قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشيخ صالح العاروري، إن الاحتلال الإسرائيلي إذا مارس في الضفة الغربية ما فعله في غزة سيؤدي ذلك لاقتلاعه وتحولها لقاعدة مقاومة.
وشدد "العاروري" في حديثٍ متلفز عبر قناة منار اللبنانية وتابعته "وكالة سند للأنباء"، أن ذروة المقاومة ونواتها الحقيقية هي المقاومة المسلحة، ولن يرحل الاحتلال إلا تحت ضربات المقاومة.
وبيّن أن تسليح الضفة الغربية هو كلمة السر في هزيمة الاحتلال، مشددًا أن الشعب الفلسطيني خاض الثورات ومستعد دائمًا للقتال ولديه الجاهزية لذلك.
وأشاد "العاروري" بصمود أهل جنين قائلًا: ": أهم الإبداعات في مخيم جنين ليس في إيقاع أكبر الخسائر في قوات الاحتلال، بل بالصمود والبدء من جديد فورا، وعدم الانكسار".
وأوضح أن مخيم جنين شكل رمزًا للمقاومة، موجهًا رسالته لمعاقل الأبطال والمجاهدين والمقاومين في كل محافظات الضفة: "ادخلوا المعركة وصعدوها كما حدث في جنين وأكثر".
وأكد أنه لا يوجد احتلال يرحل بدون مقاومة مسلحة، وحق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال أن تقاوم وتقاتل، بل هو واجب عليها.
وبيّن أن الشعب الفلسطيني قادر على هزيمة الاحتلال، وليس لديه خيار آخر غير المقاومة، مُشيرًا أن الشعب لدينا فرصة لإشعال معركة مع الاستيطان والاحتلال ويمكنه أن يطرد الاحتلال من الضفة الغربية.
واستطرد أن الاحتلال يعيش اضطرابًا داخليًّا غير مسبوق وصراعًا دوليا، ومعركة جنين تشكل نموذجًا للانتصار، ويجب أن نستخلص أنه لو دخلت كل المناطق بالمستوى نفسه لدينا فرصة لطرد الاحتلال من كامل الضفة الغربية.
وأضاف أنه حينما أتيح السلاح للمقاومين في الانتفاضة الأولى، اضطر الاحتلال لتوقيع اتفاق أوسلو، والانتفاضة الثانية بدأت مسلحة، وكانت النتيجة انسحاب الاحتلال من غزة وشمال الضفة.
وأردف "العاروري"، أن الاحتلال غير شرعي، وقابل للاقتلاع كما حدث في غزة وسيناء ولبنان، مُشددًا أن كل المحاولات لإفساد بيئة المقاومة ستفشل، والشعب الفلسطيني دائمًا لديه الجاهزية ليقاتل.
وقال إن التعويل على اتفاقية "أوسلو" وعلى الشرعية الدولية وعلى الولايات المتحدة صفر، فلا أحد يمكنه الآن أن يخرج للإعلام من صنع أوسلو ويقول ما زلنا نعول على الأمم المتحدة وواشنطن، فهذا انتهى.
وأضاف أن الراحل ياسر عرفات أدرك جيدًا أن مسار التسوية لا يمكن أن يؤدي إلى دولة فلسطينية، وعاد إلى المقاومة المسلحة.
وأضاف العاروري في حديثه: "مرحلة أوسلو انتهت، ولا يمكن لأحد أن يعول عليها، ونتنياهو صرح بوقاحةٍ قبل أيام قال فيه سنسحق فكرة نشأة الدولة الفلسطينية".
ولفت إلى أن المقاومة تنقصها الأدوات، لكن دائما الإرادة تصنع المستحيل والمعجزات وهذا ما يحصل في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن المقاومين في الضفة يقاومون بما توفر لديهم من أدوات سواء بالسكين أو المسدسات، والبنادق، موضحًا أنها بعد ذلك تطورت الحالة لاستخدام العبوات المصنعة محليا والقنابل اليدوية، ووصلوا إلى تجارب إطلاق صواريخ.
وأكد "العاروري" إلى أن حالة المقاومة تتطور، والاحتلال يصيبه الرعب لأنه يراقب تطور المقاومة بالطريقة نفسها التي حدثت في أماكن أخرى مثل غزة.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني موحد خلف خيار المقاومة، وحتى قواعد وكوادر فتح يدركون أنه لا خيار أمامنا إلا المقاومة.
وقال: "نؤكد على العمل والدعم والتعاون مع كل المقاومين -بغض النظر- عن انتماءاتهم الفصائلية، وعنواننا المقاومة ضد الاحتلال".
وأكد أن الوحدة في الميدان متحققة بشكل أفضل بكثير عن الوضع الرسمي، مُردفًا: "لا ندخر جهدا حتى نصل إلى تفاهمات مع كل الفصائل".
ووجه "العاروري" رسالةً للمقاومة قائلًا: "إذا كان هذا الاحتلال في مواجهة هذه الموجة من المقاومة التي تشكل البداية، حشد أكثر من ثلثي جيشه في الضفة الغربية، لكم أن تتخيلوا إذا اشتعلت المقاومة بالمستوى نفسه في جنين وفي كل الضفة الغربية، الوضع بكل تأكيد سيتغير".
