الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

خاص بالصور "الكانتينا".. بين ابتزاز إدارة السجون وتوفير احتياجات الأسرى

حجم الخط
الكانتينا
نابلس - أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

شكلت "الكانتينا" منذ ظهورها في سجون الاحتلال الإسرائيلي نقطة جدل دائم بين صفوف الحركة الوطنية الأسيرة، بين فريق يرى فيها أداة ضرورية لتوفير احتياجات الأسرى المعيشية، وبين آخر يقول إنها عنوان لتنصل "إسرائيل" من مسؤولياتها القانونية.

وبين هذا الفريق المؤيد للفكرة والمتحفظ عليها، استمرت الحركة الأسيرة في التعامل مع "الكانينتا" كأمر واقع لا يمكن تجاهله أو القفز عنه.

342167070_919972555715259_6423038444420103948_n (1).jpg

342210548_745442303724721_4809105687789820750_n.jpg

ورغم عدم وجود تاريخ واضح لنشأة "الكانتينا"، غير أن بعض المراقبين يرون أنها ظهرت بعد حرب النكسة 1967 تزامناً مع سيطرة "إسرائيل" على الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت "الكانتينا" تتطور في السجون ويتغير شكلها.

ولمن لا يعرف "الكانتينا" فهي أشبه بمقصف أو بقالة أو سوبر ماركت يكبر حجمه أحياناً ويصغر أحياناً أخرى باختلاف السجن ومساحته وعدد الأسرى الذين يقبعون فيه.

وتحتوي "الكانتينا" على ما يطلبه الأسرى من خلال ممثل لهم من إدارة السجون من مواد تنظيف وأطعمة مختلفة وبطانيات وأحذية وحتى القرطاسية من دفاتر وأقلام وغيرها.

ويتم توفير لوازم "الكانتينا" بعد أن تُحول السلطة الفلسطينية ممثلة بهيئة الأسرى مبلغاً شهرياً لحساب شركة خاصة متعاقدة مع إدارة السجون.

342187654_242135185015008_1291999957325890768_n.jpg

342060058_912584533190479_5181424751878050728_n.jpg

اتفاقية توريد "الكانتينا"

في بداية العام 2008 وقّع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي اتفاقية لشراء وتوريد "كانتينا" السجناء الذين يصفهم الاحتلال بـ "الأمنيين"، حيث نصت الاتفاقية على موافقة إدارة السجون على نقل أموال لصالح الأسرى الفدائيين في الضفة وقطاع غزة من السلطة الفلسطينية.

وتقدر قيمة المبلغ بـ 400 شيكل شهرياً عن كل أسير، على أن تحصل السلطة الفلسطينية على فاتورة ضريبة لتتمكن من الحصول على خصم ضريبي من الشركة مباشرة أو إدارة السجون.

342232822_676770104209081_1249131499725475370_n.jpg

خصخصة السجون

وعن "الكانتينا"، يقول المختص في شؤون الأسرى تامر سباعنة: "الكانتينا جزء من خصخصة سجون الاحتلال وجعلها مجالاً للاستثمار والتربح على حساب الأسرى، وهي تتم بعد التعاقد مع شركة إسرائيلية تقدم أسعاراً مرتفعة جداً".

ويُشير "سباعنة" في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" إلى أن "الكانتينا" أصبحت تشكل عبئاً مالياً إضافياً على الأسرى وذويهم، بدل أن يتحمل الاحتلال مسؤولية توفير احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومواد تنظيف وغيره.

342099696_559475179650541_6945723152391235710_n.jpg

ووفقاً لمختصين، تتلقى "إسرائيل" من الصليب الأحمر نحو 17 دولاراً يومياً عن كل أسير فلسطيني في سجونها، غير أنها لا تنفق سوى 3 منها بدل طعام وشراب، وهو ما يعني أنها تسرق ما يزيد على أربعة آلاف دولار سنوياً عن كل أسير، وأكثر من عشرين مليون دولار عن خمسة آلاف أسير.

342076125_1272239733386264_9180790562838550912_n.jpg

وحسب "سباعنة" فإنه يتم تحويل أموال "الكانتينا" للأسرى من قبل ثلاث جهات هي: الأهالي وهيئة الأسرى والتنظيمات لكل أسير حسب تنظيمه، حيث تُدفع لأهالي الأسرى وتودع في حساب الأسير إما من خلال البريد أو على بوابات السجن، حيث تُسلم لضابط السجن ويحصل الأهل على وصل بذلك.

وفي السجون، لا يتعامل الأسرى مع المال بشكل مباشر ولا يكون في متناول أيديهم خلال عملية الشراء من "الكانتينا"، حيث تتم العملية بشكل آلي أشبه بالرصيد البنكي، وهو في هذه الحالة المبلغ الذي يُودع في حساب الأسير من طرف هيئة الأسرى والأهالي والتنظيمات.

342073613_1411763992696518_2388853941793659826_n.jpg

أداة ضغط ومساومة..

لكن في المقابل يؤكد "سباعنة" أن "الكانتينا" أصبحت أداة ضغط تستخدمها إدارة السجون ضد الأسرى بصفتها أحد الأشكال العقابية، فأما أن يتم حرمان الأسير من حق الاستفادة من جميع الكانتينا أو بعض أصنافها، كما تقوم في بعض الأحيان بمصادرة المبلغ المودع في حساب الأسير".

ويشدد على إدارة سجون الاحتلال تربح كل عام مبالغ طائلة من "الكانتينا"، إضافة إلى أن وجودها ساهم في إعفائها من العديد من الالتزامات التي كانت تتكفل بها خاصة مواد التنظيف وبعض أنواع الأطعمة والخضار والفواكه.

ويردف:" لجوء الأسرى للشراء من الكانتينا ليس أمراً اختياراً وإنما واقعاً اضطرارياً نتيجة رداءه ما تقدمه إدارة السجون من طعام، أو بسبب التضييق في إدخال الملابس والبطانيات وغيرها من اللوازم الضرورية".

ويُطالب "سباعنة" في ختام حديثه الحركة الأسيرة بالبحث عن وسائل إضافية تضمن عدم تنصل الاحتلال من مسؤولياته تجاه الأسرى، وتوفر عيشاً كريماً لهم داخل السجون.

اليد التي توجع الأسرى..

من ناحيته، يرى الأسير المحرر عمار أسعد من مدينة نابلس، أن إدارة السجون تتعامل مع "الكانتينا" على أنها اليد التي توجع الأسرى فتمسكهم من خلالها، فعند حدوث أية إشكالية أو خطوات نضالية تقوم الإدارة بإغلاقها على الفور أو مصادرة مبلغ مالي مرصود في حساب الأسير.

ويوضح "أسعد" (أمضى أكثر من 13 عاماً في سجون الاحتلال) أن "الكانتينا لها ما لها وعليها ما عليها، فمن سلبياتها أن الكثير من الأسرى أصبحوا يعتمدون عليها في الأكل والشرب وليس على ما تقدمه إدارة السجون ومطبخها العام والتي هي ملزمة بذلك".

إلى جانب ذلك فإن "الكانتينا" أصبحت تشكل ضغطاً مالياً على أهالي الأسرى، حيث يضطر البعض لإدخال ما بين 1000-1500 شيكل على حساب ابنهم الأسير كل شهر خاصة إذا كان مدخناً" وفق ما أورده "أسعد" لـ "وكالة سند للأنباء".

341198614_922027502442489_475282349184916550_n.jpg

العمل في الكانتينا.. كورس جامعي

ويتحدث "أسعد" عن أن من سلبيات "الكانتينا" أيضاً أنها دفعت إدارة السجون لتقليل الكميات المخصصة لكل أسير وهو ما يعرف بـ"الاسبكا" سواء من أكل أو مواد تنظيف، فبدل أن تخصص على سبيل المثال 500 غرام شهرياً مسحوق غسيل لكل أسير، أصبحت تدخل 150 فقط، بحجة أن الأسرى يشتروا من الكانتينا.

ويؤكد ضيفنا على أن ذلك يوفر على إدارة السجون الإسرائيلية مبالغ طائلة كل عام.

أما عن إيجابيات "الكانتينا"، يلفت إلى أنها أضافت للأسرى الذين علموا فيها خلال فترة الاعتقال معرفة نوعية في أصول المحاسبة والإدارة، فكانت أشبه بشهادة جامعية استفادوا منها بعد الإفراج عنهم في حياتهم العملية.

ويُبيّن المحرر عمار أسعد أن الكثير من الأساسيات التي يعتمدها اليوم في عملها بالتجارة والتوزيع تعلمها من تجربته في الكانتينا، كأصول الجرد والمدخولات والمصاريف والعجز وغيرها من المبادئ المحاسبية.

يُذكر أن 4900 أسير وأسيرة يقبعون في سجون الاحتلال من بينهم 31 أسيرة، و160 طفلًا، و1000 معتقلٍ إداري، بالإضافة لـ 700 أسير مريض يحتاجون متابعة ورعاية صحية حثيثة، استنادًا لمعيطات حديثة نشرتها مؤسسات معنية بالأسرى.