الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالصور إسراء .. تحوّل "مآسي غزة" إلى لوحات أمل

حجم الخط
W7wjF.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

من رماد الحروب، إلى ألوان الحياة الزاهية، من بكاء طفلٍ قاهر، إلى صوت ضحكاتٍ تملأ الأرجاء، ومن آثار كدمات العنف على وجه أنثوي، إلى ملامح رقيقة ضاحكة تحمل بيدها وردة حمراء، ومن الحزن إلى السعادة، ومن جُرح غائر إلى شامة حسناء، ومن طفولة مسلوبة إلى بيئة آمنة تمنح الحب وسكينته لقلوب صغار الحيّ الذي ما عرف يومًا معني الحياة، ومن آهات الوداع، إلى زغاريد الأفراح.

من  هذا كله، تحاول الشابة إسراء صافي عبر لوحاتها الفنية الرقمية أن تُحوّل _ ولو افتراضيًا_ الكثير من تفاصيل واقعٍ مرير يعيشه أهالي قطاع غزة، إلى آخر أكثر أمناً وإشراقاً وسعادة.

الفنانة إسراء (٢٦ عامًا) من مخيم البريج وسط قطاع غزة، خريجة بكالويوس صحافة وإعلام، سخرّت موهبتها بالرسم، لتحوّيل المشاهد المأساوية إلى أخرى جميلة، باستخدام المشهد والإطار الخاص بالصورة الأصلية.

حُب إسراء للرسم، لم يكن وليد اللحظة، بل هو ملاذها منذ كانت طفلة، تُعبر عن آرائها وأفكارها من خلاله، تقول لـ "وكالة سند للأنباء": "لكنني لم أمنحه اهتمامًا كافيًا، لكن بعد تفرغي عقب تخرجي من الجامعة، عُدت إليه مجددًا وصقلت موهبتي بالمتابعة والدورات".

وشاركت في العديد من المعارض المحلية، إلى أن قررت أخيرًا، البدء بمشروع "لمَ لا؟"، تكسر من خلاله الصور النمطية للواقع المرير، وذلك عبر تصوراتها الخيالية الخاصة بكل حالة، ورسم لوحات فنية مغايرة عن الواقع.

راودت الفكرة إسراء، بعد مشاهدة صورة محزنة لطفلة جميلة ذات عينين زرقاوين متسخة الثياب، تبدو عليها ملامح الحزن، تُحدثنا: "لفتت انتباهي الصورة، تأملتها كثيرًا، فكرت بطريقة لتحول حزنها إلى فرح، فرسمتها بطريقة مختلفة، وأبرز جمالها، ومن هنا انطلقت بمشروعي، "لمَ لا".

93ax2.jpg
 

والرسم الرقمي، يعتمد على برامج في أجهزة الحواسيب، دون اللجوء إلى القلم والورق، ويستخدم فيه تقنيات حديثة، كاستبدال الألوان المائية والألوان الصبغية المستخدمة في الرسومات التقليدية بالألوان الرقمية.

وفي كل لوحة من لوحات "لمَ لا؟" رسالة تشدّك تفاصيلها، إلى واقع يُفترض أن يُعاش بتفاصيله الجميلة، بدلًا من الواقع السيء.

فعلى سبيل المثال، حوّلت الفنانة إسراء، صورة لأطفال فلسطينيين، بثياب متسخة، يلعبون داخل سيارة مهترئة قديمة، إلى صورة سيارة جديدة تسير بهم في رحلة برية، وبأيديهم دُمى، في أجواء سعيدة.

W7wjF.jpg
 

ومن المشاهد التي حوّلها المشروع، معبر رفح بصورته الحقيقة، مغلق وأمامه آلية عسكرية وحاجز، إلى صورة طفلين مسافرين دون عقبات أو معاناة، وزُيّنت إسراء باللوحة الافتراضية، المعبر بالأشجار والزينة الخضراء والعلمين المصري والفلسطيني.

sxL3a.jpg
 

بصوتٍ شغوف تُحدثنا عن هدف مشروعها: "ما أريد إيصاله، هو الجانب الأجمل للحياة والأكثر إشراقًا، حتى لو لم نعشها، فتمسكنا بهذا الجانب، هو مطالبة صريحة بحقوقنا المسلوبة".

وفي إحدى الصور التي ظهر فيها مصاب مبتور القدمين، يجلس على كرسيه المتحرك وهو يلاعب طفلته، حوّلته إسراء عبر تصوير ظله على أنه شخص طبيعي، يلاعب طفلته وهو وقف على قدميه.

67605378_869023633467921_5991811254337929216_n.jpg
 

هذا المشروع لاقي استحسان واعجاب عدد كبير من المتابعين لإسراء، حيث تعرض رسوماتها عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، تقول: "الكثير من رسائل الدعم وصلتني، للتشجيع على المواصلة والتطوير، وهذا الثناء دفعني للمواصلة وتطوير الموهبة، لاتقان الرسم الرقمي".

وتأمل الفنانة إسراء أن تتوسع فكرة مشروعها لتُصبح معرضًا فنيًا، ينطق بالجمال، ويعبر العالم برسالة الفلسطيني ومطلبه بـ "بالعيش حياة أفضل مما هو عليه".

67438999_2171433066481899_3275979385831686144_n.jpg
z4Rdv.jpg
FqSai.jpg
canYl.jpg
A7gUa.jpg