الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

بالفيديو والصور التجمعات البدوية في الضفة.. خطر التهجير الصامت وغياب الإسناد الرسمي

حجم الخط
التجمعات البدوية في فلسطين
الخليل - يوسف فقيه - وكالة سند للأنباء

يعيش سكان التجمعات البدوية البالغ عددها 154 بالضفة الغربية في ظروف معيشية قاسية، بمواجهة مستقبل قاتم يتهدد وجودهم في أراضيهم؛ نتيجة إحكام الخناق عليهم بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه اليومية، والتي تطال مقومات البقاء في أراضيهم التي تتطلع منظومة الاحتلال لترحيلهم منها.

وأطلق ناشطون فلسطينيون في التجمعات البدوية ما أسموها بـ "صرخة النداء الأخيرة" لمساندة حقيقية لأهالي هذه التجمعات البدوية، مشيرين إلى أن ما يتعرضون له ليست اعتداءات فردية بل سياسة منظمة ومبرمجة، يشترك فيها المستوطن مع شرطة الاحتلال وجنوده في خلق حالة من التضييق والملاحقة لهم.

ويشير ناشطون في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال يهدف لدفع هؤلاء السكان للرحيل، كما جرى مؤخراً في تجمع عين سامية قرب رام الله، في ظل ما يصفونه بالإهمال والتقاعس من الجهات الرسمية والمؤسسات الأهلية.

التجمعات البدوية.png
 

300 اعتداء من بداية العام..

المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، يشير إلى أن المنظمة سجلت منذ بداية العام الحالي 300 اعتداء وانتهاك بحق سكان التجمعات البدوية في الضفة الغربية، شنها المستوطنون وقوات الاحتلال، وتنوعت ما بين الاعتداءات الجسدية والهدم وإغلاق المراعي ومصادرة صهاريج المياه والاعتداء على المدارس والأطفال.

ويوضح المحامي مليحات في حديثة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن الاحتلال نفذ خلال الستة شهور الأولى من العام الحالي 126 عملية هدم منشآت ومساكن في التجمعات البدوية، وسلم 81 إخطاراً بالهدم ووقف البناء والعمل، إضافة لتسجيل 160 انتهاكًا تم فيه إتلاف محاصيل زراعية أو اعتداء على مزارعين ورعاة أغنام.

كما سجّل تقرير منظمة البيدر 97 انتهاكاً بحق المدارس والطفولة في التجمعات البدوية خلال النصف الأول من العام الجاري، تمثّل في هدم وإخطار وتخريب المدارس والاعتداء على الطلبة أثناء ذهابهم لمدارسهم.

في حين كانت آخر اعتداءات المستوطنين قبل أسبوعين، عندما هاجم ثلاثة مستوطنين الطفل عبد الحي كعابنة (١٠ سنوات) بالضرب المبرح، قبل أن ينقل للمستشفى في أريحاـ وفق "مليحات".

انتهاكات الاحتلال بحق الاطفال.jpg
 

ويشير "ضيف سند"، إلى أن نمط الاعتداءات لا يختلف من تجمع الزويدين بيطا إلى عرب الكعابنة في أريحا، وفي شرق طوباس المالح وحمصة، ضمن هجوم مبرمج ضد التجمعات البدوية في أماكن تواجد سكانها كافة، وبذات السياسة الاستيطانية التي تواجه فيها التجمعات حرب وجودية.

ويرى "مليحات"، أن التجمعات البدوية باتت تحتل الخندق الأمامي في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية؛ لما تمثله من رصيد حيوي يضمن قيام أي دولة فلسطينية في المستقبل، مضيفًا: "في حالة ترحيل البدو من تجمعاتهم، فإننا سنكون أمام تآكل المشروع الوطني الفلسطيني".

دعم موسمي..

أما عن الدعم الرسمي لهذه التجمعات، يصفه "مليحات" بـ "الموسمي"، مردفًا: "الدعم لا يرتقى إلى حجم الهجمة من آلة الاحتلال والمستوطنين، والحكومة تفتقد لأي خطة أو رؤية واضحة لدعم التجمعات البدوية التي باتت مكشوفة أمام المستوطنين المدعومين من قبل دولة الاحتلال والمنظمات الإرهابية.

ويوجه ضيفنا نقده للقوى الفلسطينية لضعف تفاعلها مع واقع التجمعات البدوية وما تتعرض له من سياسة التطهير العرقي والحرب الوجودية، قائلًا "المؤسسات الحقوقية لم تقم بدورها اتجاه التجمعات البدوية من دعم قانوني إزاء الحرب التي يشنها الاحتلال لإعادة النكبة من جديد".

362895562_799276158409962_4890405678970233974_n.jpg


362698885_264756836195162_5619920810916005278_n.jpg
 

من جانبه، يقول الناشط في مقاومة الاستيطان في الأغوار والتجمعات البدوية أيمن غريب، إن التضييق على سكان التجمعات البدوية بدأ منذ احتلال عام ١٩٦٧، بمنع تنقل السكان ومصادرة أغنامهم واعتقال الرعاة واحتجاز الأغنام حتى يتم دفع غرامات باهظة، عدا عن استهداف أراضي البدو من خلال  تقسيم الأراضي لمناطق إطلاق نار أو مناطق عسكرية أو أثرية لتسهيل السيطرة عليها ومنعهم من الرعي والسكن فيها، خاصة المناطق الخصبة منها.

ويشير غريب في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن الاعتداءات في التجمعات البدوية لا تتوقف  بمصادرة الأغنام والمركبات والصهاريج، فالشرطة الإسرائيلية تمنع مد خطوط المياه والكهرباء والبنية التحتية، عدا عن هدم البيوت، بينما يلاحق المستوطنون السكان والرعاة ويعتدون عليهم ويقتحمون المنازل ومحيطها وينكلون بأصحابها.

ويشدد ضيفنا أن السياسة الإسرائيلية الجديدة تسعى لدفع الفلسطيني للرحيل بذاته نتيجة التضييق والخنق، وهو ما يجري في عين سامية وحمصة ورأس التين والواد الأحمر، فمنع المراعي والمياه من الاحتلال يترافق مع اعتداءات المستوطنين وسرقة المواشي والغرامات والضرائب، وملاحقة النشطاء ممن يتضامنون مع أهالي التجمعات، والتشهير بهم، واعتقالهم والاعتداء عليهم وبذلك يفقد أصحاب هذه التجمعات أدنى مقومات الحياة والبقاء.

ويتابع: "هذه التجمعات تقاتل وحدها، دون أي دعم أو مساندة، وأغلب المساعدات يتم سرقتها قبل أن تصل لهم ضمن فساد مالي وإداري في المؤسسات الداعمة التي تطلب من مربي الأغنام حضور ورشات عمل وندوات يخصص لها الاف الدولارات مقابل تقديم طعام لأغنامه، بما لا يتجاوز مئتي دولار، في ظل أن الجمعيات الاستيطانية قدمت التسهيلات للمستوطنين للعيش في هذه المناطق".

ظروف قاسية..

الشابة علياء مليحات تقطن مع عائلتها في تجمع المعرجات البدوي قرب أريحا مع قرابة 450 نسمة ممن سكنوا في تلك المنطقة قبل 30 عاماً، بعد أن كانوا ينتقلوا من مكان إلى آخر -كما هو حال البدو- قبل أن يستقروا في تلك المنطقة، حيث تعيش 50 عائلة في خيم وبركسات مسقوفة بـ"الزينكو"، فالاحتلال يمنع البناء هناك.

 تقول "مليحات" لـ "وكالة سند للأنباء": "السكان محرومون من شبكة المياه والكهرباء، ومصدر المياه الوحيد لهم عبارة عن عين مياه جوفية ينقلون المياه منها عبر الصهاريج، ويعتمدون على خلايا الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، كما أن الطلاب بعد الصف التاسع يضطرون للانتقال إلى أريحا لإكمال تعليمهم.

ورغم الظروف القاسية التي يعيشها سكان التجمع، إلا أن الأهالي يحرصون على التحاق أبنائهم بالتعليم الجامعي، فهناك من تخرجوا من هذه التجمعات وأصبحوا أطباء ومهندسين، وفق الشابة  "مليحات".

361131265_298498412560202_8745560820387538380_n.jpg

362891471_614962807391032_511485933538740688_n.jpg
 

وتضيف: "تضاعفت معاناة سكان هذا التجمع الذي يعتمد على رعي وتربية الأغنام كمصدر دخل وحيد، مع قدوم مجموعة من المستوطنين قبل أعوام والاستيلاء على أرض في وادي قرب تجمعهم في منطقة تصنف أنها "عسكرية مغلقة"، كان يمنع على الفلسطينيين السكن والرعي فيها .

ويعيش أحد المستوطنين بالقرب من تجمع "المعرجات"، بحياة أشبه بحياة البدو فى رعي الأغنام، ويقطن في خيمة بعد أن استولى على المراعي وحرم رعاة الأغنام من الوصول إليها، ويمنع مع مستوطنين آخرين أي فلسطيني من قطع الشارع الرئيسي، لأن المستوطن سيعترضه ويتهمه بأي تهمة ستقود به للسجن، وفق "مليحات".

وتشير الشابة، إلى أن هذا المستوطن المسلح يتعمّد إلقاء نفاياته والحيوانات النافقة أمام مساكن التجمع ليلاً، كما حاول مع آخرين قتل أحد المواطنين، واعتدى على رعاة الأغنام.

وتروي "مليحات" لأحد مشهدًا من اعتداءات المستوطنين: "قبل أسبوعين اضطر طفل يبلغ خمسة أعوام على قطع مسافة 7 كيلو متر، وهو يفر من المستوطنين برفقة والده أثناء ملاحقتهم، وفي هذه المواقف عندما تحضر الشرطة الإسرائيلية تقوم باعتقال المواطنين رغم أن الاعتداء من طرف المستوطنين".

وتختم بالقول: "الحديث عن تعزيز صمود سكان التجمعات البدوية لا نسمع عنه سوى في وسائل الإعلام، ولا نجد من نلجأ إليه للوقوف في وجه المستوطنين سوى بعض المتطوعين الأجانب، وكل حديث الوزارات والمؤسسات عن الدعم لا أصل له ولا نلمس أي دعم".