الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

كيف تتعامل عند شعور طفلك بالملل؟

حجم الخط
طفل
أبو ظبي - وكالات

غالبية الأطفال يعيشون هذه الأيام فترة إجازة نصف العام، بعيداً عن التزامات المدرسة التي كانت تستأثر بمعظم ساعات يومهم- وبالتالي أصبحت أيامهم أرضاً خصبة للشعور بالملل بشكل عام.

وهنا يظهر سؤال يوجَّه للأب.. كيف تتعامل عند شعور طفلك بالملل؟ هل يغريك السؤال فتسارع بوضع الخطط وتوزيع الأفكار للقضاء على الملل؟ أم تترك الأمر على ما هو عليه.. ليحل طفلك وحده المشكلة.. مع مراقبته من بعيد؟! مما يضمن للطفل بعض الاستقلالية!.

احرص على عدم المسارعة بوضع الحلول.. لملل طفلك

من المغري جدّاً تقديم حلّ سريع للأطفال الذين يعبّرون عن إحساسهم بالملل، ولكن يجب الحرص على عدم المسارعة بتزويدهم بقائمة طويلة من الأفكار مباشرة.

كما أن رد الفعل السريع يجعل الآباء من الناحية التربوية والنفسية، وكأنهم يتحكّمون بتجربة أطفالهم، وبدلاً من ذلك، عليهم أخذ الوقت الكافي والجلوس مع أطفالهم، وأن يسمحوا لهم بالتحدث معهم.

حيث إن الشعور بالملل يمكن أن يؤدّي إلى طريقين: الأول اتجاه الاختراعات والفنون والاكتشافات الجديدة، والاتجاه الثاني، يمكن أن يسبب معاناة نفسيّة للطفل.

أسباب شعور الطفل بالملل

الملل هو ببساطة الشعور بفقدان الاهتمام، ويمكن أن يتّخذ أشكالاً عديدة عند الأطفال؛ لذا يستحق الأمر أن يتعمّق الآباء في البحث عن أسبابه.

قد يرجع الشعور بالملل إلى افتقاد الطفل للراحة والاهتمام، بسبب ما يحسه من إرهاق، والراحة تمنحه علاجاً شافياً وطاقة لاستعادة الاهتمام أو اللعب.

واحتمال آخر يبرر إحساس الطفل بالملل، وهو حاجته إلى التواصل البشري؛ أيْ يريد أن يكون مع شخص يحبه!

وهذا الوقت هو الذي يضع فيه الآباء الأشياء العديدة التي تأخذ وقتهم، وتقديمه وقتاً ثميناً للجلوس والتحدّث والتضامن مع أطفالهم.

ولا يتطلّب الأمر أكثر من ذلك، لكن إذا كان الطفل وحيداً؛ فيفضل مشاركته اللعب لبضع دقائق حتى يشعر بالرضا.

ولكن من المهم في كل حالات تعبير الأبناء عن الملل، الحرص على عدم المسارعة إلى تزويدهم بقائمة طويلة من الأفكار مباشرة.

كيف تتعامل عند شعور طفلك بالملل؟

بدايةً، عليك الاهتمام الدقيق بالسبب الحقيقي وراء شعور الطفل بالملل، بمعنى: لا بد من التيقن إذا كان الملل متعلّقاً بالإنهاك أو الحاجة إلى الاهتمام فعلياً، أم أن الطفل يشعر بالملل الاعتيادي حقّاً.

بالنسبة للطفل الصغير، يمكن للوالدين اتباع نهج حماسيّ نشط، بأن تذكّره بممارسة الأنشطة التي ربّما لم يكن قد أخذها في الاعتبار.. وللأطفال في سن الخامسة وما فوق، تُعتبر المشاركة الكلاميّة استجابة أكثر فاعليّة.

وهناك أمرٌ مهم.. وهو عدم تقويض قدرات الأطفال على اتخاذ قرار بشأن أفكارهم الخاصّة، لما يجب عليهم فعله حيال الشعور بالملل.. ولهذا، المطلوب من الآباء توجيه الطفل برفق من دون فرضٍ أو إلزام.

وذلك حتى يصبحوا مستقلّين في تفكيرهم، وقم أنت بتدعيم هذه الأفكار والتوسع فيها؛ بل وإضافة الاقتراحات عليها.. وتأكد من الطفل إذا قام بالاختيار بنفسه.. فلن يكون الملل مشكلة أبداً.

عكس المشكلة مع الأطفال الذين عادةً ما يكون لديهم جدول مليء بالنوادي والرياضات خارج المدرسة كلّ يوم؛ فهم ليس لديهم وقتٌ للملل حرفيّاً، وبالتالي فهم لا يعرفون كيفيّة التعامل معه حقّاً.

الروتين اليومي يسبب الملل

على الآباء أن يدركوا أن قيام الطفل بشيء ما على نحو دائم، في شكل أنشطة منظمة وضمن جدول زمنيّ دقيق، غالباً ما يجعل الأطفال يتخلون عن استقلاليّتهم وشعورهم بالتحكم الذاتي بحياتهم؛ مما يقتل الفضول لديهم.

عكس الإحساس بالاستقلاليّة؛ فهي تمنح الأطفال الفهم بأنّ الأشياء تحت سيطرتهم؛ مما يشجع الأطفال على اتخاذ قراراتهم الخاصّة حول ما يجب القيام به، ومتى يفعلونه فعلاً.

لذا، فرغم أنّ الأطفال المستقلّين والمتحكّمين بذاتهم يمكن أن يصابوا بالملل، لكن نادراً ما تكون هذه مشكلة بالنسبة لهم؛ لأنّهم يعرفون ما يجب عليهم فعله بعد ذلك.

على الآباء منح الأطفال الوقت والحريّة لمتابعة اهتماماتهم الخاصّة.. ودعم شعور الأطفال بالاستقلالية والتحكم بذواتهم، من خلال دعم قدرتهم على اتّخاذ خياراتهم الخاصّة؛ ليكونوا فضوليّين، ويتبعون اهتماماتهم الخاصة.