الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"شهد".. الشهيدة والمولودة اليتيمة!

89 عامًا على إعدام "أبطال عكا" الثلاثة

حجم الخط
-1374644400.jpg
أحمد البيتاوي- سند للأنباء

في مثل هذا اليوم، وقبل 89 عامًا تحديدًا، سار 3 شبان بخطى ثابتة نحو مقصلة الإعدام، رحلت أرواحهم إلى السماء، بينما بقيت أسماؤهم محفورة بعمق في تاريخ الشعب الفلسطيني المعاصر.

محمد جمجوم، فؤاد حجازي، وعطا الزير، ثلاثة شبان أعدمتهم سلطات الانتداب البريطانية يوم 17 حزيران/ يونيو 1930، في سجن القلعة بمدينة عكا، لدورهم في ثورة البراق والتصدي للأطماع الصهيونية.

تعود بداية الحكاية، عندما اعتقلت قوات الشرطة البريطانية عشرات الفلسطينيين الذين شاركوا في ثورة البراق التي اندلعت في آب/ أغسطس 1929، عقب تنظيم المستوطنين اليهود مظاهرة ضخمة في شوارع القدس إحياءً لما يسمى "ذكرى تدمير هيكل سليمان".

في بادئ الأمر، أصدرت محاكم الانتداب البريطانية، أحكامًا بإعدام 26 معتقلًا، لتقوم بعدها بتحويل الأحكام للسجن المؤبد بحق 23، والإبقاء على عقوبة الإعدام بحق ثلاثة سبان.

يوم تنفيذ عقوبة الإعدام أظهر الشهداء الثلاثة شجاعة منقطعة النظير في تحدٍ واضح لسلطات الانتداب وعدم الخوف من الموت المحقق، فأخذوا يزاحمون بعضهم، كل يريد الشهادة قبل رفيقه، بينما طلب عطا الزير أن يُنفذ حكم الإعدام بحقه دون قيود.

من هم الشهداء الثلاثة؟

تلقى الشهيد محمد خليل جمجوم المولود عام 1902 دراسته الابتدائية في مدينة الخليل، عرف بمقاومته للصهاينة ورفضه للاحتلال.

كان يتقدم المظاهرات احتجاجًا على مصادرة الأراضي الفلسطينية، كما شارك في ثورة العام 1926 دفاعًا عن المسجد الأقصى، مما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله.

في حين ولد الشهيد عطا الزير في مدينة الخليل عام 1895، عمل في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة، عُرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية.

أما الشهيد فؤاد حجازي (أصغر الشهداء سنًا) فهو من مواليد مدينة صفد عام 1904، تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الأسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.

وصية الشهداء

قبل تنفيذ الإعدام، سمحت سلطات الانتداب للشهداء الثلاثة بكتابة وصاياهم، فجاء فيها "الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة".

وأضاف الشهداء: "في آخر حياتنا لنا رجاء إلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى: ويروغ منك كما يروغ الثعلب".

وتابعوا: "على العرب في كل البلدان العربية والمسلمين أن ينقذوا فلسطين مما هي فيه الآن من الآلام وأن يساعدوها بكل قواهم، وأما رجالنا فلهم منا الامتنان العظيم على ما قاموا به نحونا ونحو أمتنا وبلادهم فنرجوهم الثبات والمتابعة حتى تنال غايتنا الوطنية الكبرى".

 وختموا وصيتهم: "نرجو أن تكتبوا على قبورنا، إلى الأمة العربية الاستقلال التام أو الموت الزؤام وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت".

وقد خلَّد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في إحدى قصائده قصة الشهداء الثلاثة، وغنتها فرقة العاشقين، ويقول مطلعها: "كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد وصاروا مثل يا خال، طول وعرض لبلاد".

"من سجن عكا طلعت جنازة، محمد جمجوم وفؤاد حجازي، جازي عليهم يا شعبي جازي، المندوب السامي وربعه عموما".