الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

بعد تحقيق "هآرتس" بشأن انتهاك حرمة نساء في الخليل.. عشائر: حرائرنا خط أحمر ولن نصمت

حجم الخط
تحقيق هآرتس
الخليل – يوسف فقيه – وكالة سند للأنباء

أثار التحقيق الذي نشرته صحيفة "هآرتس" أمس الاثنين، حول استخدام مجندات إسرائيليات كلبًا لتخويف خمس نساء من الخليل جنوب الضفة الغربية، وإجبارهنّ على خلع ملابسهن، والسير عاريات، ردود فعل فلسطينية غاضبة ومستنكرة.

وبحسب ما نشرته "هآرتس" بالاشتراك مع منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية فإنّ قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت منزلًا لعائلة "ع"، في الحي الجنوبي من مدينة الخليل، وعاش القاطنون فيه (26 شخصًا بينهم 15 طفلًا)، ليلة من الرعب حينها، بعد أن أجبرت مجنّدتان معهما كلب هجوم، خمس سيّدات على خلع جميع ملابسهن -كلّ واحدة على حدة- والتجوّل أمامهما عاريات.

الحادثة الصعبة وقعت بعد الساعة الواحدة والنصف فجرًا، في العاشر من يوليو/ تموز الماضي، وكان في المهّمة يومها نحو 50 جنديًا إسرائيليًا، بهدف مداهمة منزل بزعم احتوائه على أسلحة، وحينها هددت المجندتان، السيدات، بإطلاق الكلب نحوهن إذا لم يُنفذن الأمر (خلع ملابسهن).

كلاب.jpg
 

أمر خطير جدًا لا يحتمل السكوت

واعتبر عميد رجال الإصلاح في مدينة الخليل الحاج عبد الوهاب غيث، ما جرى مع السيدات الفلسطينيات مفاجئًا وخطيرًا جدًا، مشددًا على ضرورة عدم السكوت عن الحدث الصعب.

وقال "غيث" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء": "لابد من وجود تحرك قوي على كافة المستويات من العشائر والقوى والسلطة الفلسطينية؛ لمنع تكرار الحادثة التي يصعب وصفها، ولا تحتمل السكوت أبدًا".

ورأى أنّ "التحرك الحقيقي يجب أن يكون من السلطة الفلسطينية ومسؤوليها ورجال الأمن فيها لحماية الأعراض، فالحروب كانت تقوم من أجل امرأة لكن حالة الصمت المطبق وحتى غياب الشجب والاستنكار أمر مستغرب".

"لن نسمح باستباحة الأعراض مهما كلف الثمن"

من جهته وصف مختار وعميد عشيرة التميمي، الحج حجازي شاور التميمي، في حديثٍ مع "وكالة سند للأنباء" ما جرى مع نساء العائلة الفلسطينية في الخليل، بأنه "عمل فاضح ومستنكر".

وأردف: "هذا الحدث قد يؤدي إلى زلزال في كل فلسطين؛ لأنه يمس أعراض الفلسطينيات الماجدات (..) أمهات الشهداء والأسرى والماجدات خط أحمر وهذه رسالتنا كعشائر وفلسطينيين عمومًا".

وتابع التميمي: "هذه الرسالة يجب أن تصل للاحتلال، فما جرى لم ولن يمر بشكلٍ عابر، وله ما بعده من أبعاد وخطورة"، موجهًا رسالة لقادة الاحتلال باسم عشائر الخليل: "ما جرى لا يمكن قبوله، فالأعراض أغلى ما يُمكن، ولن نسمح باستباحتها مهما كلف الثمن".

وأشار إلى أنّ "الاتصالات جارية مع كبار رجال العشائر في الخليل لتدارس ما جرى ولإعلان موقف موحد حيث أن الجميع استغرب بشدة، بما نشر حول هذا الاعتداء وعبر عن غضبه وصدمته".

رواية لإحدى النساء..

وبالعودة إلى تحقيق "هآرتس"، فإن النساء اللواتي طلبت منهن المجندتان خلع ملابسهن، هُنّ: والدة العائلة عفاف (53 عامًا)، وابنتها زينات (17 عامًا)، وزوجات أبنائها الثلاث: أمل، ديالا، وروان، والثلاثة في العشرينيات من عمرهن.

وتروي إحدى السيدات الخمسة ما تعرضن له، بالقول إنه جرى إحضارهنّ واحدةً تلو الأخرى إلى غرفة صغيرة للأطفال، وأول من تم استدعاؤها إلى الغرفة كانت أمل (25 عامًا)، والتي أجبرت على خلع ملابسها بحضور ثلاثة من أطفالها الأربعة، الذين استيقظوا للتوّ من نومهم.

رسومات.png
 

ووصفت أمل مدى رعبها من الكلب والبنادق، وهي تبكي وتصرخ، ورأى الأطفال كيف كانت المجنّدات الإسرائيليّات، يشرن بأيديهن ويأمرن أمهن بلغة عربية ركيكة بخلع ثوب الصلاة.

وحينما فعلت ذلك طالبنها بمواصلة خلع ملابسها، لكنّها اعترضت مشيرة إلى الشورت والقميص الذي كانت ترتديه لتوضح لهم أنهم لا يستطيعون إخفاء أي شيء.

وتتابع أمل أن المجندتين أطلقتا سراح الكلب الضخم، وكاد أن يلمسها، وفي هذا الوقت كان الأطفال يصرخون خوفًا، لكنها حثت الجنود على إبقاء الكلب بعيدًا عن الأطفال، ثم خلعت كل ملابسها، وأُجبر أطفالها على رؤيتها وهي تُطيع أمر الجنود وتتجول أمامهم عارية، وتم إخراجهم من الغرفة بعد حوالي 10 دقائق.

أما الشخص الثاني الذي تم استدعاؤه إلى الغرفة فهي الأم عفاف، والتي اختصرت الوصف، بالقول إن الجنود أشاروا لها: اخلع ملابسك. اخلعي الكل".

وبحسب أفراد الأسرة، كان أفراد الأسرة الآخرون في ذلك الوقت يُحتجزون في غرفتين أخريين في الشقة: النساء والأطفال بشكل منفصل، والرجال بشكل منفصل. وفي كل غرفة، كان يقف جنديان أو ثلاثة جنود مسلحين عند الباب، ويمنعون أفراد الأسرة من إصدار أي صوت. بين الحين والآخر يأتي جندي ويبلغ زملاءه بشيء ما.

"بيتسيلم": تزايد شهادات النساء من هذا القبيل

الحقوقية في منظمة "بتسيلم" منال الجعبري، قالت إنه خلال عملها على مدى 15 عامًا في المنظمة، وثقت 20 حالة من هذا القبيل (إجبار النساء على خلع ملابسهن تحت التهديد).

وبحسب إفادتها في التقرير، فإنه خلال الأشهر الأخيرة، تضاعفت الأدلة على تجريد النساء بالكامل تحت تهديد السلاح، واستخدام الكلاب البوليسية.

ونوّهت الجعبري إلى أن النساء عادة ما يرفضن إجراء مقابلات أو الحديث للصحفيين عن التجربة المؤلمة التي مررن بها، لكن نساء عائلة "ع" وافقن على التحدث بالتفصيل عما جرى، بشرط عدم تصويرهن.

جنود الاحتلال.png
 

وكانت فصائل فلسطينية ومؤسسات مجتمعية ورسمية، وصفت ما جرى بأنها "تصعيد خطير لن يتجاوزه الشعب الفلسطيني ومقاومته وقواه الحيّة، مشددةً أنها "انتهاك قوات الاحتلال لحرمات البيوت، وكشف ستر الحرائر في الخليل.

وتعقيبًا على ما نشرته "هآرتس" صرّحت مجموعة "عرين الأسود" المسلحة في بيانٍ لها عبر قناتها على تيليغرام: "كما وعدنا ونفذنا وثأرنا لماجدات القدس، سنثأر من جديد لحرائر خليل الرحمن".

وخاطبت "عرين الأسود"، الاحتلال: "حربنا معكم مفتوحة، وسنستنزفكم في كل شيء، وسنخرج لكم وسيخرج معنا ذئابنا المنفردة، من أبناء شعبنا الذين لا يرتضون الذل والهوان لأعراضنا".