الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

"الوردة السوداء".. 15 عامًا على اغتيال بنظير بوتو

حجم الخط
بنظير بوتو - رئيس وزراء باكستان السابقة.jpg
إسلام أباد - وكالات

يُصادف اليوم 27 كانون أول/ ديسمبر 2022، الذكرى الـ 15 لاغتيال بنظير بوتو، التي كانت تولت منصب رئيسة الوزراء في باكستان لفترتين منفصلتين.

واغتيلت "بوتو" بإطلاق الرصاص تجاهها، يوم 27 ديسمبر 2007، بعيد إلقائها كلمة في تجمع لأنصارها في مدينة روالبندي.

الاغتيال.. المحاولة الثانية أصابت الهدف

بعد حديثها أمام الحشد في محاولة منها للعودة إلى الحياة السياسية مجددًا، استقلت "بوتو" التي كانت تعرف بـ "الوردة السوداء" سيارة مصفحة، لكنها في اللحظة الأخيرة أطلت منها لتودع الحشود، فانطلق الرصاص في اتجاهها، ثم فجر انتحاري نفسه في الجموع.

قتل في الهجوم ما لا يقل عن 23 شخصًا، ونقلت بنظير بوتو إلى المستشفى بإصابات خطيرة، وفي غرفة العمليات، ومن دون أن تستعيد وعيها، فارقت الحياة، وكانت حينها تبلغ من العمر 54 عاما.

لقيت بنظير بوتو حتفها في محاولة الاغتيال الثانية. وكانت قد جرت محاولة اغتيالها قبل ذلك بشهرين في 18 أكتوبر 2007، في أول يوم بعد عودتها من الخارج إلى بلادها.

في ذلك الوقت دوى انفجاران وسط حشد من الأنصار في طريق موكب بوتو، وقتل حوالي 139 شخصا وأصيب 500، ولم تصب بنظير بسوء، لتفارق الحياة بالحادثة الثانية قبل 4 أيام من نهاية عام 2007.

من هي بنظير بوتو؟

توصف بوتو، وهي الابنة البكر لأربعة أبناء لرئيس الوزراء الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو من زوجته الثانية الإيرانية نصرت أصفهاني، بأنها واحدة من أكثر سياسيي القرن الـ 20 إثارة للجدل.

وفي كثير من الأحيان كانت تقارن بكليوباترا!. وقد كانت أول امرأة ترأس حكومة بلد مسلم. وهي سليلة أمراء حكموا مقاطعة السند الهندية.

تلقت تعليمها في جامعتي هارفارد واكسفورد وتخرجت منهما بمرتبة الشرف، وفعلت الكثير أثناء توليها رئاسة الحكومة في بلادها في فترة أولى بين عامي 1988– 1990، وثانية من 1993- 1996 من أجل اكتساب المرأة في بلادها المزيد من الحريات.

وبظهورها أيضا أصبح الدواء مجانيا، وعلّقت عليها آمال في الاستقرار وتجذر الديمقراطية، إلا أن الفساد في عهدها ازدهر، وكان يشتبه في تورطها في غسيل ملايين الدولارات، وحتى في جرائم قتل.

محن "الوردة السوداء"..

رغم أن "الوردة السوداء" ولدت كما يقال وفي فمها ملعقة من ذهب، إلا أنها مرت بمحن قاسية؛ فقد اعتقلت ووضعت خلف القضبان خلال الانقلاب الذي أطاح بوالدها رئيس الوزراء الباكستاني الشهير ذو الفقار علي بوتو، الذي يعد صاحب مشروع القنبلة النووية الباكستانية.

وقد صرّح "ذو الفقار" في عام 1965 عندما كان حينها وزيرًا لخارجية بلاده أن الباكستانيين على استعداد لأكل الأعشاب كي تدخل بلادهم إلى "النادي النووي".

نفذ نظام الجنرال ضياء الحق الذي انقلب على بوتو، حكم الإعدام في والدها ذو الفقار علي بوتو في عام 1979، على الرغم من النداءات التي وجهها قادة دوليون بعدم تنفيذ الحكم.

وعن محنتها القاسية في السجن، كتبت بنظير بوتو في سيرة ذاتية عن تلك الأيام تقول: "حرارة الصيف حوّلت زنزانتي إلى فرن ملتهب. الجلد متصدع ومتآكل، وتساقط جلد اليدين إلى أشلاء".

وتابعت: "كان الوجه مغطى بالبثور، وتساقط الشعر. كانت الزنزانة مليئة بجحافل من الحشرات. للتواري عنها، تغطيت من الرأس ببطانية، ولم أكن أخلعها إلا حين يصبح التنفس صعبا".

فضيحة فساد أنهت حكمها..

أنهت فضيحة فساد مدوية ولايتها الحكومية الثانية. واشتبه في قيام بنظير بوتو وزوجها آصف علي زرداري بغسيل 12 مليون دولار تم الحصول عليها بشكل غير قانوني من خلال البنوك السويسرية.

أصر مرتضى؛ شقيق بنظير، على إجراء تحقيق شامل في هذه القضية، إلا أنه توفي في ظروف غامضة خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في عام 1996.

وتوجهت أصابع الاتهام في مقتله إلى بنظير وزوجها الذي أصبح في وقت لاحق رئيسا للوزراء واشتهر بلقب "آصف 10 بالمئة" في إشارة إلى شغفه بالعمولات.

مغادرة باكستان..

خوفا منها من الملاحقة، غادرت بنظير بوتو مع أطفالها البلاد في عام 1999، وأقامت في البداية في دبي، ثم في لندن، وألقت محاضرات في جامعات مختلفة حول العالم، واستمرت أيضا في دعم قيادة "حزب الشعب".

وعادت "الوردة السوداء" إلى بلادها في عام 2007 لتلاقي مصيرها المأساوي هناك، حيث فارقت الحياة بعملية اغتيال ثانية، بعد أن فشلت الأولى حتى في الوصول لها وإصابتها.