الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

تساؤلات يُجيب عليها خبراء..

الهزات الأرضية تطال فلسطين.. هل نحن على موعد مع زلزال مدمر؟

حجم الخط
زلزال
غزة-فاتن الحميدي-وكالة سند للأنباء

بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا والشمّال السوري، وما تبعه من ارتدادات أرضية شعر بها سكّان عدة دول، كان آخرها الهزّة التي ضربت فلسطين مساء أمس الثلاثاء، فُتح الباب أمام الكثير من التساؤلات حول إمكانية تعرض فلسطين لهزات شديدة، وهل هناك خطرٌ يحدق بفلسطين؟

يجيبنا على هذه التساؤلات عدد من المختصين في هندسة الزلازل وإدارة الأزمات والكوارث في أحاديث منفصلة لـ"وكالة سند للأنباء".

ما علاقة هزة نابلس بزلزال تركيا؟

وحول الهزة الأرضية التي تمركزت في مدينة نابلس بقوة 4 درجات على مقياس ريختر، وشعرت بها المدن المجاورة وقطاع غزة، يوضح المختص في وحدة هندسة الزلازل بمدينة نابلس كريم الجوهري أنها تصنف ضمن الهزات الضعيفة إلى الأقل من المتوسطة، نافياً إلحاقها أي ضرر أو خسائر بشرية ومادية.

ويؤكد ضيفنا أن تعرض المنطقة لهذا النوع من الزلازل أمر طبيعي كون فلسطين تقع على صدع زلزالي في منطقة البحر الميت.

ويُرجع "الجوهري" هذه الهزة إلى أمرين، الأول تأثرها بالزلزال المدمر الذي ضرب الجنوب التركي وشمال سوريا مخلفاً طاقةً أثرت على المناطق المجاورة، والأمر الآخر أنه زلزال منفصل لا علاقة له بما حدث آنفاً، وكلاهما متوقعاً.

لا يُستبعد توقع حدوث هذه الهزة بسبب زلزال تركيا، لكن لا يمكن الجزم أنها المسبب، نظراً لأنه زلزال اعتيادي تكرر في فلسطين كثيراً كان آخره قبل عام، وسيحصل مستقبلاً دون أن يتسبب بأي خسائر " وفقاً لحديث "الجوهري".

أما مدير مركز الزلازل الفلسطيني في جامعة النجاح رضوان الكيلاني، يقول لـ"وكالة سند للأنباء"، إن هزة "نابلس"، من التسجيلات الروتينية للنشاط الزلزالي على صدوع حفرة الانهدام، ولا علاقة له بما حدث في تركيا من هزات ارتدادية.

ويتابع، أن ما حدث هو تكسرات في الصخور على أعماق ضحلة سُجلت بقوة 3.7 درجات شعر بها أهالي نابلس، مرجعاً هذا الشعور بالزلزال إلى وجودهم في مبانٍ مقامة على تربة تعمل على التضخيم الزلزالي، فمع مرور الأمواج بهذه التربة تزداد ضخامتها، ما يُشعر المواطن بهذه الهزة.

 

هل فلسطين منطقة زلزالية؟

وبِذِكر بعض التفاصيل الزلزالية عن منطقة فلسطين، يوضح البروفيسور زياد أبو هين لـ"وكالة سند للأنباء"، أن مركز الهزة الأرضية التي وقعت بالأمس هو البحر الميت، وتبعد عن مدينة نابلس 10 كلم.

وبحسب "أبو هين" تشكل هذه المنطقة -البحر الميت وغور الأردن- منطقة الصدع الرئيسي العالمي والمعروف بـ"الصدع العربي الأفريقي"، حيث يمر هذا الصدع على طول الحدود بين فلسطين والأردن ويمر بسوريا ولبنان وينتهي في تركيا حيث وقع الزلزال المدمر.

يصنف خبير الزلازل "أبو هين" الحركات الزلزالية إلى ثلاثة أنواع، تباعدية كما اللوح العربي الأفريقي وشبه الجزيرة العربية وزلازله ضعيفة، أما النوع الثاني فهو حركة تصادمية كما يحدث بين لوح شبه الجزيرة العربية وجبال إيران وتكون زلازل عنيفة جداً تزيد عن 7 درجات، وحركة انزلاقية كما يحدث بين فلسطين وغور الأردن والبحر الميت.

وفي حديث مُطمئن، يلفت "أبو هين" إلى أن فلسطين لا تصنف كمنطقة شديدة الزلزلة؛ إلا أن زلزال تركيا البالغة قوته 7.8 درجات ساهم بتفريغ طاقة كبيرة من باطن الأرض، تعادل ما قدره 6 مليون و270 ألف طن من مادة الـ TNT، ما أحدث خللاً في تركيا والمناطق المجاورة لها التي تأثرت بهذا الزلزال.

وعلى إثر ذلك، يشدد "أبو هين" على ضرورة أخذ الحيطة والحذر في فلسطين كونها منطقة تقع على صدع زلزالي، وهي من المناطق المجاورة لتركيا التي قد تشهد تأثراً متوقعاً من هذا الزلزال.

وتعتمد الهزات الزلزالية على عدد من العوامل التي يذكرها ضيفنا، منها البنية الجيولوجية، فالمناطق ذات الصخور الصلبة تحظى بمقاومة أكبر للهزات الزلزالية ولا تساعد في تضخيم العملية الزلزالية.

أما التربة الطينية فتعد الأقوى تأثيراً لمساعدتها في تقوية الهزات الزلزالية، وأخيراً التربة الرملية التي تمتص بعض الموجات الزلزالية تتأثر بشكل أقل.

وفي المدن الساحلية وقطاع غزة، يبيِّن "أبو هين" أن تربة القطاع تختلط بين الطينية والرملية، إضافة إلى البنية التحتية المهترئة والضعيفة بفعل الحروب والتفجيرات المتتالية من الاحتلال الإسرائيلية، إلا أن القرب من الشاطئ يساعد على امتصاص جزء من الطاقة الزلزالية.

ماذا عن تسونامي؟

تُثار التساؤلات والمخاوف عن خطر تشكل ما يُعرف بـ"تسونامي" وهو مجموعة من الأمواج العاتية التي تنشأ من تحرك مساحة كبيرة من المياه بفعل الزلازل والتحركات العظيمة.

وبهذا الصدد، ينفي ضيفنا "أبو هين" وقوع "تسونامي" في دول البحر المتوسط، مرجعاً ذلك إلى أن أمواج تسونامي تحدث في المحيطات حيث يكون عرض الموج كبير وقد يصل ارتفاعها إلى 40 متراً، بينما عرض موجات البحر المتوسط أقل من أن تحتمل تسونامي، لكن الذي يحصل في البحر المتوسط هو سلسلة من المد والجزر البحري.

نصائح مهمة..

وينصح "أبو هين" باتباع بعض الإجراءات البسيطة حال حدوث الزلال أبرزها التخلص من المقتنيات الثقيلة المعلقة في الأسقف والجدران كالبراويز والنجف، وفي حال حدوث رجة زلزالية يتوجب البقاء في المكان الأكثر صلابة في البيت، مثل بيت الدرج، أو تحت حزام الباب مع حماية الرأس من أي خطر.

يشدد ضيفنا على ضرورة إغلاق صمام الغاز وفصل الكهرباء، كذلك تجهيز حقيبة بالأوراق الثبوتية والمهمة والأموال، إضافةً إلى بعض المعلبات والمأكولات.

لا تخرج مسرعاً مع الهزة الأولى وانتظر، أما إذا تعرض المكان لهزة جديدة أقوى اخرج فوراً، مع تجنب الوقوف في أماكن الضغط العالي وأعمدة الكهرباء في الطرقات.

أما إذا كنت تقود السيارة، فاركنها جانباً وتوقف عن قيادتها وانزل منها، وإن كنت ماشياً لا تركب أي سيارة وابتعد عن الأبنية العرضة للسقوط.