مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد أسواق الأضاحي في فلسطين إقبالاً ملحوظاً من قبل المواطنين لإحياء شعيرة من شعائر الله، متحدين الظروف الاقتصادية الصعبة، لإدخال الفرحة على عوائلهم.
وتشهد فلسطين ارتفاعا كبيرا في أسعار المواشي مقارنة مع العام الماضي، نتيجة لارتفاع تكلفة نقل أعلافها من الخارج من جهة، وعدم كفاية الإنتاج المحلي لحاجة السوق من جهة ثانية.
ووصل كغم الخروف في محافظات الضفة قائم ٧.٨٠ دينار حوالي ٣٧ شيكلا، وسعر كيلو اللحم الحي من العجل بين 17 إلى 21 شيكلًا، في حين كان العام الماضي 16 شيكلاً.
وفي قطاع غزة، يتراوح سعر كيلو اللحم الحي من العجل بين 17 إلى 19 شيكلًا حسب نوع العجل، فيما ينخفض سعر الأبقار إلى 15 شيكلا، ويصل كيلو الضأن إلى 5 دنانير.
نقص الانتاج المحلي
وقال رئيس اتحاد تجار العجول وأصحاب الملاحم في الضفة عمر النبالي، إن محافظات تعاني من انتاج الخرفان المحلي والنسبة المتوفرة في السوق ضعيفة تقدر 150 ألف رأس غنم، وتحتاج الضفة يومياً 2000 رأس.
وطالب النبالي خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، الحكومة بإلغاء ضريبة الأعلاف عن المزارعين، وأن يكون الاستيراد من الخارج من دون جمارك، وذلك ليتمكنوا من خفض أسعار اللحوم في الأسواق.
وبين أن طن العلف كان يتم شراؤه بـ1500 شيكلاً، وارتفع إلى 2100 شيكل.
ولفت إلى غياب التشريعات الرقابية التي تنظم علمية استيراد وأسعار اللحوم، بالإضافة إلى غياب الحماية للمستهلك وللمزارع.
استعدادات متواصلة للموسم
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة الفلسطينية أدهم البسيوني، أن الاستعدادات لموسم الأضاحي في قطاع غزة يسير وفق ما هو مخطط له.
وقال "البسيوني" في تصريح لـ"وكالة سند للأنباء"، إن هناك 15 ألف رأس من العجول، و 20 ألف رأس من الأغنام متوفرة في الأسواق، دون إشكاليات في توافرها، وضمن المواصفات والمعايير المتبعة في ظل تفشي فيروس كورونا.
وأفاد أن أسعار الأضاحي لهذا العام وفق الحدود الاعتيادية، دون استغلال أو رفع في الأسواق.
وأشار إلى أن الوزارة تشدد إجراءاتها الرقابية على عملية إدخال وتداول الأضاحي، من خلال الحصول على إذن مسبق وشهادات المنشأ الخاصة بالمواشي، التي تثبت خلوها من أي أمراض، في ظل تفشي فيروس كورونا.
وأضاف "البسيوني" أنه يتم حجر المواشي عند وصولها إلى المعبر، وأخذ عينات الدم اللازمة لعملية الفحص والتأكد من سلامتها، ثم الإفراج عنها لمزارع التربية.
وبيَّن أن الطواقم البيطرية تتابع المواشي داخل المزارع، وتجري متابعة المسالخ من حيث جهوزيتها لاستقبال الأضاحي.
ولفت "البسيوني" إلى وجود زيادة في عدد المسالخ المرخصة في هذا العام، استجابةً لضبط عملية تبادل اللحوم، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الوعي في ظل انتشار عملية الذبح العشوائي في الطرق.
وأوضح أنه يتم استيراد المواشي من مجموعة دول أوروبية، وفق كمية الحاجة إليها في السوق الفلسطيني.
اقبال ملحوظ
من جانبه، قال التاجر محمد البدرساوي مالك إحدى المزارع، إن هناك إقبالاً ملحوظاً من المواطنين على شراء الأضاحي لهذا العام على خلاف التوقعات.
وأضاف البدرساوي في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن الموسم مبشر مقارنة بالظروف خاصة بعد الحرب الأخيرة ومع تشديد الحصار، ومقارنة بالسنوات الأخيرة، ويعود ذلك لانتظام نسبة صرف الرواتب، وحرص المواطنين على تأدية هذه الشعيرة.
وفيما يخص الأسعار وما يتعلق بأنواع العجول قال البدرساوي، إن أشهر أنواعها وأكثرها رغبة لدى الأشخاص الذين يرغبون في التضحية، عجل البلجيكي و"السمنتال" والذي يتميز بنسبة عالية من اللحوم مقارنة بنسبة الشحوم لدى العجول الأخرى.
ويتراوح سعر الكيلو الواحد من العجل الحي نوع الليموزين، ما بين 19 و20 شيكل، ويأتي بعده العجل الشراري "سمنتال" ويتراوح سعر الكيلو من 17 إلى 18 شيكلا، ثم الشراري الأوروبي وسعر الكيلو ما بين 17 و18.5 شكيل.
وبالإضافة إلى تلك الأنواع، يتوفر في السوق المحلي أنواع أخرى منها شراري برامو، وسعر الكيلو من 17 – 18 شيكل، والشراري الفرنسي من 18 – 19 شيكل.
ومما يميز نوع الشراري من العجول سعرها المتوسط مقارنة بغيرها وجودة لحومها ونسبة الشحوم القليلة فيها.
ويشتهر بعد تلك الأنواع، نوع آخر وهو العجل الهولندي وسعر الكيلو "حي"، من ١٦ – ١٧ شيكل.
وبالنسبة إلى الخراف، فيوجد في السوق أنواع مختلفة من الخراف، في مقدمتها يأتي العساف وهو أحد أشهر الأنواع وأكثرها طلبًا لوفرة اللحوم فيه وقلة الدهون كذلك، ويتراوح سعر الكيلو الحي من 5.5 إلى 6 دنانير، ثم الخروف الليبي من ٥ - ٥.٥ دينار، ثم الجدي من ٥ - ٥.٥ دينار.