الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"المقاومة نفذت عملياتها من نقطة صفر"..

"بطل واحد".. ظاهرة قديمة حديثة تفتك بالاحتلال في الضفة الغربية

حجم الخط
نقل قتيل إسرائيلي في عملية بالضفة الغربية.jpg
رام الله - وكالة سند للأنباء

نفذت المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، خلال أقل من 48 ساعة، عمليتين شمال وجنوب الضفة، أوقعتا 3 قتلى في صفوف المستوطنين؛ الذين يعيثون فسادًا وخرابًا في الضفة الغربية والقدس.

وقد تميّزت عمليات المقاومة في الضفة الغربية، مؤخرًا، بأنها تُنفذ من "نقطة صفر" وتتصدر فيها "الأسود المنفردة" المشهد، في عمل جماعي يُنفذه "بطل واحد".

وتُمثل هذه الظاهرة "القديمة الجديدة"، الاختبار الأهم والأقوى بالنسبة لقوة الردع الإسرائيلية، وفق مراقبون عسكريون. منوهين إلى أنها جاءت من المحافظات الجنوبية "التي افترض الاحتلال دومًا خروجها عن دائرة الفعل نتيجة تعاظم شبكة المصالح".

367444974_155958020870676_888426295685021816_n.jpg

وفي وقت سابق اليوم، نفذت المقاومة الفلسطينية عملية إطلاق نار قرب المدخل الجنوبي لمدينة الخليل، جنوب الضفة؛ قُتلت فيها مستوطنة وأُصيب آخر بجروحٍ خطيرة.

وأول من أمس السبت، قُتل مستوطنان إسرائيليان بعملية إطلاق نار نفذها فلسطيني بمسدس من مسافة صفر، قرب حاجز حوارة جنوبي نابلس، شمال الضفة.

367495912_2055231521488897_2476166991929259363_n.jpg

أسود مُنفردة..

وقد وصف الخبير الأمني اللبناني، أمين حطيط، هذه العمليات بـ "ظاهرة الأسود المنفردة".

مبينًا: "هذه عمليات مقاومة مخططة على صعيد التنفيذ الفردي، وتعبر التشكيل الجماعي؛ فالمقاوم يخطط وينفذ وينسحب بكل طلاقة".

ونوه إلى أن "المنفذ في هذه العمليات هو المسيطر على كل جوانب العملية؛ إعدادًا، وتخطيطًا، وتنفيذًا، وانسحابًا".

وأكدّ "حطيط" أن هذا النوع من العمليات "يعطل مكامن قوة كثيرة عند العدو، أولها حصر متعلقات التنفيذ بشخص واحد؛ يحافظ على السرية ويحقق المفاجأة وهنا تتعطل قدرات المخابرات الإسرائيلية بالكشف الاستباقي، والتنسيق الأمني للردع المسبق".

واستطرد: "هذه العمليات ترفع احتمالات النجاح لدرجات متقدمة؛ فاتساع المجموعة يمكن كشفها، لكن العمل المنفرد عادة يعبر عن حالة مقاومة عامة تفرز المقاومين الأفراد، فيكون بذلك قد جمع قدرات العمل الجماعي مع إيجابي العمل المنفرد".

وقال الخبير الأمني، إن خيارات الأرض المحروقة التي نفذها الاحتلال فشلت، ولم يستطع الاحتلال السيطرة على الأرض. موضحًا: "مثل هكذا نوع من العمليات يجعل العدو عاجز عن المواجهة".

واستدرك: "الرعب الذي يخلقه العمل الفردي في صفوف المستوطنين لا علاج له، والاحتلال لا يمكن أن يقوم بأكثر من الانتقام الذي لا يُحقق أمنًا".

367725070_696991939110454_638610478127400837_n.jpg

العمليات الأكثر رعبًا..

من جهته، نبه الخبير في الشأن العسكري، واصف عريقات، إلى أن هذه العمليات "الأكثر رعبا"، خاصة وأن هذا العام كان حافلًا بعدد كبير من القتلى، ما عدّه الاحتلال الأسوأ منذ أعوام الانتفاضة.

وأوضح عريقات في تصريحات لـ "وكالة سند للأنباء" أن العمليات في هذه المرحلة جمعت بين ظاهرتي الكتائب والأسود المنفردة.

وأكد: "وهو الخوف الذي ينتاب مؤسسات الاحتلال العسكرية ويحسب لها حسابا طيلة المرحلة القادمة".

367553480_834747061336721_1819135597706143816_n.jpg

وقال عريقات إنّ "هذا الانخراط كان متوقعًا أمام التغول الإسرائيلي في الدماء الفلسطينية بالمناطق الشمالية من الضفة الغربية، خاصة نابلس، وما صاحبها من إعدامات ميدانية".

وذكر "ضيف سند" أن "الخليل دائمًا تراقب بشكل حذر، وتنخرط بدافعية أكبر، وهذا ما يدركه الاحتلال وكان يخشى تمدده".

وشدد على أن "استمرار هذه العمليات يعدّ متغير جوهري في خارطة الأحداث، لكن الأمر برمته يحتاج إلى حاضنة شعبية ممتدة، ودعم وإسناد يضمن ديمومة العمل وترتيبه".

ورأى أن "هذه العمليات تعبير عن انهيار حالة الردع الإسرائيلية، وفشل القدرة على احتواء الحالة الشعبية؛ وهذا يعدّ بمنزلة انهيار استراتيجي في المنظومة الأمنية الإسرائيلية وإخفاق في تقسيم الضفة ومناطقها وإمكانية عزلها لكنتونات".

انهيار المنظومة الأمنية وفشل عزل الضفة..

وشارك الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، عريقات في الرأي، ونبه إلى أن "ما يحدث هو انهيار لمنظومة الأمن الإسرائيلية القائمة على عزل الضفة لكنتونات منعزلة ومنفكة عن بعضها البعض، وغير قادرة على التأثير المشترك فيما بينها".

وقال جعارة في تصريحات لـ "وكالة سند للأنباء" إن هذه الأحداث تعبير عن انهيار الهندسة الإسرائيلية للمجتمع الفلسطيني.

واستدرك: "كانت (سلطات الاحتلال) تعتقد أن الشعب الفلسطيني يمكن تدجينه، وراهنت أن تنجح الخليل كنموذج في الانكفاء بعد افتعال أزمات داخلية؛ لكنها فشلت".

وأوضح أن أخطر ما يواجه المشروع الإسرائيلي يتمثل في فشل سياسته تجاه قراءة المجتمع الفلسطيني، وما كان يعتقد من نجاح الهندسة المجتمعية في تصنيف المجتمع وتقسيمه.

وذكر أن "هذا الانهيار لا يعبر عن تراجع ميداني أو خلل في الوسائل والأساليب، بقدر ما يعبر عن فشل استراتيجي، وهو حتما مثار صدمة وسيضفي أزمات مركبة لدى المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال.

367726602_814408343654893_8596128179576622451_n.jpg

إرباك غير محسوب وغياب الحلول الجذرية..

من جهته، قال الأسير المحرر رجائي الكركي، إنّ عملية الخليل البطولية أسقطت نظرية المحتل ومستوطنيه التي قالت "إن الخليل لنا، نصول ونجول فيها دون إذن من أحد".

وأكدّ الكركي في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" أن الوحدات المختارة من جيش الاحتلال "دوفدوفان"، ووحدة تقصي الأثر "مرعول"، ووحدة "الاستخبارات القتالية 636" التي استدعيت لمطاردة منفذي عملية إطلاق النار "لن تسعف المحتل بإيجاد حلول جذرية".

وأضاف: "الخليل اليوم لم تغفل عن ثأرها، ولو مر عليه مئات السنين، فحريق الأقصى ما زال مشتعلاً في قلوب الثائرين".

وختم بالقول: "فاشية الوزيران في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لن تنقذ المستوطنات الإسرائيلية وسكانها من ضربات المقاومة الفلسطينية".