الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

مسيرات المستوطنين في الخليل.. محاولات لإظهار القوة والحشد وتهويد البلدة القديمة

حجم الخط
مسيرات المستوطنين الخليل.
الخليل - يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

استمرارًا لمسلسل التهويد والتزييف لحقائق التاريخ والمعالم الإسلامية والعربية الفلسطينية في مدينة الخليل، يسعى المستوطنون المدعومين بغطاء سياسي ودعم عسكري من حكومتهم، لتعزيز التواجد الاستيطاني في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، من خلال أنشطة استيطانية واعتداءات متصاعدة ضد أهالي المدينة ومعالمها وتاريخها.

وفي إطار محاولات التهويد للمدينة، كثف المستوطنون خلال الفترة الماضية من المسيرات التي يجوبون فيها البلدة القديمة بالخليل، والتي تنطلق من المستوطنات صوب المسجد الإبراهيمي، يتخللها اعتداءات ضد الفلسطينيين تحت أعين جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وتعد هذه المسيرات جزءًا من الحشد والتواجد الذي يسعى المستوطنون لتعزيزه في المدينة، وجلب الدعم لمشاريع استيطانية من أرجاء العالم، وفق نشطاء في مقاومة الاستيطان في البلدة القديمة بالخليل.

ويستوطن البلدة القديمة بالخليل قرابة 450 مستوطناً تحت حراسة 1500 جندي إسرائيلي، يضيقون على حركة 40 ألف فلسطينيي، وينكلون بهم بشكل يومي، عدا عن الاعتداءات التي ترافق مسيرات، واحتفالات المستوطنين.

مستوطنون 4.jpg

 

"محاولة للسيطرة"..

الناشط في تجمّع المدافعين عن حقوق الإنسان في الخليل عارف جابر وهو أحد سكان البلدة القديمة، يشير إلى أن أعداد مسيرات المستوطنين ازدادت مؤخرًا، وكذلك أعداد المستوطنين المشاركين فيها، كما يتخللها إغلاق الشوارع ومنع المرور من الطرقات، وتنطلق من مستوطنة كريات أربعة صوب المسجد الإبراهيمي بالخليل.

ويوضح جابر في حديث لـ "وكالة سند للأنباء"، أن المستوطنين نظموا خلال شهر أيار الحالي أربعة مسيرات، تجمعوا فيها من مستوطنات "الدبويا"، ومدرسة أسامة بن منقذ المستولى عليها من قبلهم، وانطلقوا من "كريات أربعة" باتجاه حارة جابر وواد الحصين، وصولاً إلى المسجد الإبراهيمي.

واللافت في المسيرات مؤخرًا، هو زيادة حضور غلاة المستوطنين وقادتهم للمسيرات والاحتفالات في البلدة القديمة، كما جرى خلال احتفالهم في بيت الزعتري الذي استولوا عليه مؤخراَ، في إشارة واضحة لمحاولتهم إعلان السيطرة على البلدة القديمة، وفق "جابر".

مستوطنون.jpg
 

ويبين ضيفنا، أن حجم اعتداءات المستوطنين خلال المسيرات في البلدة القديمة بالخليل تتنوع ما بين المسيرات التي تنظم باحتفالاتهم، حيث يكون عدد المشاركين فيها أقل، وما بين الاعتداءات التي تكون في إطار منع الحركة والتنقل لعدة ساعات، عدا عن الصراخ والسباب والشتائم التي ترافق أي تحرك للمستوطنين.

وتتركز الاعتداءات خلال مناسبات الأعياد اليهودية التي تتم بمشاركة الآلاف من المستوطنين القادمين من مستوطنات الضفة الغربية، خاصة ما يعرف بـ "عيد سبت سارة"، أو المسيرات التي تنظم عقب الأحداث؛ للانتقام من سكان المنطقة بالاعتداء عليهم وتوجيه الشتائم ضد المسلمين والعرب.

ويقوم المستوطنون بتحطيم زجاج المنازل ورشقها بالحجارة، والاعتداء على مركبات المواطنين ومحاولة حرقها، خاصة فيما يعرف بـ "سبت سارة"، حيث لا يتمكن المواطنون والناشطون من التواجد والتصدي للمسيرات بشكل مباشر؛ لأن شرطة وجيش الاحتلال يغلقان المنطقة، ومن يتواجد ويحاول الدفاع عن نفسه من اعتداءات المستوطنين، يتم الاعتداء عليه واعتقاله مباشرة.

"إظهار الحشد والقوة"..

من جانبه، يقول منسق تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو، إن المستوطنين في الخليل يعملون مؤخراً على مبدأ الحشد والمناصرة، ومحاولة إظهار حجم قوتهم عبر مظاهرات كبيرة، مما يدل على وجود تنظيم شعبي ورسمي واضح، وحراك قوي من قبلهم باتجاه خدمة مشروعهم الاستيطاني في المدينة.

ويضيف "عمرو" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن المستوطنين من أقوى المؤسسات الإسرائيلية التي تعمل على مستوى العالم، لحشد الدعم المالي والسياسي لصالح مشروعهم الاستيطاني في الخليل، والذي يلاقي دعمًا من أنصار الاحتلال واليهود في العالم.

ويستدرك: "لهذه المسيرات تأثير كبير على الرأي العام الإسرائيلي واليهود في العالم؛ لأن عددًا كبيرًا منهم يناصر التهويد والاستيطان".

ويهدف المستوطنون من وراء تنظيم هذه المسيرات، لإعطاء إيحاءات في الداخل والخارج أن هذه المناطق "إسرائيلية"، ورسالة لمحاولة قتل الهوية الفلسطينية، عدا عن رسالة تهويد وتخويف للفلسطينيين، وفق "عمرو".

ويشدد "ضيف سند"، على أن المسيرات الاستيطانية بحاجة إلى رد فعل فلسطيني مماثل، عبر تنظيم مسيرات بمشاركة الالاف في البلدة القديمة بالخليل، وخلق رسالة مضادة تكشف الاستيطان وحقيقته.

ويرى عمرو أن ذلك يتم "عبر إعادة الوحدة الوطنية على برنامج نضالي شعبي ومقاوم، وعبر فعاليات حاشدة تحمل رسالة رفض للاحتلال وغطرسته".

مسيرات المستوطنين.jpg