الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

حملة رقمية لإظهار مقبرة "القسام" على خرائط جوجل

حجم الخط
مقبرة القسام.jpg
هداية عصمت حسنين- وكالة سند للأنباء

إنها المنهجية الإسرائيلية التي تستهدف كل ما هو قائم على الأرض، بل تتجاوز حتى إلى من باتوا تحتها، فيعبث الاحتلال مراراً وتكراراً بمقبرة القسام في حيفا، في خطوة تنتهك حرمة الأموات قبل كل شيء.

وإيماناً بأن الخطوات النضالية لا بد أن تتواصل على مختلف الأصعدة، يسعى نشطاء فلسطينيون لإظهار مقبرة القسام على خرائط جوجل، ضمن حملة إلكترونية وإعلامية، أمام ما تشهده المقبرة مؤخراً من اعتداءات إسرائيلية وتهويدية تدنيسية متكررة لمحاولة تجريفها.

الحملة الإعلامية

وفي حديث مع صاحب فكرة الحملة الناشط عمر عاصي، يؤكد أن هدفها تعريف أكبر قدر من الناس بقضية المقبرة، والمخاطر المحدّقة بها، عدا عن دعم الجهود المبذولة في الجانب القضائي والحقوقي من طواقم المحامين، وقد انطلقت مطلع العام الجاري.

ويروي "عاصي" لـ "وكالة سند للأنباء" القصة التي دفعته لإطلاق الحملة، بأنه عندما حاول زيارة المقبرة أول مرة، فبحث عنها في خرائط جوجل؛ ليرى كيف تكون من الداخل، وكيف الدخول إليها، وغيرها من تفاصيل... فلم يجد أي صورة أو تعليق عنها، فبدا له "كما لو أنها مهجورة".

"وبالرغم من جهود اللجنة الشعبية للدفاع عن مقبرة القسام، ومتولي وقف الاستقلال، ومؤسسات حقوقية أخرى، وكلها تعمل بشكل حثيث منذ سنوات طويلة على ملف المقبرة، ولكن المؤسف أن هذا لا يتجلى بشكل جيد في المنصات الإلكترونية، والتي تكون أقرب من الشباب"، هكذا يعبر "عاصي" عن ضرورة إظهار المقبرة على خرائط جوجل.

وعن أهمية المنصات الإلكترونية والرقمية بحملتهم الإعلامية، يستكمل أن النشر حول المقبرة في منصّات تفاعلية يحتاجها الناس بشكل يومي يُمكن أن يغير من الصورة الإعلامية المعتادة فيما يُنشر على مواقع إخبارية تتحول مع الوقت لمواد أرشيفية، لا يدخلها غالبًا إلا باحث متخصص.

وفيما يخص طاقم الحملة للعمل على دعم المقبرة، يؤكد "عاصي" بأنه يتكون من متخصصين في مجالات مختلفة، فهناك الباحث في التاريخ، والباحث في حقوق الإنسان، والمحامون والمهندسون، والإعلاميون الذين يعملون على إعداد مواد تساند الحملة.

حشدٌ وتفاعلٌ

ويوضح "عاصي" فيما يخص الوسيلة المستخدمة بالحملة الرقمية، أنها تتمثل بالحشد على صفحة المقبرة في خرائط جوجل، لإثباتٍ للعالم أجمع أن هذه ليست مجرد مقبرة، آملاً من كُل شخص أن يدخل ويقيِّم المقبرة، ويكتب تعليقًا حول أهميتها.

"والحقيقة أن التفاعل كان ممتازًا، وقد وصلت التعليقات حتى 260 تعليق، عدا عن التفاعل الملحوظ والذي نأمل أن يزيد؛ كي تكون المقبرة بارزة على الخريطة لكل من يزور بلدة "نيشر" التي أقيمت على أراضي قرية بلد الشيخ قضاء حيفا"، يقول "عاصي" عن التفاعل مع الحملة.

وعن وسائل أخرى انتهجتها الحملة، يفيد "عاصي" بأنهم عملوا على تركيز كُل ما يوجد من أبحاث وكتب وخرائط وملفات إعلامية مهمة تتعلق بالمقبرة في مكان واحد، ويُمكن لأي ناشط يرغب بالتطوع في الحفاظ على المقبرة بالدخول والاستفادة منه.

الشباب.. جهودٌ متكاملة

وبما أن الحملة جاءت بمجهود شبابي، كان سؤالنا لـ "عاصي" حول دور الشباب فيها، فيجيب بأنه "أساسي جداً، فالكثير من الشباب في حيفا يتطوعون لزيارة المقبرة خلال النهار، وهناك من يبقى فيها للحراسة ليلًا، وهناك من يتطوع في مجال تخصصه".

ويعبر عن سعادته بهذا التكامل والمجهود الشبابي، فيوضح أن هناك من لا يستطيعون الوصول للمقبرة، يتطوعون لإعداد تصاميم للحملة، وهناك من يتطوعون لترتيب قاعدة البيانات حول مقبرة القسام ومقابر أخرى مثلها معرضة للخطر في فلسطين.

عدا عن الذين يتطوعون لإجراء أبحاث حول أوقاف حيفا وما يميز مقبرة القسام، وغيرهم ممن يترجمون كُل هذه المواد، ويقول "عاصي" هذه كلها جهود عظيمة لم تكن لتتم لولا جهود الشباب.

مقبرة القسام.. اعتداءات متواصلة

وبالحديث عن أهمية المقبرة، يقول متولي وقف الاستقلال في مدينة حيفا فؤاد أبو قمر، إنها مقبرة تاريخية أقيمت قبل سنوات النكبة الفلسطينية، ومساحتها الاجمالية تبلغ قرابة 44 دونماً، وتعد أكبر مقبرة للشهداء في فلسطين، خاصة شهداء النكبة وعلى رأسهم الشهيد عز الدين القسام، والذي سميت المقبرة على اسمه.

ويوضح "أبو قمير" أن ما تشهده المقبرة مؤخراً من انتهاكات، ما هي إلا استمرار لنهج إسرائيل متواصل، فقد صادرت المؤسسة الإسرائيلية 30 دونماً عام 1954 باعتبارها أموال غائبين وهي ليست كذلك، مؤكداً أنها تتبع لهيئة وقف الاستقلال ما قبل عام 1948.

ويؤكد أن هذا اعتداء صارخ بحق المقبرة، غير الاعتداءات المتواصلة عام 1966 على بلدية بلد الشيخ بحيفا، التي يسميها الاحتلال اليوم "نيشر على المساحة غير المصادرة منذ عام 1954، والتي تبلغ مساحتها 14 دونماً.

ويستكمل أنه عندما أقدمت آليات الاحتلال على جرف المقبرة لشق مجموعة طرق داخل المقبرة، تصدى لهم أبناء حيفا، واعتصموا داخل المقبرة لما يزيد عن 9 أشهر، حتى رضخت بلدية الاحتلال حينها، وأقامت جسراً فوق المقبرة دون المساس بها.

ويواصل "أبو قمير"حديثه عن الاعتداءات، ففي عام 2016 الذي شهد حفريات في أراضي المقبرة والعبث بالقبور ضمن مشروع حكومي "مترونيت" في شارع 752، غير حفر حفرة بعمق مترين ونصف والسير بها باتجاه قبر القسام.

وغيرها من انتهاكات موثقة مطولة، فيحكي "أبو قمير"أخيراً، وفقط قبل أسبوعين أدخلت قوات الاحتلال الجرافات والمعدات لداخل المقبرة بغية نبشها، والاعتداء عليها.

وقف الاستقلال بحيفا

وعن دورهم كممثلي وقف الاستقلال في مدينة حيفا، يوضح "أبو قمير" سعيهم المتوصل للتصدي لكل المؤامرات التي حيكت ضد الوقف الإسلامي في مدينة حيفا، ودائماً حاضرين للدفاع عن المقدسات ميدانيا من خلال التواجد على الأرض.

ويستطرد " نواصل استنفارنا وتجييشنا لأبناء شعبنا؛ ليقفوا معنا سداً منيعا ضد أي اعتداء سافر، ولم يخيبوا حسن ظننا بهم أبدا"، مؤكداً الصراع المرير المتواصل تاريخياً بين وقف الاستقلال بحيفا الذي تتبعه مقبرة القسام، والاحتلال منذ بدء انتهاكاته.

ويقول "أبو قمير" إنه مؤخراً، بداية شهر كانون أول/ ديسمبر عام 2021، أي قبل شهرين ونصف، أقاموا خيمة اعتصام داخل المقبرة، ولا زالت باقية حتى رفع الغمة والضيم عنها.

ويعرب عن ابتهاجه بمشهد جموع الشباب، قبل أقل من أسبوعين ونصف، عندما هبوا دفاعاً عن مقبرة القسام واستمروا بالوقفات الاحتجاجية، مشيراً إلى أن ما يحركهم عاطفة الماضي وأمل المستقبل، وهذا ما يثير غضب الاحتلال.