الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

فيديو يوم عرفة.. اليوم المشهود فضله وأهم الأعمال فيه

حجم الخط
الوقوف بعرفات.jpg
القدس - وكالة سند للأنباء

إن الأيام والليالي، والشهور والأعوام، خزائن للأعمال، والسعيد من وفق لاغتنامها، قال تعالى: "وهو الذي جعلَ الليلَ والنهار خلفةً لمن أرادَ أنْ يذّكر أو أراد شكورا".

وقد اختص الله تعالى أزمنة فاضلة، بمزيد من الفضل والأجر والثواب، وعرفة من تلك الأزمنة العظيمة القدر، الكثيرة الأجر وقد كثرت النصوص من الكتاب والسنة، الدالة عن فضائل يوم عرفة وشرفها.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة"، رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وهو الوتر الذي أقسم الله تعالى به في قوله: "والشفع والوتر". وقال ابن عباس: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة". وهو قول عكرمة والضحاك.

يوم عرفة، أو يوم الحج الأكبر، هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وقد عظَّم الله تعالى مكانة يوم عرفة، ورفع منزلته، وجعله أفضل الأيّام؛ فيه تتنزّل الرحمات وتجاب فيه الدعوات، ويغفر الله فيه الأخطاء والزلّات، ويُعين فيه أهل العثرات.

ويعد يوم عرفة أحد الأيام المباركة والفضيلة التي يحاول المسلمون بذل قصارى جهدهم في استغلاله من خلال القيام بالأعمال الصالحة، ومن أهم الأعمال الفضيلة في هذا اليوم المبارك:

صيام يوم عرفة

يعدّ يوم عرفة من الأيام الفاضلة التي يُستحبّ الصيام فيها، وقد أجمع الفقهاء على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج، بينما تعددت آراؤهم في حكم صيام يوم عرفة للحاج:

  1. ذهب الحنفيّة إلى استحباب صيام يوم عرفة للحاج إن كان الصيام لا يضعفه عن أداء مناسك الحجّ؛ وذلك لفعل أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها.
  2. وذهب الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة إلى كراهية صوم الحاج يوم عرفة، وقالوا باستحباب الإفطار في يوم عرفة للحاجّ.

وصيام يوم عرفة يكفر صغائر الذنوب والمعاصي التي وقع بها العبد في سنتين؛ الماضية واللاحقة؛ فعن أبي قتادة، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: "سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ".

والمقصود بتكفير السنة القادمة؛ أي أنّ الله تعالى يوفّق عبده المؤمن في اجتناب الذنوب والمعاصي التي تحتاج إلى تكفير في سنته القادمة؛ جزاءً له على صيام يوم عرفة.

الدعاء في يوم عرفة

بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الدعاء يوم عرفة من أفضل الدعاء وأكثره خيراً؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ".

فالدعاء في يوم عرفة يكون أعظم ثواباً، وأجزل عطاءً وأقرب إجابة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر في يوم عرفة من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له".

وهذا الدعاء يشتمل على ثناء الله تعالى وتوحيده، مما يجعله سبباً في نزول رحمة الله وخيره على عباده الموحّدين، كما أنّ فيه شهادة التوحيد.

وأفضل الدعاء قول: "الحمد لله"؛ لأن حمد الله تعالى على نعمه يتضمّن معنى الشكر الذي يكون سبباً في زيادة النعم.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، إن الدعاء في القرآن الكريم يأتي بمعنيين:

  1. دعاء العبادة؛ كقوله تعالى: "وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ".
  2. دعاء المسألة، كما قال جل وعلا: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"؛ فكلّ داعٍ لله تعالى هو عابد له، وكذلك كلّ عابد لله فهو داع له وسائل.

ذكر الله

يستحب للمسلم أن يكثر في يوم عرفة من ذكر الله، ويشتغل بالتكبير والتهليل إلى حين غروب الشمس، ويستحبّ أن يذكر الله بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، كأن يقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير".

وقد كان الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه يذكر الله تعالى كثيراً في يوم عرفة؛ فيقول: "الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، اللهم اهدني بالهدى، وقني بالتقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى".

وقد سمّى النبي صلى الله عليه وسلم الذكر في يوم عرفة أفضل الدعاء؛ وذلك ليبيّن اختصاص يوم عرفة بهذا الدعاء، وقد يسمّى الثناء دعاءً؛ وذلك لتشاركهما في جلب المنافع، وحصول المقصود بهما.

الوقوف بعرفة

يحقق الحاجّ ركن الوقوف بعرفة إذا حضر في داخل حدود المكان المسمى بعرفات وأقام فيه لوقت يسير ولو لحظة فأكثر، وأن يكون حضوره بنيّة الوقوف.

ويبدأ وقت الوقوف بعرفة من ظهر يوم التاسع من ذي الحجة، ويستمر إلى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة.

وفي موقف عرفة يدنو الله تبارك تعالى من عباده، ويباهي بهم ملائكته الكرام، وفيه يعتق الله من النار أفواجاً من الناس لا حصر لهم؛ فعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟".

ويقول الإمام ابن رجب، رحمه الله تعالى، عن يوم عرفة: "هو يوم العتق من النيران، فيُعتق الله فيه حجّاجه الواقفين بعرفة، كما يعتق فيه عباده المسلمين في كلّ مكان؛ أولئك الذين لم يشهدوا الوقوف بعرفة ولذلك يتبعه يوم عيدٍ لجميع المسلمين؛ وذلك لاشتراك جميع المسلمين في العتق من النيران، ونيل المغفرة في يوم عرفة".