على الحدود الشرقية لقطاع غزة، تتمايل سنابل القمح الذهبية مع نسمات هواء صيفية عليلة، معلنة بدء موسم حصادها مع بداية شهر مايو/ أيار من كل عام، وحتى نهاية فصل الربيع.
عشرات المزارعين بدؤوا العمل في حصاد القمح داخل أرض زراعية بالقرب من الحدود الشرقية في قطاع غزة؛ استعداداً لبيعه في الأسواق المحلية.
وجاء موسم الحصاد هذا العام عكس ما يتمنى أصحاب الأراضي والعاملون بها، بحسب المزارع حسن عبيد (25 عامًا)، الذي ينتظر موسم حصاد القمح كل عام للخير الذي يجنيه خلاله.
ويوضح "عبيد" في حديثه لنا، أن قلة الأمطار الهاطلة خلال فصل الشتاء أدّت لتواضع وتناقص كمية الإنتاج، وهو ما أدى لارتفاع أسعار القمح، حيث يباع كيس القمح بــ 15 أو 17 شيكل، ويعلّق بالقول: "بالرغم من ذلك، لا يوجد أرباح مجدية للمزارعين بسبب تواضع الإقبال".
وبجهد كبير، يواصل المزارعون عملهم بحصاد القمح باستخدام الفرازة لاستخراجه من الأرض، والانتقال لمراحل الإنتاج التي تنتهي بالحصول على المحصود، وفق "عبيد".
ويبيّن ضيفنا أن حصاد القمح يتم باستخدام أدوات يدوية أو ماكينات، بحسب مساحة الأرض، فكلما كانت المساحة متواضعة يكون الحصاد يدوياً.
وعن خيرات القمح وفوائده، يتحدث "عبيد": "أنّ موسم حصاد القمح يعود على المزارع بفوائد متعددة، من خلال الاستفادة من القش على حِدا، والتبن، وصولاً للربح من القمح".
وللقمح استخدامات متعددة، حيث يدخل في "إعداد الخبز نظراً لقيمته الغذائية، إلى جانب فائدته الكبيرة للأغنام والبقر والدجاج، فهو يعتبر من أكثر الحبوب الغذائية استهلاكاً في العالم كله، ومن الصعب الاستغناء عنه، ومهم في وجبات بعض الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية" بحسب ضيفنا.
ولم تسلم حقول القمح من العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، حيث لم يتمكن المزارعون من الوصول لأراضيهم الزراعية خلال التصعيد الأخير (9 – 13 مايو/ أيار)، على الرغم من حاجة المحاصيل للري والعناية اليومية.
ويُوضح أنّ "عدم قدرتهم على الوصول للأراضي الزراعية خلال العدوان الأخير على القطاع، يكبدنا خسائر مادية فادحة، نظراً لتلف كميات كبيرة من المنتجات الزراعية".
ويتابع: "المزارع الفلسطيني يخاطر بحياته بشكل يومي لكسب لقمة عيشه، فأغلب المزارعين يعملون بالقرب من المنطقة الحدودية، ما يعرضهم لخطر الاستهداف من قوات الاحتلال".