته على المياه ثم المراعي، ويهدم أي بناء يقام بالمنطقة؛ بزعم عدم وجود ترخيص، وفي حال السعي لاستصدار التراخيص، فإنه يرفض ذلك ويضع الكثير من العراقيل.

تجمع مدمَّر..

من جانبه، يوضح مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات أن عين الحلوة كانت خربة فلسطينية دمرها الاحتلال عام 1967، ولها عدة مسميات منها: "أم الجمال"، ومنطقة "بيوض"، وقد أقام جيش الاحتلال معسكرا لتدريباته العسكرية في عام 1979، وجرى تحويله إلى مستوطنة.

وشرع الاحتلال منذ نكسة 1967 بالسيطرة على الموارد المائية في الأغوار وسحب المياه الجوفية، مما أثر على نبع عين الحلوة وجفّ بشكل كبير، وفق "بشارات".

ويشير في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن أهالي منطقة المالح حاولوا مرارا ترميم البركة التي دُمّرت بسبب السيول والفيضانات، لكن جيش الاحتلال حال دون ذلك، مضيفًا: "الوضع بقي على ما هو عليه حتى سيّج المستوطنون منطقة عين حلوة موقع البركة سابقا، ومنعوا رعاة المواشي من الاقتراب منها تحت حراسة قوات الاحتلال".

ويبيّن "بشارات" أن السيطرة على نبع "عين الحلوة" تمّت بدعم من مجلس مستوطنات الضفة الغربية ومؤسسة "ريجاليم" الاستيطانية المعنية بمشروعات الاستيطان في الضفة، وهي الجهة ذاتها التي أشرفت على السيطرة الكاملة على "عين الساكوت" في الأغوار قبل ذلك، ولديها مخططات لوضع اليد على كل مصادر المياه في الأغوار.

وكانت تنتشر في الأغوار الشمالية العشرات من ينابيع المياه العذبة والمالحة والينابيع الحارة العلاجية، والتي جف أغلبها بسبب إقدام الاحتلال على حفر الآبار الجوفية، وبسحب مياه الينابيع نحو البؤر الاستيطانية العشوائية التي أقاموها على أراضي المواطنين خلال السنوات الماضية.

317586667_695563482171715_6964415587122603254_n.jpg

318440819_464901085821803_3890740136331590623_n.jpg
 

كنز الأغوار..

ووفقا لإحصائيات رسمية نشرتها الوكالة الرسمية الفلسطينية، فإن الأغوار الشمالية تقع ضمن الحوض المائي الشرقي الأكبر في فلسطين، ورغم ذلك يسيطر الاحتلال على 85% من مياهها، فيما يتحكم الفلسطينيون ب 15% المتبقية، ويزداد معدل استهلاك المستوطن القاطن في الأغوار الشمالية ثمانية أضعاف ما يستهلكه المواطن الذي يقطن في أماكن أخرى.

وتعقيبًا على ذلك، يقول الناشط الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة إن الاحتلال بعد العام 1967 جفف ما يقارب 80 نبعا للمياه، من خلال حفر نحو 13 بئرا للمياه ولأعماق تصل لـ1500 متر لغاية 3000 متر داخل الأرض، بالإضافة إلى سحب مياه نهر الأردن.

ويبين أن تحكم شركة المياه الإسرائيلية "مكروت" بمصادر المياه، وإعطاء الفلسطينيين كميات شحيحة لا تكاد تصل إلى 16% من المياه في أحسن الأحوال، حيث يعاني سكان الأغوار من شح المياه بعد اعتماد جزء منهم على مياه "مكروت".

ويلف "دراغمة" إلى أن الجزء الآخر من السكان يعتمد على الآبار التي وصل عددها 26 بئرا لكن مياهها شحيحة؛ كون الاحتلال يمنع عمليات ترميمها ويسحب المياه بشكل جائر.

ويورد أنّ "حصة المستوطن الإسرائيلي من المياه في الأغوار تصل إلى 420 لترا في اليوم، بينما يحصل الفلسطيني على 10 لترات يوميا؛ رغم أن الأغوار تقع على بحر من المياه وخطوط شركات المياه تمر من تحت مساكن الفلسطينيين الذين لا يستطيعون الاستفادة منها بفعل سيطرة الاحتلال عليها".

318549307_1277078339529787_4866380654129038284_n.jpg

318855453_2971864926449934_7844136438961158092_n.jpg
 

وتنتشر في الأغوار الفلسطينية 36 مستوطنة، وعدد آخر من البؤر الاستيطانية المتزايدة يوما بعد يوم، إلى جانب 34 معسكرا إسرائيلي.

ويحرم الفلسطينيون من أكثر 100 ألف دونم من الأراضي الزراعية والمراعي، بعد إغلاقها من قبل الاحتلال تحت مسميات مختلفة، منها تحت مسمى محميات طبيعية في الأغوار، وتقع عين الحلوة ضمن هذه الأراضي.