الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور مسيحيو غزة.. أعياد ميلاد بفرحة منقوصة

حجم الخط
مسيحيو غزة
غزة - مجد محمد - وكالة سند للأنباء

عامٌ بعد عام، لا تزال فرحة مسيحيي قطاع غزة بالاحتفال بأعياد الميلاد منقوصة، يخيم عليها أجواء الحزن، بسبب إجراءات الاحتلال والتنغيص عليهم ومنعهم من المشاركة في أعياد الميلاد في بيت لحم، في انتهاك واضح للقانون الدولي وحرية العبادة.

 

وتبدأ الكنائس المسيحية في غزة، في مثل هذه الأيام، استعداداتها وتجهيزاتها لأعياد الميلاد، التي تبدأ حسب التقويم الخاص بكنيسة الروم الكاثوليك في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، فيما تبدأ بتقويم الكنيسة الأرثوذكس في السابع من يناير/ كانون ثاني القادم.

ومنعت سلطات الاحتلال هذا العام، 382 مواطنا فلسطينيا من غزة، من الاحتفال بالأعياد في كنيسة بيت لحم.

319661100_5517362508392928_3668841211704112390_n.jpg

تصاريح غير صالحة..

المواطن "رامي.ع"، وهو أحد المسيحيين في قطاع غزة، يقول إن الاحتلال يمارس عليهم سياسات القمع من خلال منع المشاركة في احتفالات أعياد الميلاد، وضرب المواثيق الدولية وحقوق الإنسان كافة.

 

ويطالب رامي في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، بحقهم كمواطنين مسيحيين بحرية التنقل بين أرجاء الوطن دون تصريح؛ كونهم في نفس الدولة، متسائلاً: "ما هو المبرر من إصدار التصريح للمشاركة في أعياد الميلاد" وما هي المشكلة الأمنية؟ ولماذا نخضع للفحص الأمني؟ وأين دور الصليب الأحمر؟".

 

ويوضح رامي، أن أعياد الميلاد تشمل العديد من الشعائر الدينية وصلوات في كنيسة المهد في بيت لحم، احتفالاً بميلاد السيد المسيح، وزيارات تتم بين عائلات في قطاع غزة وذويهم في بيت لحم.

 

وأصدرت سلطات الاحتلال نحو 500 تصريح، نصفها غير قابل للاستخدام بحيث يسمح لرب العائلة ويكون كبير في السن، ويمنع اصطحاب ابنه أو زوجته معه، أو إصدار تصريح للطفل للمشاركة في أعياد الميلاد دون والديه، تبعًا لضيفنا.

319568865_553778169534150_3192149884917995590_n.jpg
 

ضرب اقتصاد بيت لحم..

وضمن سياسة التضييق على مسيحيي غزة، واستهداف الاقتصاد الفلسطيني في آن واحد، يمنع الاحتلال السائحين من المبيت في بيت لحم والأراضي الفلسطينية، ويشترط عليهم المبيت في مناطق الداخل المحتل عبر شركات سياحية؛ لمنع مدينة بيت لحم من الاستفادة من العائدات المادية من مئات السياح القادمين للاحتفال بأعياد الميلاد، ناهيك أن الزيارة محدودة تكون لساعات فقط، وفقا للمواطن "نصار.ي" أحد مسيحيي غزة.

 

ويضيف "نصار" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "هناك عائلات لا تزال تحت الفحص الأمني منذ ما يقارب 8 سنوات، ولم تتمكن من الحصول على تصريح"، منتقداً دور المؤسسات الحقوقية والدولية في هذا الجانب.

319661100_1220734268858750_9157584358760247895_n.jpg
 

إرهاب ومنع..

عضو مجلس وكلاء الكنيسة العربية الأرثوذكسية بغزة إلياس أبو جلدة، رصد منع الاحتلال 382 مواطنا فلسطينيا من غزة، الاحتفال بالأعياد في كنيسة بيت لحم هذا العام.

 

ويقول أبو جلدة في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" إنّ الاحتلال أصدر تصاريح لشخصيات توفيت، أوّ لكبار في السن لا يستطيعون السفر لوحدهم، معتبرًا هذه الإجراءات بمنزلة "مادة للسخرية" يحاول الاحتلال تمريرها على شعبنا، في ظل رغبته الجامحة بتخريب أجواء الأعياد.

 

ويلفت، إلى أن حالة المنع تأتي استمرارًا لـ "جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء غزة، وفي القلب منهم المسيحيون، الذين طالهم ذات الأذى، نتيجة تداعيات الحصار وارتفاع في نسب البطالة وغيرها من الإجراءات الإجرامية"، وفق وصفه.

319534790_702310261513202_3853341301384064547_n.jpg
 

ويكمل "ضيف سند" أنّ الحروب المتتالية على غزة، استهدفت منشآت ومنازل أدتّ لارتقاء مواطنين مسيحيين، واصفا إجراءات الاحتلال بحق شعبنا بـ"القمع الديني" تجاه كل مكونات الشعب.

 

ورغم هذه الإجراءات إلّا أن المسيحيين بغزة، نجحوا في بناء مؤسسات مهمة تخدم المجتمع الفلسطيني بأسره، حيث تم بناء 6 مدارس، علاوة عن المستشفيات والعيادات، إضافة لمؤسسات تعنى بالمجتمع المدني، تبعًا لقوله.

 

ويوضح "أبو جلدة" أنّ تمويل هذه المؤسسات تضررّ على غرار عملية التقليص التي طالت المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين.

بربارة المسيح..

من جهته، يشير المطران انطونيوس حناينا العكاوي الجليلي، إلى ما يعانيه سكان القطاع بشتى انتمائاتهم الدينية، مؤكدًا أنّ الإرهاب الإسرائيلي لا يفرق بين مسيحي ومسلم في غزة".

 

ويقول حناينا لـ"وكالة سند للأنباء": "المسيحي الفلسطيني يشعر بانتمائه لقضيته، وأنه جزء رئيسي في معركة التحرير، فنحن كما حاربنا سابقا لجوار صلاح الدين الأيوبي، سنحارب اليوم بجوار الصلاح الجديد لتحرير أرضنا".

 

ويردف: "الاحتلال يقود المنطقة لحرب دينية، رغم قناعتنا بأن كل إجراءاته هي عدوان وصراع يدور حول: من هو صاحب الحق".

 

ويرفض حناينا تعامل أي جهة كنسية عالمية مع "إسرائيل"، مضيفاً: "لا يوجد قيمة أخلاقية ولا دينية أن تتعامل مع سارق أرض ومن يسلب حقوق الآخرين".

 

ويتابع: "نحن متمسكون بأرضنا بما تمثله من عنوان للهوية الوطنية والدينية، ونعيش بأمن وسلام وحوار دائم مع أبناء شعبنا بشتى انتماءاتهم سوى كانوا مسلمين أو حتى من يهود السامرة الذين يرفضون "إسرائيل" ويعتبرونها مشروعا استعماريا".

319060828_1232154467367973_7093233507642400597_n.jpg
 

ويحدثنا ضيفنا عن الطقوس التي يحتفي بها المسيحيون خلال العيد، ومنها طبق "البربارة"، وهو طبق من القمح والمكسرات، ويعدّ الطبق الرئيسي الذي يقدم في الأعياد المسيحية، "وينسب للقديسة بوبارة التي اختبأت خلف سنابل القمح من والدها، وارتدت قناعا بات يمثل أيقونة للأطفال الذين يرتدون الأقنعة اليوم".

 

ويوضح حنانيا، أنّ هذه الطقوس تعبر عن المحبة التي تجمع الشعب الفلسطيني بكل طوائفه وانتماءاته.

 

ذرائع واهية..

بدوره، يؤكد المدير التنفيذي لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان علاء السكافي، أن "إسرائيل" تتحجج بذرائع واهية وغير مبررة في منع مسيحيي غزة من المشاركة في أعياد الميلاد، كوجود أقارب لهم مكثوا في مناطق الضفة الغربية والقدس بشكل يعتبروه غير قانوني، أو تخلفوا في العودة لقطاع غزة.

 

ويلفت السكافي، في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إلى التصاريح الوهمية التي تصدرها سلطات الاحتلال، بمعنى أن يمنح التصريح للطفل القاصر، وعدم السماح لوالديه، وبالتالي عدم تمكنهم من مغادرتهم قطاع غزة.

 

ويبيّن أن إجراءات الاحتلال تهدف للتنغيص على المسيحيين في قطاع غزة، ودفعهم للهجرة وعدم المكوث فيه، مشيراً إلى أنها ليس المرة الأولى التي يتم فيها منع المسيحيين من المشاركة في أعياد الميلاد، وزيارة الأماكن المقدسة في بيت لحم والقدس.

 

ويشير "ضيف "سند"، لوجود العديد من المتابعات مع مراكز حقوقية سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل، التي تعنى بشؤون حرية الحركة والتنقل، والتوجه بطلبات والتماسات للمحكمة العليا الإسرائيلية، ولكن في معظم الحالات التي نتقدم يتم بها رفضها والاستمرار في عملية المنع.

 

ويردف السكافي: "على الصعيد الدولي، كان هناك تحركات من خلال المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، ولكن الضغوط غير مجدية وغالباً لا يتم الضغط بشكل جدي".

 

ويختم بالقول: "هناك انتهاك صارخ من قبل الاحتلال لاتفاقية جنيف الرابعة بإقامة الشعائر الدينية وحرية العبادة والتنقل، وهو ما ينطبق على المواطنين المدنيين في قطاع غزة".

319829548_684666316618727_2524007802141812186_n.jpg 
319580475_491910129474277_2072899637887414898_n.jpg 
319440653_526213152782444_3983142592389288446_n.jpg 
318909150_1126379824737621_6793341187381231321_n.jpg