الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

أزمة بنيامين نتنياهو الداخلية.. الشارع لا يزال ملتهبا

حجم الخط
نتنياهو ومشاكل إسرائيل
القدس – وكالة سند للأنباء

للأسبوع الـ 24 على التوالي تتجدد الاحتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية وخطة "إصلاح القضاء"، بعد أيام من تعليق قادة المعارضة مشاركتهم في المفاوضات بشأن الخطة المثيرة للجدل؛ ما يعكس استمرار الأزمات الداخلية التي تصاعدت مع تولي حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة مقاليد الحكم.

وتظاهر عشرات الآلاف مساء أمس السبت، في كلِّ من "تل أبيب، حيفا، أور عكيفا، بئر السبع، "رمات هشارون"، رحوفوت، كركور، والقدس"، بينما أغلقت الشرطة الإسرائيلية العديد من الشوارع تزامنا مع الاحتجاجات في تل أبيب وعدة بلدات ومفارق أخرى.

ودعا منظمو الاحتجاجات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى إقالة وزير القضاء، ياريف ليفين، معتبرين الأخير يشن حربا ضد "الديمقراطية الإسرائيلية"، ويفاقم الأزمة الاقتصادية ويعمق الانقسامات.

وقبلها بأيام اختار الكنيست الإسرائيلي نائبة من المعارضة لعضوية لجنة تعيين القضاة، في حين أخفق الائتلاف الحاكم في انتخاب مندوب له في تلك اللجنة التي كانت في لب النقاش الحاد بـ "إسرائيل" ضمن خطة "إصلاح القضاء".

وكان "نتنياهو" قد أعلن في مارس/ آذار تعليق الخطة ومنذ ذلك الوقت، تجرى مباحثات بين المعارضة والائتلاف الحكومي برعاية الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، دون أن تلوح بالأفق بوادر اتفاق.

لكن زعيمي المعارضة يائير لبيد وبيني غانتس علقا الأربعاء الماضي مشاركتهما في المحادثات بسبب عدم حصول عضو في الائتلاف الحاكم على عدد كاف من الأصوات لشغل عضوية لجنة اختيار القضاة في الكنيست، وهو ما اعتبرته المعارضة مناورة لعدم تشكيل اللجنة.

وتتكون اللجنة من نواب ووزراء وقضاة ومحامين، وكان من المعتاد قبل ذلك أن يمثل العضوان اللذان يختارهما الكنيست ائتلاف الحكومة والمعارضة، لكن المتطرفين يرغبون في أن يكونا ممثلين للائتلاف الحاكم فقط.

والخطة التي تريد تطبيقها حكومة "نتنياهو" تحد من سلطة المحكمة العليا وتعطي الكنيست سلطات كبرى في اختيار القضاة، وتعتبرها المعارضة تهديدا لـ "الديمقراطية"، كما أثارت قلق عدد من حلفاء "إسرائيل" أبرزهم الولايات المتحدة.

وتهدف الخطة أيضًا إلى زيادة سلطة المسؤولين المنتخبين على القضاء، في خطوة يراها المعارضون أنها تهدد "الديمقراطية في إسرائيل"، ويمكن أن تساعد في إلغاء إدانة محتملة لـ "نتنياهو" الملاحق بتهم فساد في عدة قضايا.

على المحك..

المختص في الشأن الإسرائيلي إسماعيل مسلماني، يلفت لوجود تفاهمات إسرائيلية داخلية، لكن المظاهرات لا تزال مستمرة طالما ليس هناك بنود تم الاتفاق عليها.

ويقول "مسلماني" لـ "وكالة سند للأنباء"، إنّ المعارضة أرادت أن تختبر الائتلاف بتسعة أعضاء، وهم تركيبة لجنة تعيين القضاة، متسائلا: "هل فعلًا سيتم التصويت على شخص واحد تم ترشيحه؟!"، مردفًا: "إذا سقط فستكون مماطلة من قبل بيت الرئيس، وهنا الاختبار والمحك".

ويوضح أنّ نتنياهو يريد أن يتم التصويت على أحد مرشحي المعارضة داخل الكنيست لكن معظم الائتلاف لا يريدون ذلك.

وشهد الكنيست الإسرائيلي سجالًا بين أحزاب المعارضة والائتلاف الحكومي، خلال انتخاب لجنة تعيين القضاة الأربعاء الماضي.

ووصف أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي والمعارضة فرص التوصل إلى اتفاقات في المحادثات بأنها "ضئيلة".

صراع متعاظم..

من جهته، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، إنّ الصراع الداخلي في "إسرائيل" مرشح للتعاظم، حيث خالف "نتنياهو" وحزبه "الليكود" تعهدات المعارضة، ولم يتم انتخاب ممثلي "كنيست" في لجنة اختيار القضاة.

ويوضح النعامي خلال حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن المعارضة هددت بأنها لن تعود إلى المحادثات التي يرعاها ديوان الرئاسة، وهذا ما سبب تراجع الشيكل أمام الدولار قبل أيام.

ويبين أنه إذا فشل "نتنياهو" في فرض موقفه على "الليكود"، قد يتم احتواء هذا الأمر لكن ليس احتمالًا كبيرًا، ما يعزز فرص الصدع المجتمعي داخل دولة الاحتلال ويهددها اقتصاديًا وسياسيًا، وربما من ناحية أمنية.

تحديات مركبة..

من جانبه، يوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ، أنّ "نتنياهو" محاط بمجموعة أزمات مركبة داخليا وخارجيا، خاصة في ظل ترقبه للمشهد المتعلق بإيران ورغبته الدائمة في إنهاء برنامجها النووي.

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أنّ نتنياهو يرى نفسه وحيدا في الصراع مع إيران؛ لذا يحاول ترتيب بعض أوراقه الداخلية في محاولة للحصول على دعم وإسناد داخلي، فيما سيلجأ لخلط الأوراق في المنطقة.

ويرى ضيفنا أنّ الوضع الإسرائيلي الداخلي والصراعات القائمة بين القوى، تكبح جماح "نتنياهو" إزاء ملف كإيران، خاصة في ظل الإحجام الأوروبي والأمريكي عن دعم الخيار العسكري، في ظل الحديث عن تقارب فرنسي إيراني جديد.

ويُتابع: "خيارات نتنياهو في تحشيد الموقف الدولي ضد إيران بدأت تضيق للحد الذي تدفعه للبحث عن خيارات مجنونة، وهي تقف على سدة موقف المعارضة وتأييدها له، وقدرته على تحشيد الوضع الداخلي لصالح رؤيته".

ويرجح "صبّاغ" أن هذا الأمر سيدفع "نتنياهو" لمزيد من التراجعات على صعيد موقفه من لجنة تعيين القضاة، وإبداء المزيد من المرونة.