الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالفيديو والصور قرية "المغيّر" في رام الله.. حصارٌ يخنقُ أهلها واستيطانٌ ينهشُ أراضيها

حجم الخط
350362339_3580867592195306_6968659518668845387_n.png
رام الله - فرح البرغوثي - وكالة سند للأنباء

بَينَ السُفوح الشرقية لجبالِ رام الله المُطلةِ على غور الأردن، يعيشُ أهالي قرية المغيّر واقعًا صعبًا، مليئًا بالتحدي والصمود، وباتوا يتقاسمون وَيْلاتَ الحصارِ الخانق، والاعتداءِ عليهم وعلى أراضيهم، وحرق أشجارهم ومُمتلكاتهم، في حملةٍ مُمنهجة يشنّها جنود الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة المستوطنين.

ومنذ 18 يومًا، تفرضُ قوات الاحتلال حصارًا مُشدّدًا على قرية المغيّر، وتُعيق حركة الأهالي، وتمنعهم من الخروج، وتحرمهم من أبسط حقوقهم، كالذهاب إلى وظائفهم أو مدارسهم وجامعاتهم، بهدف كسر صمود أهالي القرية ومحاولة صدهم عن مواجهة الزحف الاستيطاني الذي يلتهم أراضيهم شيئًا فشيئًا.

ويبلغُ عدد سكان "المغيّر" نحو 4000 نسمة، على مساحةٍ تُقدّر بـ 41 ألف دونم، ويقع 70% من أراضيها شرقي شارع "ألون" الاستيطاني.

وتشتهر القرية بزراعة الزيتون والعنب والقمح واللوز، وتربية المواشي، لكنّ الاحتلال حوّل أراضيها الزراعية والرعوية لمناطق عَسكرية مُغلقة، ومنعَ أصحابها من دخولها أو إعمارها بأيّ شكلٍ من الأشكال؛ بحجّة أنها تُقام في مناطق مُصنفة (ج)، كما التهم عددًا كبيرًا من أراضيها وضمّها إلى الوحدات الاستيطانية التي تُحاصر القرية في جميع اتجاهاتها.

وكان الاحتلال قد أعلن قرية المغيّر منطقةً عسكرية مُغلَقة، عقب احتلال الضفة الغربية والقدس عام 1967، لتُصبح معظم أراضي القرية من الناحية الشرقية، في منطقة العزل هذه، وتبدأ حكاية النضال والصمود لحمايتها من أطماع الاحتلال.

350359928_2797813377027700_8049177106160632985_n.jpg
 

"عقابٌ جماعي"..

الناشط وأحد سكان المغيّر ماهر النعسان، يشير إلى أن قوات الاحتلال فرضت عقابًا جماعيًا على أهالي القرية؛ بسبب صمودهم وحفاظهم على أراضيهم الزراعية والرعوية، في محاولةٍ منها لـ "تركيعهم والحيلولة دون تصديهم لاعتداءات المستوطنين بعد أن أقاموا 5 بؤر استيطانية رعوية حولها".

ويوضح "النعسان" في حديثه مع "وكالة سند للأنباء"، أنّ جيش الاحتلال يتناوب مع المستوطنين وجهاز الاستخبارات "الشاباك" في استهداف القرية؛ بسبب موقعها الجغرافي الذي يقطع التواصل ما بين مستوطنات الاحتلال.

ويضيف: "نظم أهالي القرية العديد من المسيرات السِلمية والمقاومة الشعبية السِلمية، احتجاجًا على مصادرة الأراضي والمراعي؛ لكنّ صمودهم فيها لم يرق للمستوطنين وخاصةً ما يسمى بـ "فتية التلال"، الذين شنّوا حملة تحريض على وسائل الإعلام العبري ضد الأهالي".

"أيامٌ عصيبة"..

وخلال الأيام الأخيرة، عاش أهالي "المغيّر" أيامًا عصيبة، حيثُ حوّل جنود الاحتلال مدخليْ القرية إلى ثكنةٍ عسكرية، وشنّوا حملةً ما زالت مستمرة، تخلّلها اعتقالات، واعتداءات على الأهالي والمُزارعين، ومنعهم من الحركة، إلى جانب تخريب الأراضي، وحرق المحاصيل والمُمتلكات.

وعن هذه الاعتداءات، يُحدّثنا ضيفنا: "مساء الأحد الماضي (28 أيار/مايو)، أطلقَ جنود الاحتلال النار على فتييْن لا تتجاوز أعمارهم الـ 15 عامًا، وأصابوهما بالرصاص، فقط بسبب مرورهم من الشارع، واعتقل الجيش أحدهما".

وينوّه "النعسان" أنّ قوات الاحتلال اعتقلت ما لا يقل عن 50 مواطنًا، مُعظمهم من الفتيْة والشُبّان، وأصابت نحو 20 شخصًا بجراحٍ بليغة، خلال الأيام الأخيرة، واصفًا ذلك بـ "الحملة المُمنهجة والمسعورة".

ويستطرد: "قبل أيام قليلة، استهدف المستوطنون بحماية الاحتلال المحاصيل الزراعية، وحرقوا ما لا يقل عن 20 دونمًا، ثم مُنعنا من إخماد الحريق وحماية محاصيلنا، حيث أطلق الاحتلال النار صوبنا".

ويلفتُ ضيفنا إلى أن هذا الحصار، استهدف كافة الفئات، وشلّ الحركة داخل القرية، وأيّ علاقة تربطها بالقرى المجاورة، كما حرمهم من الوصول إلى أعمالهم وتأمين قوت يومهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ومن الوصول إلى أماكن تعليمهم خارج القرية، أو وصول المعلمين إلى مدارس القرية.

لكنّ "النعسان" يؤكّد على ثباتهم، مضيفًا: "نحنُ صامدون إيمانًا منّا بأنّنا أصحاب الحق، لا يمكن أن نتنازل عن أرضنا، وسوف نُضحي بالغالي والرخيص من أجل الحفاظ عليها".

وفي سؤالنا عن المطلوب لمجابهة هذه الاعتداءات؟، يُجيب: "حكومة الاحتلال الحالية حكومة إرهاب مُنظم وقتل، يدّعون أنهم قانونيين، ويقومون بتوفير الأمن والحماية للمستوطنين الذين يستولون على أراضينا ومحاصيلنا؛ لذلك على جميع العالم وإعلامه أن يقف بجانب الفلسطينيين لحمايتهم ومناصرتهم على حقوقهم".

"امتدادٌ لإصبع استيطاني"..

وفي هذا السياق، يقول عضو هيئة الجدار والاستيطان صلاح خواجا، إنّ "حصار الاحتلال لقرية المغيّر شرق رام الله، يأتي في سياق كسر معنوياتهم وصمودهم في أراضيهم، ويُعتبرُ جُزءًا من استهداف أشكال المقاومة الفلسطينية الفعّالة".

ويرى "خواجا" في حديثه مع "وكالة سند للأنباء"، أنّ "إجراءات الاحتلال العقابية تأتي عكس ما يتوقعه؛ وأنّ أهالي القرية بدأوا يعيشون حالةً من التفرّغ التام لحماية أراضيهم وممتلكاتهم من أطماع الاحتلال ومستوطنيه".

ويوضح أنّ "حكومة الاحتلال أعلنت في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الجاري 2023، بالاعتراف بـ 9 بؤر استيطانية، أحدها في منطقة المغيّر"، منوّهًا إلى أنّ "هذه البؤرة "وهمية" غير قائمة، تم الاعتراف بها ليتم بناء مستوطنة جديدة، وتجنيد كافة الإمكانيات من أجل إنشائها.

ويُعقّب "خواجا": "ما يجري في المغيّر والمناطق المجاورة لها من عمليات إطلاق للرصاص الحيّ، ومحاولات اعتداء على المزارعين وحرق المحاصيل والممتلكات، ليس بِمحضْ الصُدفة".

350277265_2199484590247195_5337726424540307625_n.jpg
 

ويشرح: "هذه المناطق أصبحت الآن جزءًا من امتدادٍ لـ "إصبع استيطاني"، يمتد من منطقة "ملبّس" في الداخل المحتل حتى مستوطنة "أرئيل"، ثُمّ حاجز زعترة ومستوطنة "شيلو"، مرورًا بمنطقة الأغوار، وصولاً إلى المغير والقرى المُجاورة؛ بهدف فصل شمال الضفة الغربية بالكامل عن وسطها".

ويُحذّر في ختام حديثه، من "إجراءات حكومة الاحتلال، وخطّطها المستقبلية، بعد أن أصبح عددًا كبيرًا من المستوطنين أعضاءً فيها وفي "الكنيست"؛ بالتالي أصبحت بشكلٍ علني حكومة مستوطنين وبرنامج استيطاني، هدفها تعزيز تهويد الضفة الغربية والقدس، وبناء أسوأ نظام فصل عنصري".