مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، يعمل تجار الماشية في قطاع غزة، على قدمٍ وساق لجذب الزبائن إلى الأسواق؛ وحَثَّهم على شراء الأضاحي التي يقولون إنها متوفرة كمًا ونوعًا هذا العام، لكنّها تشهد إقبالًا ضعيفًا مقارنة بسنوات مضت، في ظل ارتفاع أسعارها، ما يُثير مخاوفهم من كساد الموسم.

ومن المتوقع أن يستهلك قطاع غزة 17 ألف رأس من العجول، و22 ألف رأس من الأغنام للأضاحي في عيد الأضحى هذا العام، بحسب معطيات وزارة الزراعة الفلسطينية.

ووفقًا لما أجمع عليه تجار الماشية في غزة، فإن سعر الكيلو غرام من العجل ارتفع هذا العام لشيكلين مقارنة بأسعار العام الماضي، أما الخراف فقد ارتفع سعرها بمقدار نصف دينار لكل كيلو غرام، علمًا أضاحي العجول تُباع في القطاع بعملة الشيكل، فيما تباع الخراف والأغنام بالدينار الأردني.

 

ويقول التاجر عبد الرحمن أبو زور صاحب مزرعة خاصة بتربية العجول، إن الأضاحي هذا العام تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، يُقابله حالة عزوف عن الشراء من المواطنين حتى هذه اللحظة.

وتتراوح أسعار العجول لهذا الموسم ما بين 19 إلى 23 شيكلًا للكيلو غرام، بينما تتراوح أسعار الأغنام ما بين 5.5 إلى 6 دنانير أردنية للكيلو جرام، بحسب وزنها ونوعها، ويلفت "أبو زور" إلى أن هذه الأسعار تقديرية ويُمكن أن تتغير تبعًا لحالة الطلب على الأضاحي خلال الفترة القادمة.

ويعزو في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" هذا الارتفاع إلى ارتفاع أسعار الأعلاف من 1600 شيكل للطن الواحد إلى 2100 شيكل جراء التداعيات المستمرة للحرب الروسية الأوكرانية.

ويُشير "أبو زور" إلى سبب آخر ساهم في زيادة الأسعار، ويتمثل في أنّ قطاع غزة لا ينتج عجول محلية فجميعها مستوردة من الخارج.

ويُردف أن معظم الذبائح التي تم شراؤها بغزة حتى اللحظة، تعود لمؤسسات خيرية لتوزيع لحومها على العائلات الفقيرة، منوهًا إلى أنّ الكثير من المواطنين يسألون التجّار عن إمكانية تقسيط ثمن الأضحية بسبب وضعهم الاقتصادي الصعب.

وفي سؤالنا عن أنواع العجول المعروضة في أسواق قطاع غزة، يُجيب ضيفنا: "هناك أنواع كثيرة منها البرتغالي ويتراوح سعر الكيلو الواحد منه من 22.5 إلى 23 شيكلًا، أما الهولندي فيصل سعره الكيلو 19.5 شيكلًا، بينما بلغ سعر الكيلو من نوع السمنتال 21.5 شيكلًا".

وهناك أنواع أخرى من عجول الأضاحي في الأسواق، مثل المصري "البرامو"، والفرنسي، والمعراف، والبرازيلي.

لكنّ غالبية المواطنين يفضلون شراء عجول "السمنتال" التي تتميز بنسبة عالية من اللحوم مقارنة بنسبة الشحوم لدى الأنواع الأخرى، ثم البرتغالي، فالمصري والعجول الأوروبية.

 

أما الخراف فيوجد في السوق أنواع مختلفة، في مقدمتها العساف وهو أحد أشهر الأنواع وأكثرها طلبًا لوفرة اللحوم فيه وقلة الدهون كذلك، ويتراوح سعر الكيلو الحي من 5.5 إلى 6 دنانير، ثم يليه النوع البلدي ويتراوح سعر الكيلو الواحد منه من ٥ إلى ٥.٥ دنانير، بينما يتراوح سعر كيلو لحم الماعز من ٥ إلى ٥.٥ دنانير، والمصري من  4 إلى 4.5 دنانير.

ويتفق التاجر أحمد بدوي مع "أبو زور" في ضعف الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام، قائلًا: "كان المواطن يُضحي بعجلٍ كامل، اليوم أصبح يشترك في حصة واحدة فقط، والكثير يسأل عن تقسيط ثمنها في ظل صعوبة الظروف المعيشية وارتفاع أسعار العجول".

ويعتمد الغزيون عادةً على عادة الاشتراك في شراء الأضحية الكبيرة وتُعرف باسم "الحصة"، حيث يشترك من شخصين إلى 7 أشخاص في العجل الواحد.

ويتابع "بدوي" لـ "وكالة سند للأنباء" أن قيمة الحصة الواحدة تتراوح ما بين من 1300 شيكل إلى 2500 شيكل، حسب وزن العجل، لافتاً إلى أن الارتفاع هذا العام يقدر بـ 200 شيكل لكل حصة.

ويشتكي ضيفنا من ضعف حركة الشراء، موضحًا أنّه تمكن العام الماضي من بيع وذبح 500 عجل، في حين لم يتجاوز شراء المواطنين 150 عجلا من مختلف الأنواع خلال هذا الموسم.

بينما لم يتمكن ضيفنا من بيع خراف في هذا الموسم، بخلاف العام الماضي الذي باع فيه نحو 200 خروف.

 

الزراعة: معظم الكمية متوفرة في الأسواق

وفي الإطار يؤكد المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني أنّ معظم كمية الأضاحي اللازمة لتلبية احتياجات الأسواق في هذا الموسم متوفرة، مشيرًا إلى أنهم يعملون لإدخال المزيد خلال الفترات المقبلة.

لكنّ "البسيوني" في حديثه مع "وكالة سند للأنباء" يقول إنّ ثمن الأضاحي في الأسواق لم يُعلن بعد، وإن هناك العديد من العوامل التي ستؤثر على الأسعار في الأيام القادمة، منها مدى إقبال المؤسسات الخيرية، ووفرة الكميات المطلوبة، بالإضافة لتحسن القدرة الشرائية لدى المواطن.

ويُشدد أن وزارته على تنسيق دائم مع وزارة الاقتصاد فيما يخص الأسعار، وأنها لن تسمح بأي احتكار، أو ارتفاع غير معقول بالأسعار، مستدركًا: "إن وُجد زيادة فستكون محدودة ومرتبطة بارتفاع الأسعار عالميًا".

ويلفت "البسيوني" النظر إلى أنّه تم استيراد معظم أنواع العجول (أوربية المنشأ) التي يرغبها المواطنون في قطاع غزة، أما الأغنام فيتم استيراد غالبيتها من دول عربية أو أوروبية أو ما يتم إنتاجه محليًا.

ويُبيّن أن وزارة الزراعة تتبع إجراءات مشددة وعمليات مراقبة مستمرة على المواشي ابتداءً من المعابر، وصولًا إلى مزارع التربية، للتأكد من سلامتها وأنها لا تعاني من أي أمراض وبائية، كما يتم متابعة "مسالخ الذبح" من قبل الهيئات المحلية ومجموعة أطباء بيطريين.

يشار إلى أنّه يتم ترخيص عشرات المسالخ المؤقتة سنويًا على امتداد قطاع غزة خلال موسم عيد الأضحى؛ لذبح المواشي فيها، بدلًا من عادة ذبحها في الشوارع التي جرت عند عشرات العائلات؛ ما يؤدي إلى نشر الأمراض والأوبئة والحشرات في كثير من الأحيان.