الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

شخصيات مسيحية: استهدافٌ لا ينفصل عما تعرض له "الأقصى"..

قيود على احتفالات المسيحيين بـ "سبت النور".. استكمال للحرب الدينية ضد الفلسطينيين

حجم الخط
سبت النور
غزة - وكالة سند للأنباء

حذرت شخصيات مسيحية فلسطينية اليوم الخميس من تداعيات القيود التي فرضتها سلطات الاحتلال على المحتفلين بـ "سبت النور" في مدينة القدس، معتبرةً ذلك "استكمالًا للحرب الدينية" التي شنّتها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني منذ بداية شهر رمضان الفضيل.

ووصفت هذه الإجراءات بأنها "عنصرية" للتضييق على حرية الفلسطينيين في الوصول إلى أماكنهم المقدّسة، مؤكدةً أنها لا تنفصل عن القيود التي فرضها ضد حرية العبادة الخاصة بالمسلمين في المسجد الأقصى المبارك، وهي وجه آخر للحرب المعسورة التي تشها ضد "الأقصى" من تنكيل واستباحة لحرمته وقمع المصلين.

وكانت سلطات الاحتلال قد فرضت قيودًا مشددة على احتفالات المسيحيين في مدينة القدس بيوم "سبت النور" عبر نصب الحواجز العسكرية في البلدة القديمة ومحيط كنيسة القيامة، وتحديد عدد المصلين في الكنيسة، إلى حد يعادل نسبة هامشية، عما تشهده الكنيسة منذ سنوات طوال.

كما منعت سلطات الاحتلال المسيحيين من أبناء قطاع غزة كليًا من القدوم إلى القدس والصلاة فيها، بمناسبة العيد.

و"سبت النور" أو "السبت المقدس" هو آخر يوم في أسبوع الآلام عند المسيحيين، ويستعد فيه المسيحيون لـ "عيد الفصح"، وهو نفسه "عيد القيامة" الذي يوافق يوم الأحد، ويرمز وفق معتقدات المسيحيين إلى عودة "المسيح عليه السلام أو قيامته بعد صلبه".

حرب دينية ضد الفلسطينيين..

بدوره، وصف رئيس دير الروم الملكيين الكاتوليك برام الله، الأب عبد الله يوليو التضيقيات الإسرائيلية على المسيحيين بأنها "حرب دينية واضحة ضد الشعب الفلسطيني".

وأشار "يوليو" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أنّ الاحتلال لم يتغير ودائما يمنع الوصول للأماكن المقدسة، في ظل الحواجز والسواتر التي ينصبها، مضيفًا أن أجواء الفرح "غير مكتملة" لأن الاحتلال يُصر دائمًا على تنغيص بهجة أعياد الفلسطينيين سواءً المسيحية أو الإسلامية.

وتابع: "أعيادنا منقوصة، وأجواء رمضان كانت غاية في الحزن على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المصلين المسلمين".

ولفت النظر  إلى أن "سبت النور" يركز على فكرة طريق آلام المسيح؛ "لنتعلم كيف نُضحي بأنفسنا من أجل أن نصل لما نسعى لأجل، وهذا أملنا كشعب".

استهداف شامل..

من جهته، شدد رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني، أنّ هذه الإجراءات تأتي تأكيدًا للنهج الإسرائيلي باستهداف كل من هو غير يهودي، ومنع المسلمين والمسيحيين على حد سواء من ممارسة حقهم الطبيعي في العبادة، والوصول للأماكن المقدسة.

واعتبر "دلياني" في تصريحٍ مع "وكالة سند للأنباء" إجراءات الاحتلال خرقًا فاضحًا للقانون الدولي والاتفاقات الدولية والحقوق الإنسانية، وتجسيدا للعنصرية التي بنيت عليها دولة الاحتلال.

ولفت إلى أنّ هذه الإجراءات ليست وليدة اللحظة، إنما ترافقت مع عمر احتلال فلسطين ونشوء ما يُسمى بـ "دولة إسرائيل"، "فهو كيان قمعي عنصري دموي قائم على فكرة يهودية الدولة وقمع أي حرية دينية أخرى".

لعب في النار..

وفي السياق قال الأب أنطونيوس حنانيا العكاوي الجليلي، إن الإجراءات الإسرائيلية بحق المسيحيين "عنصرية ودامية"، مؤكدًا أن: "العدو يلعب في النار عبر حرب مستعرة يستهدف فيها الشعب الفلسطيني بأطيافه وألوانه الدينية والسياسية كاملة".

وتابع الأب "حنانيا" لــ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال لا يتورع عن  اتخاذ أي إجراء يمسّ  حقوق الشعب الفلسطيني، "فقد هاجم المسلمين في شهر رمضان المبارك وشن حربًا ضد المعتكفين الآمنين، والآن يُضيّق على المسيحيين في أعيادهم، كما يُحاصر وجود طائفة السامرية اليهودية".

وحذر من تداعيات الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين من مختلف الديانات، مضيفًا أن ذلك سوف يُشعل النار بالقدس ويزيد من حدة توتر الأوضاع الميدانية.

وبحسب ما أوردته لجنة المتابعة العليا في الداخل المحتل فإن سلطات الاحتلال فرضت دخول ما لا يزيد على 1800 شخص إلى كنيسة القيامة يوم "سبت النور"، بمن فيهم رجال الدين والراهبات والطواقم العاملة، من مختلف الكنائس الشرقية".

ونوّهت "لجنة المتابعة" إلى أنّ الكنيسة وباحتها وجوارها قادرة على استيعاب ما يزيد على 10 آلاف شخص، ما يعني حرمان الآلاف من الوصول إلى كنيسة القيامة، في هذا اليوم الذي يعد "من أكثر الأيام قدسية".

وكانت "كنائس القدس" قد عبّرت أمس الأربعاء عن رفضها لكل محاولات سلطات الاحتلال التضييق على المحتفلين بـ "سبت النور" في القدس، مشيرةً إلى أن الاحتلال فرض قيودًا غير معقولة وغير مبررة وغير مسبوقة على الوصول إلى كنيسة القيامة.

وأوضحت أن هذا الأسبوع هو أسبوع الآلام، الأسبوع الأقدس للمسيحيين، ويتمثل الاحتفال بمراسم سبت النور التي يشهد المؤمنون خلالها إضاءة النور المقدس، والتي تتم بشكل منتظم في كنيسة القيامة منذ ما يقرب من 2000 عام، وهي تجذب المسيحيين من جميع أنحاء العالم، مؤكدةً أنها ستقوم بإجراء المراسم، كما هو معتاد رغم هذه القيود.