الساعة 00:00 م
السبت 27 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.79 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بالفيديو والصور صواريخ الاحتلال تحوّل حصاد البطيخ والشمام لفاجعة بخزاعة

حجم الخط
البطيخ.
غزة - وكالة سند للأبناء

لم تقتصر جرائم الاحتلال خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة على أرواح الفلسطينيين ومنازلهم، حيث طالت الصواريخ الإسرائيلية أراض زراعية كانت تنتظر حصاد محاصيلها خلال هذه الأيام، ما أدى لتلف المحصول وتهريب الأراضي، وإلحاق خسائر فادحة بأصحابها.

في منطقة خزاعة شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، وعلى امتداد 30 دونمًا مزروعة بثمار فاكهة البطيخ، بدت فداحة الجريمة، حيث تفاجأ المزارع بدر صبح (30 عامًا) بعد وقف العدوان بمشهد أرضه التي تم تدميرها بشكل كامل وإتلاف محاصيلها؛ بفعل صواريخ الاحتلال، ملحقة به خسائر مادية كبيرة.

بصوت يخنقه الألم والضيق يقول "صبح": "زرع الأرض بثمار البطيخ على مساحة أكثر من 30 دونم، وتم قصف المنطقة بشكل مباشر من طائرات الاحتلال خلال العدوان الأخير، ما تسبب بدمار شامل في الأرض".

ويُقدر "صبح" الخسائر التي لحقت به بقيمة 17 ألف دولار، بعد أن كان يستعد لحصاد أرضه بعد أيام قليلة، مشيرًا إلى أنه تأجر الأرض بقيمة 4 آلاف دينار أردني، وبعد خسارته المادية بات يخشى من عدم القدرة على الالتزام بدفع الإيجار.

بطيخ 2.jpg
 

وتضررت المنطقة الزراعية الحدودية بشكل كامل، وتسببت بخسائر كبيرة للمزارعين الذين كانوا ينتظرون موسم الحصاد لتعويض تكاليف الزراعة واستقبال الأرباح المتواضعة، وفق ضيفنا

ويكمل: "تضررت أرضي عدة مرات خلال جولات العدوان السابقة على القطاع، وبالرغم من ذلك أستمر في إعادة تأهيلها كونها مصدر رزقي الوحيد".

ويعمل في أرض "صبح" 50 عاملًا من قطاع غزة، حيث كان العمل فيها مصدر رزق لعشرات العائلات، والآن توقف العمل بداخلها تماماً، ما فاقم ظروفهم المعيشية.

وعلى مدار أربعة شهور، عمل "صبح" والمزارعون في أرضه وبتكاليف باهظة للمواد الخاصة بالزراعة ويوميات الأيدي اعاملة، لتجهيزها لموسم الحصاد، قبل أن ينقلب الأمر لفاجعة أمام عينيه.

ويزيد: "الأرض الزراعية تحتاج للري والرش بشكل يومي، فيتم الاهتمام بها والحفاظ عليها، كما يهتم الأب بأبنائه"، منوهاً إلى أن شتلة البطيخ تحتاج لمدة عناية تزيد عن مائة يوم.

ويوضح، أن المزارعين لا يستطيعون الذهاب لأراضيهم الزراعية خلال فترة العدوان على القطاع، لأن الاحتلال يستهدف البشر والحجر دون أي تمييز، وفق تعبيره.

ويشير "ضيف سند" إلى أنّ أرضه الزراعية أصبحت لا تصلح للزراعة لـ 10 سنوات قادمة بعدما تم قصفها بالمواد الكيميائية القاتلة، مناشدًا وزارة الزراعة والجهات المختصة بالالتفات لوضع المزارعين المتضررين، ومد يد العون لهم لمواصلة عملهم من جديد، بعد أن أصبحوا بلا عمل ومصدر رزق.

بطيخ 7.jpg

بطيخ 1.jpg

بطيخ 4.jpg
 

كارثة أخرى، حلّت بالمزارع بلال أبو طعيمة (35 عاماً)، بعد أن استهدف الاحتلال أرضه الزراعية في منطقة خزاعة الشرقية، وكان قد زرعها بالشمام.

مع بداية العدوان، خاطر "أبو طعيمة" بحياته وذهب لتفقد أرضه، لكنه لم يستطع الذهاب إليها بقية أيام التصعيد، بسبب القصف المتواصل في المنطقة.

وبحسرة على ما خسره يحدثنا: "الشمام يحتاج إلى عناية يومية، وعدم ذهاب المزارعين لتفقد الأراضي تسبب بفساد موسم بأكمله، عدا عما تم استهدافه بشكل مباشر من قبل طائرات الاحتلال".

ويقدّر ضيفنا خسائره المادية بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لأرضه بـ 10 آلاف دولار، إلى جانب أراضيه الزراعية المتواجدة في أماكن متفرقة من المنطقة، والتي لم يستطع الاهتمام بها خلال فترة العدوان.

ويصف ما حلّ بأرضه: "المناطق الزراعية التي لم تقصف في خزاعة، أصيبت بجفاف تام خلال أيام التصعيد، ما تسبب بخراب المحاصيل الزراعية، قبل البدء في موسم الحصاد التي تعتبر فترة الربح للمزارع".

ويستغرق العمل والاهتمام بالأراضي الزراعية مدة تزيد عن 110 أيام، لكن تعب المزارعين ذهب أدراج الرياح جراء استهداف تلك الأراضي.

ويشير "أبو طعيمة" إلى أنه المعيل الوحيد لأسرته المكونة من عشرة أفراد، بينهم أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحتاجون لتكاليف وعلاجات ضرورية.

بطيخ 3.jpg

بطيخ 8.jpg

يُشار إلى أن قيمة الأضرار الأولية التي لحقت بالقطاع الزراعي خلال العدوان الأخير على غزة (9 – 13 مايو/ أيار الجاري) بلغت 1,300275 دولار، بحسب معطيات وزارة الزراعة الفلسطينية.

وتسبب العدوان بتلف العديد من الدونمات المزروعة بالخضار والأشجار؛ نتيجة الاستهداف المباشر لهذه الأراضي، أو نتيجة انقطاع مياه الري على المحاصيل الزراعية خلال فترة العدوان، حيث لم يتمكن المزارعون من الوصول إلى أراضيهم.