الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بالصور الجداريات الوطنية في القدس.. ظاهرة قديمة متجددة يُحاربها الاحتلال

حجم الخط
جداريات فلسطين
غزة/ القدس – إيمان شبير – وكالة سند للأنباء

"قاوم، راجعين، لن نرحل، وعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة".. كلمات تزيّن الجدران في زقاق مدينة القدس وأحيائها، تجذبك تلك العبارات، وتشعل في النفس ثورة لم تنطفئ يومًا، فالقدس جعلت من الحياة ما يستحق أن يُعاش من أجلها.

"جداريات القدس".. عينٌ أخرى للشعب الفلسطيني تُراقب المحتل، وتغيظه، تُلاحقه في كل مكانٍ وزمان، لكن الاحتلال لم ترق له هذه الجداريات التي تعبر عن هوية الفلسطينيين، فيعمل بشكلٍ دائم على إزالتها ومحوها مرارًا وتكرارًا.

وأصبحت الكتابة على الجدران في مدينة القدس شكلًا من أشكال المقاومة ، ووسيلة للتعبيرِ عن الغضب والرفض لجرائم الاحتلال التي تُمارس ضد الشبان الفلسطينيين بشكلٍ يومي.

واشتهرت الكتابة على الجدران خلال الانتفاضتين الأولى والثانية بشكل ملحوظ، حيث كانت الوسيلة الأنجح لتشجيع الشباب الثائر على مواجهة الاحتلال، خاصة في ظل غياب وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة في الوقت الراهن.

340077195_915869386407314_5524670741759835540_n.jpg

 

"محاربة الهوية الفلسطينية"..

يقول الباحث المقدسي فخري أبو ذياب، إن حكومة الاحتلال تُحارب كل شي يُدلل على هوية القدس الحقيقية العربية الفلسطينية الإسلامية، ولذلك يُريد الاحتلال أن يُوهم العالم ويُوصل رسالة أن القدس بشقيها هي عاصمة "إسرائيل" وعاصمة موحدة وتحت السيادة الإسرائيلية.

ويلفت إلى أن سلطات الاحتلال لا تُحارب فقط الشعارات الوطنية على الجدران وإنما دائمًا تُحارب الرموز، فأصبحت تُحارب شجر الزيتون، حتى المستوطنين يقتلعون الزيتون؛ لأنها أصبحت رمزًا من رموز الهوية الوطنية الفلسطينية، كذلك محاربة الناشطين؛ بادعاء أنهم يحرضون ضد دولة الاحتلال المزعومة.

ومن وجهة نظر "أبو دياب"، فإن الاحتلال يُريد أن يصبغ القدس بالصبغة اليهودية التوراتية الاحتلالية، لذلك يريد أن يفرض الرؤية الإسرائيلية على القدس وحتى المعابد والكنائس يحاول إما هدمها أو طمسها.

ويؤكد أن ثمة حرب مع الاحتلال على الهوية الفلسطينية فهو يستهدفها ويستهدف العروبة وكل شيء فيها، ويُريد إعادة صياغة وكتابة تاريخ يتلاءم مع رواية الاحتلال في مدينة القدس وينافي الحقيقة.

ويُردف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال عندما يرى الشعارات الفلسطينية، يعي أنه فشل وأخفق بتغيير ماهيتها وأسرلتها لذلك الاحتلال فشل بكل ما يقوم به من فوق الأرض وتحتها لتغيير هوية مدينة القدس".

ويُوضح أن أكثر البلدات التي تزخر جدرانها بشعارات المقاومة، هي المناطق التي يستهدفها الاحتلال أكثر، مثل: سلوان، تليها العيسوية وجبل المكبر والبلدة القديمة، مُبيّنًا أن ردة الفعل من الشباب الثائر هو إغاظة الاحتلال بالكلمات الوطنية ورسالة له بأنه القدس ستبقى عربية.

338904882_255093577060811_1532625266281511050_n.jpg

340185344_587498969993292_5867543618200894033_n.jpg
 

"استهداف الشعارات الوطنية"..

من جهته، يشير رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير ناصر الهدمي إلى أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي شامل وممتد على كافة مناحي الوجود الفلسطيني بمعنى أن الاحتلال يستهدف الفلسطينيين على أرضهم، وهويتهم وشعاراتهم وتاريخهم.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال يستهدف الشعارات الوطنية بكافةِ الأشكال؛ لأنه جاء برواية بُنيت على أسس مزعومة، فهو يرى أن الرواية الفلسطينية فيها تهديد وكشف لزيف الرواية الإسرائيلية الضعيفة المبنية على أسس مصالحية".

ويُشير إلى أن محاربة جداريات المدينة المقدسة يُعبّر عن صراع وضعف الاحتلال وعدم قدرته على ترسيخ وجوده على أرض فلسطين؛ نتيجة تمسّك الشعب الفلسطيني بهويته، لافتًا إلى أنه على مدار 75 عامًا لم يستطع الاحتلال محو وتزوير الهوية الفلسطينية.

ويُبين "الهدمي" أن أحد أهم عناصر الهوية، هو المسجد الأقصى الذي يُعتبر رمزًا وأيقونة للشعب الفلسطيني، موضحًا أن هوية المسجد الإسلامية الثابتة ساهمت في الحفاظ على تماسك الشعب الفلسطيني ووحدته في مواجه مخططات الاحتلال لذلك نرى أنه يستهدف بهجمة شرسة غير مسبوقة.

340025807_246099514456076_6669033455155090991_n.jpg
 

"الجداريات ليست عبثية"..

المقدسية ميس العباس (22 عامًا)، تصف تلك الجداريات بالقول: "الجداريات تلامس القلب، وتحتوي على رسالة وهدف لإيصاله إلى جميع المواطنين، فهي ليست عبثية".

وتُشير إلى أن الكتابة على الجدران تجذب المارين وتجعلهم يتأملونها طويلًا، فهي تُعبّر عن أيقونات ورموز وطنية فلسطينية، وليست مقتصرة على كلام وإنما ربما تكون صورة.

وتبعًا لـ "العباس"، فإن أكثر ما يُميّز بالرسم والكتابة على جدار الفصل العنصري، أنه يحتوي على تواريخ وقصص وأحداث منذ بداية إقامته في عام 2002، مُعبّرةً: "الجدار يحمل ذكرياتنا وتواريخنا المؤلمة، وقضيتنا التي لا يُمكن أن تُنسى".

وتؤكد "ضيفة سند" أن الشعارات الوطنية لها دور في إحياء روح الانتماء للأرض وتشجيع الفلسطينيين وإعطاء الأمل ومنح القوة للدفاع عن كل فلسطين.

وتُوضح أن الكتابة على الجدران باتت نهجًا يسير عليه الفلسطينيون منذ عقود كونها جزءًا من منظومة التراث الفلسطيني الشعبي.

وتقول "العباس" إن بلدة العيساوية تعجُّ بالعبارات الوطنية في الشوارع الرئيسية كونها تتعرض لانتهاكات يومية، لافتةً إلى أن الشباب يتخفون وراء لثامهم ليلًا للكتابة على الجدران.

323682575_1131665287539223_5757003411229330627_n.jpg

340435899_2113758952161309_5712452645748042788_n.jpg

338505000_240436885190114_5451862419613184314_n.jpg