الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

عبد الجبار جرار.. سنوات اعتقال متتالية تنهش جسده وتوقعه في شِباك الإهمال الطبي

حجم الخط
عبد الجبار جرار.
جنين - زيد أبو عرة - وكالة سند للأنباء

أعوام طويلة، واعتقالات متكررة لم تدع عائلة الأسير عبد الجبار جرار (57 عامًا) من مدينة جنين شمال الضفة الغربية تجتمع في مناسباتها وأعيادها كباقي العائلات، فنهشت من أعمارهم لحظات الفرح، وزرعت بدلًا منها مشاعر القلق والخوف عليه، بعد أن أورثته السجون وأقبية التحقيق أمراًضًا وآلامًا لا تحتمل. 

آلام مبرحة تغزو جسد "جرار"، لكنها لم تشفع له بعلاج ومتابعة طبية داخل سجون الاحتلال، ليزداد وجع عائلته وقلقها الدائم عليه منذ اعتقاله الأخير في الخامس عشر من شباط/ فبراير 2022، وتحويله للاعتقال الإداري منذ ذلك الوقت.

والأسير عبد الجبار جرار، من مواليد قرية الجديدة بمحافظة جنين، متزوج وأبّ لأربعة من الأبناء، يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، ويعمل في مدرسًا في مدارس جنين الحكومية، وأحد أبرز رجالات الإصلاح فيها وشخصياتها الوحدوية.

السيدة وفاء جرار زوجة الأسير، تشير إلى أنه يعاني منذ بداية فترة اعتقاله الأخير من آلام شديدة في المفاصل وخاصة في الركبة وقدمة اليسرى.

وتضيف "جرار" في حديثها لـ "وكالة سند للأنباء"، أنه رغم القلق والخوف الدائم في الاعتقالات المتكررة، إلا أن اعتقاله الأخير كان الأكثر أثرا وألما وقلقا على العائلة بسبب ما يعانيه زوجها من أمراض متعددة.

وتكمل: "عانى زوجي عبر الاعتقالات السابقة من الضغط والسكري وآلام المفاصل والغضاريف، بسبب التحقيق والتعذيب الشديد في اعتقالات سابقة، وبرز في اعتقاله الأخير التهاب حاد بوتر قدمه اليسرى، ولا يقوى على السير أو الوقوف إلا بعكاز، كما أنه لا يستطيع ثني ركبته".

وتؤكد زوجة الأسير أن الاحتلال يتعمد سياسة الإهمال الطبي بحقه، موضحة أن إدارة سجون الاحتلال لم تقدّم أي فحوص مختصة لزوجها إلا بعد أربعة شهور من الآلام في قدمه.

وتسرد: "بعد خمسة شهور أخرى، أعطاه الاحتلال إبرة مكتفيا بها كحل لآلامه على حد زعم طبيب السجن، ما تسبب بزيادة الآلام لديه في الركبة ما قد يعني الوصول لعملية تغيير الركبة حسب ما أوضحه أطباء مختصون للعائلة بما استطاعوا معرفته من الأعراض لدى عبد الجبار".

وانعكست الآلام والالتهابات الشديدة في قدم الأسير "جرار" على جسده بشكل عام لا سيما وأنه يعاني من الضغط والسكري، إلا أن ذلك كله يُقابل بإهمال طبي واضح من إدارة سجون الاحتلال.

وجاء اعتقال "جرار" الأخير من منزله في جنين، بعد 83 يوما من الحرية من اعتقال إداري سابق لمدة عام، ليتم تحويله للتحقيق في سجن مجدو، وبعدها للاعتقال الإداري مرة أخرى، حيث تواصل سلطات الاحتلال تجديد اعتقاله مع انتهاء كل مدة حكم يقضيها، وفق زوجته. 

وتوجه "جرار" مناشدتها للهيئات الحقوقية والصليب الأحمر الدولي للتدخل العاجل لتوفير المتابعة الطبية الحقيقية لزوجها، وتزويده بالعلاج المناسب.

استهداف قديم..

وبدأ مسلسل اعتقالات "جرار" ومعاناته في سجون الاحتلال منذ عام 1983، عندما استدعي حينها للتحقيق، في حين كان اعتقاله الأول عام 1990، ثمَّ توالت اعتقالاته لتصل لـ33 مرة، ولتبلغ قرابة الـ 15 عامًا، عانى خلالها من ظروف صحية صعبة، وفق زوجته.

وتعرّض الأسير "جرار" للتحقيق العسكري القاسي لأكثر من مرة، ما أورثه آلاما وأمراضًا مزمنة ما زالت تلاحقه حتى في اعتقالاته الحالية.

تستذكر "جرار" إصابة زوجها عام 2013 بسبع كسور بيده اليمنى إثر حادث سير، حيث اضطر لعمل عملية جراحية حرجة وعاجلة، وبقي مجازًا سنة كاملة بالبيت، حتى أعاد الاحتلال اعتقاله عام 2014 بعد عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل.

ونتيجة لطريقة الاعتقال الوحشية التي تعرض لها الشيخ آنذاك، كُسرت يده مرة أخرى، وأفشل قوات الاحتلال العملية الجراحية السابقة، وقضى عشرين شهرًا بالاعتقال الإداري، وسط إهمال طبي متعمد، ما اضطره لإجراء عملية جراحية أخرى بعد الإفراج عنه.

وإلى جانب الاعتقالات المتكررة، فإن فضاء الحرية الصغير الذي يحظى به بين الفينة والأخرى، فإن الشيخ عبد الجبار ممنوع من السفر منذ فترة طويلة بقرار من الاحتلال، ليكتب عليه أنه إن خرج من سجن فإنه يخرج إلى سجن أكبر.

ويعتقل الاحتلال في سجونه 5000 أسير، بينهم 31 أسيرة، و1083 معتقلًا إداريًا؛ بينما يعاني 700 أسير من أمراض بدرجات مختلفة، منهم 24 أسيرًا مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.