الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

معاناة يومية للحصول على كميات قليلة

بالفيديو المياه .. شريان الحياة المفقود في قطاع غزة

حجم الخط
أزمة المياه في خيام النزوح.jpg
تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

يضطرّ آلاف المواطنين في قطاع غزة لقطع مسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة يوميًّا بحثًا عن الماء، ويعودون بكميات قليلة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم، وسط مخاطر ومعاناة متعددة الأشكال.

يقول أيوب عياد -نازح مع أسرته من غزة إلى رفح- لمراسل وكالة سند للأنباء :"لملء جالون مياه أمشي مسافة ألف متر. والمياه أساس الحياة ولا يمكن أن نستغني عنها".

ويوضح عياد (63 عامًا) أنه بعد استشهاد زوجته جراء تدمير الاحتلال منزله في حي الزيتون جنوب غزة قبل 3 أشهر وهم بداخله، أصبح يتقلد دور الأب والأم في الخيمة لخدمة أطفاله الأربعة المفجعين باستشهاد والدتهم وظروف الحياة المروعة التي يعيشونها.

 شح المياه

ومعاناة هذا المسن الفلسطيني في الحصول على المياه، أنموذج حي لإبراز أزمة المياه الطاحنة التي يُعانيها سكان غزة؛ بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة للشهر السابع على تواليا.

وتزداد معاناة السكان يوماً بعد يوم في مختلف قطاع غزة، لزيادة الطلب على المياه مع ارتفاع درجات الحرارة وشح الكميات المتوفرة من المياه في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

وفي رفح -التي يقطنها، نحو 1.2 مليون نسمة معظمهم من النازحين من مدينة غزة، وشمال القطاع- يتجمع العشرات حول نقاط تعبئة المياه المنتشرة في المدينة على مدار الساعة من أجل تعبئة جالونات تعينهم على مواصلة الحياة في الخيام.

ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد حاجة المواطنين للمياه المستخدمة في الاستحمام وغسل أواني الطهي والاستخدامات الشخصية، وفي الوقت نفسه تتقلص قدرتهم على ذلك لشح المياه.

وقال الفتى مصطفى السوري وهو يعبئ عددا من الجالونات لأسرته التي تقيم في إحدى مدارس الإيواء وسط رفح "اليوم الطلب كبير على المياه، وجميع السكان يريدون تعبئة المياه، لكن الكميات الموجود لا تكفي للجميع".

وأضاف أنه كان يملأ جالونات الميه ثلاث مرات في الشتاء يوميا لكن اليوم بالكاد يستطيع أن يملأها مرة واحد فقط في اليوم.

تراجع حصة الفرد من المياه 97 %

وأظهرت معطيات فلسطينية رسمية تراجع حصة الفرد في قطاع غزة من المياه بنسبة 97% جراء الحرب الإسرائيلية وما نجم عنهم من حصار وتدمير واسع لبنية المياه التحتية.

جاء ذلك في تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية بمناسبة يوم المياه العالمي (22 مارس)، سط الضوء على الوضع المائي المتردي في قطاع غزة.

ووفق التقرير؛ أدت حرب الاحتلال على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى انخفاض حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3-15 لترا يوميا مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لترا للفرد يوميا خلال العام 2022.

ويقدر إجمالي المياه المتوفرة حاليا في قطاع غزة بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، بحسب التقرير.

رهف والمهمة الثقيلة

أما الطفلة رهف كتكت (13 عامًا) فتلقي عائلتها عليها مهمة تعبئة وتوفير المياه للخيمة التي يقيمون بداخلها في حي تل السلطان غرب رفح.

تقول الطفلة كتكت بصوت ممزوج بالألم "ماما في ظل الحر الشديد بتطلب مني أن املاء جالونات المياه. ومع انقطاع المياه الحياة أصبحت صعبة كثير".

والمصدر الطبيعي الوحيد للمياه في قطاع غزة هو المياه الجوفية.

مصادر المياه

ويعتمد الفلسطينيون على محطات تحلية المياه وإمدادات المياه القادمة من الأراضي المحتلة منذ عام 1948 لكن بسبب الحرب دمرت عدد من المحطات وإمدادات المياه إلى غزة، وفق نائب مدير مصلحة مياه الساحل في قطاع غزة عمر شتات.

ويوضح شتات لمراسل وكالة سند للأنباء أن قطاع غزة قبل الحرب كان ينتج 300 ألف لتر مكعب يوميا من ثلاثة مصادر للمياه، لكن الكمية المنتجة يوميا الآن لا تتعدى 60 إلى 70 ألف متر مكعب فقط.

مصلحة المياه.jpg
 

ويرجع المسؤول الفلسطيني سبب تراجع ضخ المياه إلى قطع الاحتلال امدادات الكهرباء ووقف توريد المحروقات إلى غزة ما أدى إلى تراجع كمية المياه المنتج إلى 20 بالمئة فقط، مقارنة بما كان يتم إنتاجه قبل الحرب التي اندلعت يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويشير شتات إلى أن مدينة رفح كانت تعاني من ملوحة المياه ونقص في الكميات المستخرجة قبل الحرب واليوم مع تضعف عدد سكانها لخمسة أضعاف تفاقمت هذه الأزمة لكن نحاول مع الشركاء الدوليين توفير احتياجات السكان والنازحين.

وينبه إلى أن توفير خط مياه محلاه من سيناء إلى جنوب قطاع غزة عبر أحد الشركاء بسعة أربع ألاف متر مكعب ساهم في التخفيف من أزمة الطلب على مياه الشرب لكن لم يوفر حلا لأزمة المياه في قطاع غزة.

وتحدث شتات عن تدمير جيش الاحتلال لمقر المصلحة ومخازنها في مدينة غزة والزهراء، وقال: إن كثيرا من المقدرات واللوازم الخاصة بقطاع المياه أصبحت مفقودا وبالكاد نعمل من أجل أن نوفر المياه للسكان.

ويدير شتات المصلحة الآن من رفح من كرفان مصنوع من الصفيح، ويشير إلى أن كل الدعم والإنفاق الدولي لمواجهة أزمة المياه الطاحنة في غزة لن تنجح بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ويوضح أن إنتاج المياه لأكثر من مليوني إنسان قائم منذ ستة أشهر على المولدات وهذا الأمر خطر جدا إذ إن تعطل أي من تلك المولدات سيضعنا أمام كارثة حقيقية ليس في موضوع المياه فقط وانما فيما يتعلق بالصرف الصحي خصوصا في مدينة رفح.

ويؤكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح منذ اندلاع الحرب بإدخال مولدات لتوليد الكهرباء ولا حتى قطع غيار بزعم الاستخدام المزدوج.

مسألة حياة أو موت

وتتدهور جودة المياه بمرور السنين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ضخها لتلبية احتياجات سكان غزة بسرعة أكبر من قدرة الأمطار على التجديد.

ووفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة، فإن الأطفال النازحين حديثا في جنوب قطاع غزة يحصلون على كميات من الماء أقل كثيرا من المطلوب للبقاء على قيد الحياة، وتوقعت وفاة عدد أكبر من الأطفال بالقطاع، في الأيام المقبلة، بسبب الحرمان والمرض.

وأكدت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: "لا يحصل الأطفال النازحون حديثا في جنوب قطاع غزة إلا على 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميا، وهو أقل بكثير من المتطلبات الموصى بها للبقاء على قيد الحياة.

وأوضحت أنه وفقا لمعايير الإغاثة الإنسانية، يبلغ الحد الأدنى لكمية المياه اللازمة في حالات الطوارئ 15 لترا، بما في ذلك مياه الشرب والغسيل والطهي، مبينة أن الحد الأدنى المقدَّر للبقاء على قيد الحياة فقط هو 3 لترات في اليوم.

وأشارت منظمة اليونيسف إلى أن نصف النازحين داخليا إلى مدينة رفح في جنوب غزة، من الأطفال، وقالت إن "الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة في غزة مسألة حياة أو موت".