الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بالصور "شعيبات" و"اللحام" تحصدان جائزةٌ عالمية بعد تصميم نموذجٍ يُعيدُ إحياء قرية "الطنطورة" المهجّرة

حجم الخط
شيرين شعيبات وديالا اللحام
رام الله- فرح البرغوثي- وكالة سند للأنباء

إبداع وتفوّقٌ فلسطينيّ جديد، سطّرته طالبتان من دائرة الهندسة المعمارية في جامعة القدس- أبو ديس، بعد أن أثبتتا حضورهما في المحافل الدولية، وحَصَدتا المرتبة الأولى في المسابقة المعمارية العالمية لإعادة إحياء القرى الفلسطينية المُهجّرة.

حُبّ القُرى المُهجّرة والماضي الذي مرّت به، دفع المهندستان شيرين شعيبات وديالا اللحام (23 عامًا)، للمشاركة في هذه المسابقة العالمية، وتصميم نموذجٍ يُعيد إحياء قرية الطنطورة بطريقةٍ تتلاءم مع متطلبات الجيل الجديد، ويُحاكي طبيعة القرية وموقعها الجغرافي جنوب مدينة حيفا.

وتُشرّف على هذه المسابقة "هيئة أرض فلسطين"، وهي جمعيةٌ أكاديمية تختصّ بالأبحاث والمعلومات عن فلسطين، يقعُ مقرّها في العاصمة البريطانية لندن، ويرأسها أبرز الباحثين الفلسطينيين في مجال القرى المُهجّرة، سلمان أبو ستّة.

377237905_301916785782316_5501406900067784104_n.jpg

 

"تخليدُ المجزرة"

تقول شيرين شعيبات في حديثها مع "وكالة سند للأنباء" إنّ "هذه المسابقة العالمية تُنظّم بشكلٍ سنويّ؛ بهدف توثيقِ أكبر عددٍ من القرى الفلسطينية المُهجّرة، من أجل الاحتفاظ بمقترحٍ لكلّ واحدة بعد نيلِ الحُريّة".

وعند سؤالها "لماذا قرية الطنطورة؟"، تُجيب: "المسابقة طرحت عشر قُرى فلسطينية من ضمنها الطنطورة، وقد قُمنا باختيارها تحديدًا حتى نُسلّط الضوء على المجزرة التي لم تحظى بصدى إعلامي كبير كبقيّة القُرى التي تعرّضت لمجازر، وحتى نصلَ عبر مشاركتنا لأكبرِ عددٍ من الجمهور في العالم".

وتضيف: "إلى جانب موقع القرية الاستراتيجي المُطلّ على ساحل البحر الأبيض المتوسط، واحتوائه على 6 جزرٍ طبيعية، وآثارٍ رومانية قديمة، وميناءٍ تجاريّ اشتهرت به قديمًا؛ ما يجعل منها نقطةَ جذبٍ سياحيةٍ مُهمة".

377122716_642297614644640_4944605846684435474_n.jpg

 

وتوضح "شعيبات" بنبرةٍ مليئة بالفخرٍ والسعادة، أنّ فكرة المشروع "جديدة ومُختلفة" عن بقيّة المُقترحات التي تمّ تقديمها بالمسابقة، لافتةً أنهما قامتا بتصميم نموذجٍ يتلاءم مع متطلبات الجيل الجديد وأعدادهم، ويُحاكي طبيعة القرية وموقعها.

وتحكي لنا: "نحن لا نُؤيد فكرة تحويل كافة القُرى المُهجّرة التي يتجاوز عددها المئة لمساراتٍ ومتاحف للسيّاح؛ لذلك فكّرنا بإعادة إعمارها بطريقةٍ تتناسب مع احتياجات السُكّان، وإعادة السكن والاستقرار في أراضيها".

"محطاتٌ تفاعلية"..

وتقوم فكرة مشروع "شعيبات" و"اللحام" على تخليدِ ذكرى حادثة مجزرة الطنطورة، التي وقعت في 23 أيّار/ مايو 1948، وأَوْدَت بحياة 280 شهيدًا، من خلالِ عملٍ تفاعلي وتذكاري واقتصادي واجتماعي للسُياح والسكّان.

وعن تفاصيل المشروع، تشرح "شعيبات": "قُمنا بتصميم بوليفارد عكسنا عليه أحداث مجزرة الطنطورة، واخترنا أن يبلغ ارتفاعه 5 أمتار؛ حتى نقوم بحفظِ الآثار الموجودة أسفله وتُصبح محمياتٍ طبيعية، أما من الأعلى، فيكون هناك مبانٍ مُطلّة عليه، ويُصبح كأنه نوّاة لخلقِ مجتمعاتٍ مُستدامة تتطوّر حوله".

وتُبين "ضيفة سند" أنّهما قامتا بتقسيم "البوليفارد" لخمسِ محطاتٍ عبّرت كلّ واحدة عن مرحلة من مراحل المجزرة، فالمحطة الأولى تُظهر جمالية المكان والحياة فيه قبل المجزرة، ويستطيع الزائر التجوّل فيها وشراء القهوة أو المنتجات المصنوعة بأيديّ نساء القرية، إضافةً للاستماع إلى الأهازيج التراثية ورؤية الزيّ القديم.

أما المحطة الثانية، فتعكّس مرحلة هجوم المُحتل على القرية، وحدوثِ معركةٍ طويلةٍ بالقرب من الشاطئ، والاستيلاء على القريّة، من ثُمّ جمعِ الأهالي وفصل الرجال عن النساء.

377123097_566033765611234_7346029403786129320_n.jpg


وتَعرِض المحطة الثالثة تفاصيل القتل الجماعي ودفن جميع الشهداء في قبرٍ واحد، بينما تُمثّل المحطة الرابعة مرحلة غياب السياق الحضري عندما سيّطر الفراغ على القرية، بعد أن هُجّر أهلها وهُدمت المباني والمنازل كافة، وتمّ التخلّص من آثار حجارتها، مع الحفاظ على بعض الآثار المعدودة التي ما زالت موجودة حتى يومنا هذا.

وتعدّ المحطة الخامسة أعلى محطة في "البوليفارد"، وتوجّه النظر إلى البحر، وموقع المقبرة التي دُفن فيها الشهداء كافة (بينهم 5 نساء)، وفق حديث ضيفتنا شعيبات.

أحلامٌ وتحديات..

سنةٌ كاملة وَصَلَتا خلالها "شعيبات" و"اللحام" اللّيل بالنّهار، بعد أن عملتا بجدٍّ وكِدّ، وقامتا بجمعِ معلوماتٍ من عدّة مصادر حول قرية الطنطورة، من ثُمّ بدأتا بوضعِ رؤية المشروع والتصميم المعماري له، بإشراف الدكتور أشرف أبو هلال.

وعن آلية العمل، تقول ديالا اللحام: "قُمنا بتحليلِ الكثير من البيانات والمعلومات عن القرية، حلّلنا مخطّطاتها القديمة والحالية، كما استمعنا لمقابلاتٍ مُسجّلة لسكان القرية، وذهبنا للسينما من أجل مشاهدة فيلم الطنطورة، وقرأنا رواية الطنطورية، وكلّ هذا لم يكن سهلًا وقد تطلّب وقتًا وجهدًا كبيرًا".

أما عن التحديات، تشرح لنا: "لم نستطع زيارة القرية على أرض الواقع بسبب قلّة توفّر التصاريح، لذلك استخدمنا خرائط جوجل وجوجل إيرث حتى نتجوّل بالقرية بشكلٍ افتراضي، وهذا كان أصعب تحدٍ لنا".

377122836_861914945559659_3757078415561560162_n.jpg


وتلفتُ "اللحام" أنّ تقييم المشاريع تمّ بالعاصمة البريطانية لندن، بمشاركةِ عشرات الجامعات العربية والفلسطينية، وبعد تأهيل أربع مشاريع، أعلن الدكتور سلمان أبو ستّة النتائج من خلال منصة "زوم".

وماذا عن لحظة الفوز؟ تُخبرنا وعلامات السعادة ترتسمُ على وجهها: "نحن سعيدتان جدًا لأننا وَضَعنا بصمتنا بقضيةٍ مُهمّة مثل قضية حق العودة التي تُلامس كلّ فلسطيني داخل الوطن أو بالشتات، وأيضًا، فخورتان برفع اسم فلسطين وجامعة العاصمة عالميًا، وهذا حافز لنا من أجل السعي دائمًا نحو التطوّر والتميّز بشكلِ دائم، ويضع علينا مسؤولية".

وتحلّم المهندستان "شعيبات" و"اللحام" بالعمل بعد انتهاء الاحتلال بإعادة إعمار القرى الفلسطينية كاملة.