الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

بتول وبراءة.. أحلامٌ مؤجّلة بعد إبعادهما قسرًا عن حرم جامعتهما شرق القدس

حجم الخط
الاحتلال
رام الله - فرح البرغوثي - وكالة سند للأنباء

لا تكتفِ سُلطات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال طلبة الجامعة، وزجّهم في سجونها التي تفتقرُ لمقومات العيش الآدمي، بل تُلاحقهم بقراراتِ الإبعاد والمنعِ من دخول حرمِ الجامعة، وتُوقِف أحلامهم التي سَعوا طويًلًا لتحقيقها.

مؤخرًا، أصدرت سلطات الاحتلال قرارًا يقضي بإبعاد الطالبتين بتول دار عاصي وبراءة فقهاء عن منطقة أبو ديس شرق القدس حيث جامعتهما؛ لتُحرما من حقهما في التعليم والوصول إليها.

بتول دار عاصي، طالبةٌ في تخصّص التصوير الطبيّ، أُصدر بحقها قرار إبعاد لـ 4 أشهر، وهي من بيت لقيا جنوب غربيْ رام الله، أما براءة فقها، تدرسُ الطبّ البشري، وقد أُصدر بحقها قرار إبعاد لـ 6 شهور، وهي من بلدة كفر اللبد شرق طولكرم.

"قرارٌ ظالم"..

تقول الطالبة بتول دار عاصي، لـ "وكالة سند للأنباء"، إنّ سلطات الاحتلال استدعتهما للمقابلة في "معاليه أدوميم"، في 25 حزيران/ يونيو الماضي، وسلّمتهما قرارًا جاهزًا بالإبعاد عن جامعة القدس- أبو ديس، لفترتين مختلفتين، دون إخضاعهما للتحقيق.

وتُردف: "كانت التُهم الموجّهة عامة جدًا، وأخبرونا أننا نستطيع تقديم اعتراضٍ على القرار خلال ثلاثة أيام، وقبل نحو أسبوع، تمّ رفض طلب المحامي وتثبيت الإبعاد".

وتصفُ "بتول" هذا القرار بأنّه "ظالم"، لافتةً أنهما بانتظار محكمة للنظر في الاستئناف بـ30 آب/ أغسطس الجاري.

"أملٌ مُعلّق"..

كانت "بتول" تنتظرُ قدوم فصلها الدراسيّ الأول على "أحرّ من الجَمر"؛ لتُنهيَ موادها الجامعية وتحصدَ ثمار تعبها بارتداءِ لِباس التخرج؛ لكنّ قرار الاحتلال بإبعادها أربعة أشهرٍ وقف في طريقِ حُلمها وآمالها.

وتُبيّن "ضيفة سند" أنّه لا يفصلها عن التخرج سوى 10 ساعاتٍ دراسيّة، ستّة منها في حرم الجامعة، وأربعة تدريبية في المستشفى.

وتشرح لنّا بغصّة: "النظام الدراسيّ في جامعتي سنويّ، أيّ أنّ المساقات التي تُطرح على الفصل الأول لا تُطرح مرةً أخرى في الفصل الثاني، وفي حال تعثّر تسجيلي بسبب الإبعاد سأضطّر لتأجيل تخرجيّ سنةً كاملة".

وتُوضح أنّ قرار إبعادها عن الجامعة سرى أثناء تقديمها الاختبارات النهائية للدورة الصيفية، وأنّ الجامعة ستقوم بتقديم امتحانيْها المُتبقييْن في مدينة رام الله؛ لكنّ ذلك كان مشروطًا بأنّ يكون مستوى الامتحان عاليًا، ولا يُكافئ مستوى امتحان الطلبة.

لكنّ "بتول" لا تعرفُ سوى القوّة والصبر، وعن ذلك تقول: "هذه الإجراءات لن تُثنينا عن الطريق.. الحمد لله، قلوبنا صابرة وراضية بما سيحصل مهما بلغ الثمن".

"سياساتٌ تعسّفية للتضييق"..

أما الطالبة براءة فقها، فتقول في حديثها مع "وكالة سند للأنباء"، إنّ قرار إبعادها عن حرمِ الجامعة لـ 6 شهور، "تعسّفي وسيُؤخر مسيرتها التعليمية".

وتُحدثنا: "الاحتلال يعلم بخصوصية دراستي أنا وبتول.. نظام المواد سنويّ، وجميعها تتطلب منّا التواجد داخل حرم الجامعة وقاعاتها، ويصعب تعلّمها إلكترونيًا".

وتؤكّد ضيفتنا أنّ سياسات الاحتلال تأتي في سياق التضييق على الفلسطينيين ككلّ، مردفةً: "هم يحاولون وضع العقبات في طريقِ أيّ شخصٍ ينجح في تركِ أثرٍ وبصمة، كما يسعون للحدّ من دور المؤثرين لتغييبهم عن الساحة".

ودعت الطالبة "براءة" الشعب الفلسطيني بالوقوف مع قضيتهما، كما طالبت المؤسسات الحقوقية والدولية وصاحبة القرار بالضغط من أجل إلغاء هذا القرار، ووقف سياسات الاحتلال المٌجّحفة بحق الفلسطينيين عمومًا، والطلبة خصوصًا.

ويتعرض الطلبة الجامعيون في الضفة الغربية لانتهاكات وممارسات تحرمهم من مواصلة تعليمهم بشكل طبيعي، جراء الملاحقات والاعتقالات التي يتعرضون لها، والتي تسببت للكثيرين منهم بتأخر تخرجهم لسنوات طويلة، فيما يقضي آخرون أحكامًا طويلة داخل السجون.

وعلى مرّ سنوات النضال الفلسطيني، لعب طلبة الجامعات الفلسطينية دورًا بارزًا في تحريك الشارع الفلسطيني، لا سيما خلال الانتفاضتين، حيث خرج من بينهم قادة سياسيون وعسكريون وشهداء واستشهاديون أثخنوا بالاحتلال.