الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

انفوجرافيك طريق استيطاني جديد.. يقطّع أوصال الأراضي ببيت أمر ويحرم أصحابها منها

حجم الخط
الخليل
الخليل – يوسف فقيه – وكالة سند للأنباء

منذ قرابة شهر، يُحرم المزارعون من بلدة بيت أمر شمال الخليل من الوصول لأراضيهم، بعد أن شق الطريق الاستيطاني شارع 60 الجديد أراضيهم، ملتهمًا مئات الدونمات من أراضي بيت أمر وحلحول ومخيم العروب بالخليل.

ويمتد الطريق الاستيطاني الجديد من مفترق عتصيون حتى مفترق النبي يونس في حلحول، ويهدف لربط المستوطنات ببعضها، وتأمين حركة المستوطنين في تلك المنطقة.

المزارع محمد العلامي من بيت أمر، أحد الفلسطينيين الذين خسروا أراضيهم لصالح شق الطريق الاستيطاني، بعد أن اقتطع ثلاثة دونمات من أرضه الزراعية.

ورغم قبول "العلامي" بالواقع المرير بخسارته لجزء من أرضه، إلا أن معاناته تفاقمت مع استكمال الشارع وعدم قدرته على الوصول للدونمات السبعة المزروعة بأشجار الخوخ، مما تبقى له في تلك المنطقة.

ويشتكي "العلامي" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، من أنه لم يتمكن من الوصول لأرضه منذ شهر مع عشرات المزارعين، ممن حرموا من 100 دونم من أراضيهم المزروعة بحقول الخوخ والعنب والبرقوق.

وكطفله المدلل، كان يعتني "العلامي" بأرضه قبل مصادرتها ومنعه من الوصول إليها، وعن علاقته بها يحدثنا: "كنت أقضي جلّ يومي في الأرض، أعتني بها مثلما أعتني بأحد أبنائي، فمنذ ثلاثين عامًا لم يمض يوم دون أن أزورها، كنا نسلك طريقًا ترابية للوصول إليها، لكن اليوم وبعد أن شق الطريق الاستيطاني أرضي، أنظر إليها بحسرة منذ 30 يومًا، دون استطاعتي على الوصول إليها".

وكان من المقرر أن يقطف المزارع "العلامي" ثمار حقل الخوخ هذه الأيام ككل عام، إلا أنه ممنوع من ذلك الآن، مقدِرًا خسارته بأكثر من 30 ألف شيقل جراء تلف المحصول الذي ينتظره كبقية المزارعين.

ولا يختلف حال المزارع العلامي عن بقية المزارعين الآخرين ممن يمتلكون قرابة 100 دونم لا يستطيعون الوصول إليها، رغم اعتراضهم عند بدء العمل في المشروع، بعدم قدرتهم على الوصول وقطع الشارع؛ لعدم وجود فتحات تمكنهم من الوصول، إضافة لعدم السماح بدخول الآليات الزراعية.

وضمن أساليب الاحتلال في الاحتيال وسرقة الأرض، وُعِدَ المزارعون في حينه بأنه سيتم تجهيز طريق زراعي بجانب الشارع بعرض 6 أمتار، لتمكينهم من الوصول إلى أراضيهم، إلا أنها كانت وعودًا كاذبة ولم تنفذ رغم التواصل مع الجهات كافة ذات العلاقة.

ويخشى المزارع "العلامي"، من أن يشكل استمرار منعهم من الوصول لأراضيهم مقدمة للاستيلاء عليها، أو أن تتحول لمستوطنة، في ظل تغوّل الاستيطان واستهداف الأراضي في تلك المنطقة.

كارثة حقيقية..

ولا تختلف ظروف معاناة الحاج "أبو باسم العلامي" عن بقية المزارعين حيث لم يستطع الوصول لأرضه إلا مرتين منذ شهر، عبر سلوك طريق وعرة من وسط أراضي المواطنين بمنطقة شيوخ العروب؛ من أجل حراثة أرضه ومرة أخرى من أجل رش أشجار الخوخ المزروعة على مساحة دونم ونصف، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إليها لقطف ثمارها.

ويقول الحاج "أبو باسم" لـ "وكالة سند للأنباء": "الشارع الاستيطاني الجديد تسبب في كارثة لنا، لم تنجح محاولاتنا بالوصول إلا مرتين بعد قطع عشرات الكيلومترات، ولكن وهذه الأيام تشهد موسم قطف ثمار الخوخ وبدأ يتساقط على الأرض بسبب تأخر القطف مما ألحق بنا خسائر وأضراراً كبيرة".

كما أبلغ "أبو باسم"، الجهات الرسمية والشعبية للضغط على الاحتلال لإنهاء معاناتهم بوضع فتحات ورفع السياج؛ للسماح لهم بالوصول لأراضيهم قبل خرابها وتلف الثمار، في ظل مخاوف تنتابه والمزارعين من مخطط استيطاني كبير في المنطقة.

سرقة مئات الدونمات..

بدوره، يشير الناشط في مقاومة الاستيطان في بيت أمر يوسف أبو ماريا، إلى أن هذا الشارع اقتطع قرابة 820 دونم من أراضي بيت أمر، وحرم أصحاب 100 دونم من الوصول إليها نتيجة لعدم بناء فتحات ووضع سياج حديدي على طول الطريق، مما شكل عبئاً على السكان وأضرار اقتصادية في بلدة بيت أمر، عدا عن سلب للأراضي والاستيلاء عليها لصالح المستوطنين.

ويوضح "أبو ماريا" أن الخطر يحدق اليوم بقرابة 4000 دونم من جبال "أبو سودا" حتى مستوطنة "أفرات"، بعد شق الشارع وعدم السماح للمواطنين بالمرور لأراضيهم لعدم توفر فتحات ومداخل، فبعد افتتاح الشارع أعلن المستوطنون ضم 690 دونم لتجمع "غوش عتصيون"، وتوسيع "مجدال عوز".

ويلفت الناشط، إلى أن شق الطريق الاستيطاني يهدف لتجنيب المستوطنين من المرور من العروب وبيت أمر، تجنباً لرشق الحجارة، ورغم ذلك تعرضت مركباتهم بالرشق بالحجارة قرب العروب.

ويردف: "الخطورة تمكن في قدرة الاحتلال على إغلاق الطريق أمام الفلسطينيين في أي وقت؛ لترسيخ تواجد المستوطنين وعزل القرى والبلدات بالأبراج العسكرية والبوابات على طول الشارع.

ويبيّن أن الشارع كان بحاجة لوضع فتحات أو بناء جسر معلّق للوصول للأراضي ويمنع الاليات الزراعية من المرور وعدم توفر الطرق البديلة سيعني أضرارًا كبيرة ستلحق بالمزارعين وأراضيهم.

ويشدد الناشط، على أن هذه القضية بحاجة لتحرك رسمي وشعبي لحماية الأراضي من خطر الاستيطان المحدق بها قبل تنفيذ الاحتلال لمخططاته في تلك المنطقة بالاستيلاء على مئات الدونمات، وليس 100 دونم ممن يحرم أصحابها من الوصول اليها.

364801385_255296424025478_2628297638205375763_n.jpg

ربط للمستوطنات..

من جانبه، يقول رئيس وحدة العلاقات الدولية والإعلام في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يونس عرار، إن الشارع الذي افتتحه الاحتلال مؤخراً على أراضي بيت أمر استيطاني بامتياز، ويخدم أهداف الاحتلال، وعلى رأسها ربط المستوطنات ببعضها البعض وخلق تواصل جغرافي بينها.

ويشير "عرار" أن الاحتلال يهدف لفصل التجمعات السكنية الفلسطينية عن أراضيها، فالأراضي التي تأتي على يمين الشارع خلال التوجه للخليل تتبع لبلدة بيت أمر، مروراً بمستوطنة "أفرات"، وإلى ما قبل قرية المعصرة قرب بيت لحم، وفي هذه الحالة يصعب الوصول لهذه الأراضي، حيث تم فصل الأراضي عن التجمع بيت أمر وإهمال الأراضي والاستيلاء عليها لاحقاً.

وينوه ضيفنا، أن ما ينطبق على هذا الشارع ينطبق على كل الشوارع الاستيطانية ضمن خطة الضم وصفقة القرن المتمثل بالربط الجغرافي ما بين المستوطنات والداخل المحتل والمستوطنات ببعضها، وتحويل الفلسطينين لطرق جديدة يتم إيجادها من خلال جسور أو أنفاق.

ويبيّن "عرار" أن هذه الشوارع تعمل على تحويل التجمعات والمخيمات إلى معازل وجزر متباعدة، وهو ما يخدم الهدف الأساسي بمنع إقامة أي دولة فلسطينية مترابطة جغرافياً، عدا عن استخدامها لأهداف أمنية لحماية المستوطنات.